بعد الصفقة «الأميركية- السعودية»…صفقة قطر تثير تساؤلات!

تدفع الانظمة العربية مليارات الدولارات لواشنطن من اجل الحفاظ على وجودها مقابل تشغيل واشنطن لمعاملها ومصانعها العسكرية ... دفعت الثمن السعودية الشهر الفائت، واليوم تدفع قطر..فمن التالي يا عرب؟

بعد الصفقة السعودية-الأميركية الضخمة التي سالت الاقلام طويلا لشرحها والتعليق عليها  سواء معها او ضدها، أتت صفقة السلاح القطرية-الاميركية لتقع على المتابعين كصخرة حطّت من علِ بسبب سرعتها.

إقرأ ايضا: شياطين الأرض كسرت أغلالها في شهر رمضان

فقد وقع وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس، ونظيره القطري خالد العطية، في واشنطن اتفاقا تبيع بموجبه واشنطن دولة قطر مقاتلات “أف15” مقابل مبلغ وصل الى 12 مليار دولار اميركي. وبحسب وكالة “بلومبرغ” الاميركية فان الصفقة تشمل 36 مقاتلة حربية ايضا. اضافة الى سفينتين تابعتين للبحرية الأميركية انطلقتا باتجاه الدوحة للمشاركة في تدريبات عسكرية مع البحرية القطرية.

وبحسب البنتاغون، فان “المبيعات البالغة قيمتها 12 مليار دولار ستمنح قطر تكنولوجيا رفيعة جدا، لتعزز من تعاونها الأمني مع واشنطن”.

كما بحث وزيري الدفاع في البلدين قضايا أمنيّة مشتركة كمكافحة “داعش”، ومسألة خفض نسبة التوتر والتركيز على القضايا ذات الاهتمام المشترك.

وبحسب جريدة “العرب” القطرية، فان الصفقة تمثل التزاما طويل الأمد تجاه قطر، مع دعم التعاون الاستراتيجي في الحرب ضد العنف “المتطرف”. خاصة ان هذه الاتفاقية ستساهم في ايجاد 60 ألف فرصة عمل في 42 ولاية أميركية!.

اما من جهة قطر، فسوف تعزز أمنها الذاتي في مواجهة اشقائها العرب وتخفف من العبء الملقى على كاھل القوات المسلحة الأميركية في العمليات التي تقوم بها لمحاربة العنف “المتطرف”.

وقد أتى توقيع هذه الاتفاقية في خضم أزمة دبلوماسية غير مسبوقة داخل مجلس التعاون الخليجي حيث اتهمت كل من السعودية، والإمارات، والبحرين، ومصر، دولة قطر بدعم “الإرهاب”.

مع الاشارة الى، ان الصفقة السعودية الاميركية لا تزال حيّة حيث بلغت 480 مليار دولار والتي تم التوقيع عليها في القمة العربية في 20 ايار الماضي في اول زيارة لدونالد ترامب الى الشرق والتي كانت  وجهتها السعودية. حيث انطلق على اثرها القرار بمحاصرة امارة قطر، من خلال اتهامها بايواء ارهابيين من “حماس”، اضافة الى علاقتها الايجابية مع ايران.

فهذا الفخ الذي وقعت فيه الدول الخليجية ومعهم مصرـ اضافة الى دول أخرى لم يكن سوى لعبة من الرئيس الاميركي دونالد ترامب أتقنها جيدا، الا وهي الابتزاز، وهو الآت من عالم “البيزنس”.

إقرأ ايضا: مسلسل الصراع السعودي – القطري…الى أين؟

وثمة معلومات تقول ان ثمة دولة ثالثة على اللائحة الترامبية نقلتها بعض وسائل الاعلام اليوم الخميس. لكن يبقى السؤال ان عددا من العقول الاستراتيجية في العالم العربي تنازل عن حق التحليل والتفكير، وانصاعت دوله لمطالب دونالد ترامب، لكن لماذا تعمل على محاصرة بعضها البعض؟ وهل العنف “المتطرف” التي ستواجهه قطر وواشنطن يختلف عن العنف “الارهابي” الذي ستواجهه السعودية وواشنطن ايضا؟ ام ان لكل عنف ثمنه من الصفقات؟.

 

السابق
أمواج البيئة: سلاحف أكثر = قناديل أقل
التالي
صراع قابيل وهابيل ورحلة الخروج من الجنة