إسمع يا دولة الرئيس (2) : نقد الطبقة الحاكمة بين المشروعية والوجوب

قال تعالى :[ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ ].

لا تتقبّل مجتمعاتنا النقد، حتى و لو كان موضوعياً، فثقافة النقد غير مرحب بها في مجتمعاتنا، و أي ملاحظة على مسلك ما، أو فكرة ما، تأخذ طابعاً شخصياً، فيتم حرف جوهر النقد عن حقيقته، و هذا سبب يعيق تقدم دولنا و أنظمتنا، حيث إن النقد مدخل مهم جداً لإصلاح الأنظمة، و هو الكفيل بإنضاج خيارات أكثر صواباً، كما جاء في الحديث عن علي عليه السلام : “اضربوا بعض الرأي ببعض يتولّد منه الصواب”.
دولة الرئيس:

لقد جعلت الشريعةُ الإسلامية الأمرَ بالمعروف النهي عن المنكر من الواجبات المؤكّدة، التي تزخر بأحكامها و ضوابطها الكتب الفقهية، بل إن منكر وجوب الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر يُحكم بكفره فقهياً، كونهما من الفرائض الدينية المعروفة بضرورات الدين..

 

ومن أبرز مصاديق الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر إصلاح الأنظمة و تبيين مفاسد الساسة، و السعي لكي يسود العدل و السلام بين الناس، و هذا ما عبّر عنه الإمام الحسين عليه السلام عندما عزم على النهضة في وجه السلطة الفاسدة، حيث قال : [ أيها الناس إن رسول الله قال : من رأى سلطاناً جائراً مستحلاً لحرم الله، ناكثاً لعهد الله، مخالفاً لسنة رسول الله، يعمل في عباد الله بالإثم و العدوان، فلم يغير عليه بفعل و لا قول، كان حقاً على الله أن يدخله مدخله ] .

إقرأ أيضاً: يا ويلنا من بعدك يا دولة الرئيس (2): هل يمهد برّي لقيادة جديدة لـ«امل» ومن هي؟

و عليه، فإن تسليط الضوء على أي خلل سياسي ليس مشروعاً فقط، بل إنه واجب، كما أنه ليس واجباً دينياً فحسب، بل إنه واجب وطني و أخلاقي، ينبغي أن يباشره كل مواطن، فكلنا مسؤول، كما أنه ” كلكم راعٍ، و كلكم مسؤول عن رعيته ” على حد قول رسول الله (ص).

أستاذ نبيه :

عملاً بقول علي عليه السلام : “خير الإخوان أقلهم مصانعة في النصيحة” نتحدث لكم عما يعتمل في صدور الشيعة وقلوبهم وعقولهم، بشكل شفاف وصادق وصريح، عبر هذه الرسائل التي لا يراد منها أي مصلحة ذاتية أو خاصة، بل تهدف لتسليط الضوء على مواطن التسيب و الخلل و الضعف؛ محاولة لتدارك ما يمكن تداركه…

إقرأ أيضاً: إسمع يا دولة الرئيس(1): آن لكم أن تصغوا للمجتمع الشيعي!

وتالياً، فهذا نقاش -على الأقل- مشروع، إذا لم نقل أنه واجب، ويندرج ضمن سياق هادف لإصلاح الأمور و تصويبها، دون أن يكون نقاشاً سلبياً هدّاماً.. و قد سئل أمير المؤمنين عليه السلام عن أقوى الخلق، فقال (ع) : “الحليم”… و هذا ما نتوقعه من دولتكم.
[ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا ].

السابق
الدراما اللبنانية في رمضان: مخدرات وخيانات زوجية محرمة
التالي
قناة الرئيس عون: سرية المجلس النيابي تسيء إلى بزّة الجيش ودعوات إلى فصلها!