خامنئي يلوّح بعزل روحاني.. فهل يَصدُق؟

في التجربة السابقة قام المرشد  الروحي بفرض الاقامة الجبرية على مرشحين اثنين هما موسوي وكروبي. وعزل الامام الخميني ابو الحسن بني صدر عام 1980. فهل يلجأ اليوم الى عزل روحاني في حال تخطى الحدود الموضوعة له؟

لفتت تحليلات صحفيّة عن نيّة موجودة لدى المرشد الروحي للجمهورية الاسلامية في إيران السيد علي خامنئي في عزل الرئيس الايراني المنتخب لولاية ثانية الاصلاحي الشيخ حسن روحاني. وذلك بحسب “الشرق الاوسط” السعودية.

إقرأ ايضا: الرئيس الايراني المقبل: محافظ أم إصلاحي؟

وكان الخامنئي قد جدّد تحذيراته من أيّ انقسام قد يطال إيران فيحوّلها الى قطبين متعارضين بسبب مواقف يطلقها مسؤولين كبار.

وقد اعتبر الخامنئي ان التناحر بين الايرانيين هو أمر خطير، من هنا اطلق تحذيراته وشدد على خيار العزل الذي طبقته القيادة الايرانية سابقا مع الرئيس الاول للجمهورية الايرانية أبو الحسن بني صدر في عهد الامام الخميني، مطلق الثورة عام 1979. وتمنى خامنئي عدم الايحاء بأن ايران على انها قسمين: “موالاة ومعارضة”.

فهذه اللهجة القوّية هي بمثابة إنذار الى الرئيس روحاني الذي حصل على نسبة أصوات عالية، مقارنة بغيره من المرشحين في انتخابات 2017 حيث جدد لولاية ثانية بأصوات 24 مليون ناخب، اذ اعتمد لهجة وخطابا قاسيين ضد الحكومة والسلطات، رغم انه حكم ايران لمدة اربع سنوات فائتة. بحسب موقع “جنوبية”.

وكانت تصريحات صادرة عن الرئيس روحاني قد لفتت الى صعوبة الحفاظ على السلام في اشارة الى قرار الامام الخميني الموافقة على القرار (598) الصادر من مجلس الأمن في عام 1988، وقوله انه “تجرّع كأس السّم” لقبوله السلام وتقديم المصالح الوطنية”.

إقرأ ايضا: لماذا طلب «خامنئي» من «نجاد» عدم الترشّح للإنتخابات الرئاسية؟

ولم تطل اشارات العزل حتى الان سوى الولايات المتحدة الاميركية، وبالتحديد الرئيس الجديد دونالد ترامب الذي يواجه اتهامات بتدخل روسيا في العملية الانتخابية لصالحه.

فهل يواجه الرئيس الايراني حسن روحاني أيضا قضية عزله؟ ام ان المسالة لا تعدو كونها تهديدا من تهديدات الزعيم الروحي الايراني خامنئي؟

ومن المعلوم، ان ايران بلد حيوي، والانتخابات فيه تسمح لابن 15 سنة بممارسة حقه في الاختيار والانتخاب بالتالي. والحركة الخضراء التي انطلقت بدعم من ميرحسين موسوي، ومهدي كروبي، المعزولان في اقامة جبرية منذ انتخابات 2009 قدّمت صورة مختلفة عن ايران التي كانت اول بلد أزهرت فيه اجواء “الربيع” عبر اكبر احتجاجات شهدتها منذ عملية تغيير النظام في العام 1979.

حيث خرج حوالي خمسة ملايين متظاهر، بين شاب وصبية، حاملين شعاراتهم الخضراء. وقد واجهت السلطات هذه الاحتجاجات بيد من حديد، مما برّز سيطرة السلطة المتمركزة في قبضة المرشد الأعلى دستوريا وفعليّا.

وقد ركزت الحركة الخضراء في شعاراتها على مبادئ  متنوعة منها: مبدأ “إيران أولاً”، والشعار الشهير”لا غزة ولا لبنان، روحي فداء إيران”. وذلك بحسب موقع “الجزيرة” الالكتروني.

اضافة الى مبدأ إعادة النظر في صلاحيات ولاية الفقيه المطلقة. ومراجعة نظرية “ولاية الفقيه” كنظرية سياسية صالحة للحكم، فضلا عن دعوتها إلى زيادة صلاحيات رئيس الجمهورية المنتخب.

اما المبدأ الثالث فهو العلاقات مع الخارج، حيث طالبت الحركة بمواصلة سياسة الإصلاحيين في إدارة علاقات إيران مع محيطها العربي والإسلامي.

وفي اطار آخر، شهد العالم أجمع سلسلة انتخابات في عدد من دول العالم، أولها الولايات المتحدة الأميركية، ومن ثم فرنسا وايران وبريطانيا، اضافة الى لبنان وتركيا.. وكلها جرت في سياق الصراع بين قطبين بارزين ضمن البلد الواحد.

ويبقى السؤال الذي يطرح نفسه وهو ان الصراع الاصلاحي– المحافظ داخل ايران موجود منذ العام1979، ولا يزال. وهو ينقل صورة حضارية عن بلد يعتمد الاسلام شعارا له.

إقرأ ايضا: أحمدي نجاد «معارضا للنظام» بعد استبعاده من سباق الرئاسة الايرانية

فهل ان التسريبات في اطار الاعلام المناهض لايران وسياستها، وانها جزء من ردة فعل على مواقف ايران الايجابية تجاه قطر التي تعاني حصارا خليجيا حادا، لم ينقذها منه الا تواصلها مع ايران؟

السابق
قانون الانتخاب الجديد يوزع المقاعد طائفياً
التالي
بالفيديو: حريق هائل في لندن وسقوط قتلى وجرحى