اللبنانيون المنتشرون حول العالم.. لماذا يعودون؟

يبلغ عدد اللبنانين المغتربين حوالي 15 مليون لبناني، وقد سعى وزير الخارجية والمغتربين الحالي جبران باسيل الى استعادتهم لجنسيتهم اللبنانية، واعادة تفعيل مشاركتهم بالعملية السياسية الداخلية.

منذ مئات السنين، اتجه اللبنانيون نحو العالم الجديد، فكان ان استقروا في دول اميركا الشمالية كالولايات المتحدة، وكندا، اضافة الى دول اميركا الجنوبية كالمكسيك، والجزر الكاريبيي، والبرازيل والأرجنتين، ولم يوفروا قارة استراليا أو دول القارة الافريقية كنيجيريا وغانا والسنغال، وانغولا، وغيرها من الدول العذراء. بحسب (موقع لبنان 24).

إقرأ ايضا: نزيف هجرة الشبيبة اللبنانية مستمر و46% من اصحاب الشهادات العليا

وأتت هجرتهم الى الدول العربية متأخرة قليلا نسبة الى مستوى الهجرة صوب الاميركيتين، حيث اخذت هذه الهجرة العربية العربية تتنامى بُعيد اكتشاف النفط والثروات الهائلة التي يتمتع بها الخليج العربي، وحاجة هذه الدول الجرداء الى خبراء ومتخصصين ومتعلمين ويد عاملة، خاصة ان لبنان بلد الطاقات العلميّة الكبيرة.

وتتميز الهجرة اللبنانية بما تجنيه من أموال تفد الى لبنان من ابنائه المغتربين حيث تعتاش عوائله من التحويلات الاتية من الخارج. لدرجة ان الحرب الاهلية كانت بوجه من الاوجه مفيدة  سواء بالهجرة للعمل او بالهجرة من اجل الدراسة  والتعلم، مما أفاد لبنان من الناحيتين لكن هذا البلد الصغير لم يستفد من هذه الفئات لكونهم لم يبقوا على اراضيه، بل عادوا من جديد الى شدّ رحالهم باتجاه دول تستفيد من خبراتهم وشهاداتهم.

ولا مبالغة بالقول أن تحويلات المغتربين اللبنانيين والتي تبلغ 19 % من الناتج المحلّي الإجمالي، أصبحت عنصراً أساسياً في الإقتصاد اللبناني.  وذلك برأي البروفسور جاسم عجاقة.

إلا ان ما يزيد عن 30 مليار دولار أميركي من هذه التحاويل لا يتم إدخالها في الدورة الاقتصادية، بل تصل الى لبنان كودائع مجمدة فقط تستفيد منها المصارف.

مما يطرح السؤال عن دور أموال الإغتراب اللبناني في الإقتصاد. فمن اصل 16 ألف خريج سنوياً من الجامعات يجد 3 آلاف فقط فرصة عمل في لبنان. فيختار البقية الهجرة. ولا تعمل المصارف اللبنانية على استثمار هذه الطاقات ابدا.

تاشيرة

ويقصد اللبنانيون كل من الولايات المُتحدة الأميركية، وأستراليا، وكندا، وألمانيا، والسعودية، وفرنسا، والسويد، والبرازيل، وبريطانيا..

بحيث تصل نسبة التحاويل الى 19% من الناتج المحلّي الإجمالي اللبناني. وقد بلغ عدد التحاويل 81 مليار دولار أميركي، وهذا الرقم يفوق دين لبنان العام البالغ 70 مليار دولار أميركي  وذلك ما بين العامين2002 و2014.

علما ان العمال الأجانب في لبنان يُحولون سنوياً ما يُقارب 5 مليارات دولار أميركي إلى الخارج، ما يعني ان الإنتاجية اللبنانية تخسر سنوياً هذا الملبغ. وقد حول العمال الأجانب في لبنان إلى ذويهم مبلغ 49 مليار دولار أميركي بين العامين 2002 و2013.

لذا، من واجب الطاقم السياسي اللبناني العمل على تشديد الروابط مع المغتربين اللبنانيين في الخارج عبر الإستثمار اقتصاديا. ومنذ ان تسلم الوزير باسيل حقيبته الوزارية، وهو يضع ملف المغتربين ضمن اولوياته السياسية، وقد حاول اقرار حق التصويت لهم الا ان كل من حركة امل وحزب الله منعا ذلك، نظرا لانطلاقه من دوافع طائفية وليس وطنية. ويبقى المغتربون كضيوف خاصة ان عدد كبيرا منهم قد تخلى عن الجنسية اللبنانية ويحاول باسيل اعادتها لهم.

إقرأ يضا: المملكة السعودية سترحل 5 ملايين مهاجر غير شرعي

ونظرا لتقديراته ان اغلبية المغتربين والمهاجرين هم من المسحيين، وخاصة في البرازيل. مع العلم ان هجرة المسلمين تتركز على الدول العربية ودول افريقيا مما يعني حكما عودتهم، كون الدول العربية لا تمنح الجنسية لغير ابنائها. فهذه الاشكالية في تقسيم المغتربين والمهاجرين قد تؤجج لحرب خفيّة تحت عنوان وطني.

فهل يسجل المهاجرين عودتهم الى لبنان عبر اعادة طلب الجنسية اللبنانية؟ وهل ان الـ15 مليون نسمة قد يغيّرون وجهة لبنان؟ والى أين؟

السابق
أهمية السدود في إنتاج الطاقة الكهربائية
التالي
الناشطون يشكرون فخامة الرئيس على قانون «بنّجح» جبران باسيل!