مواقف ترامب المنحازة للسعودية ضدّ قطر تثير تساؤلات أميركية

هل سيناريو الهجوم على قطر معَد سلفا برعاية أميركية؟ ولماذا تنتقد الصحف الأميركية مواقف ترامب المنحازة للسعودية ضدّ قطر؟

لم تتأخر مفاعيل القمة الإسلامية – الأميركية كثيرا، فسرعان ما ظهرت معالمها الواضحة مع إعلان السعودية والإمارات والبحرين ومصر الحرب على قطر فقُطعت العلاقات الدبلوماسية معها  وأغلقت المنافذ الجوية والبحرية والبرية، في خطوة تهدف إلى الضغط على الدوحة مع اتهاماها بتمويل ودعم الجهات المتطرفة.

 

وفي القمة 55 دولة إسلامية من ضمنها قطر مع رئيس الولايات المتحدة الأمريكية دونالد ترامب الأمريكية مذكرة تفاهم لتأسيس مركز لتجفيف منابع تمويل الإرهاب، وفيما تركزت القمة آنذاك على قطع أوصال إيران ووقف تممدها في الشرق الأوسط، بإتهامها بأنه رأس حربة الإرهاب ووجوب عزلها، إلّا أن المفاجئ حصول ما كان غير متوقعا إذ أصبحت قطر مركز الإرهاب ومصدره مع عزلها وإتخاذ سلسلة تدابير ضدها، أما إيران فأصبحت عراب صلح داعية للتهدئة بين الأخوة العرب .

إقرأ ايضًا: لائحة الارهاب ضدّ قطر تتوّج التصعيد الخليجي ضدّها

والمفاجئ أكثر أن ترامب أيّد إجراءات السعودية والدول الثلاث الكبرى ودعمها في حملتها ضدّ قطر، عكس ما كان متوقعا من تعاونا بوجه الخطر والتمدد الإيراني.

 

فلم تلعب أميركا في إدارتها الجديدة دور العرّاب، إنما ساعد ترامب في تأجيج الأزمة من خلال التصويب على قطر .
وفي أول تعليق له على الأزمة، غرّد ترامب  “من الجيد أن نرى أن الزيارة إلى السعودية (للقاء) الملك و(زعماء) 50 دولة، تأتي بثمارها بهذه السرعة. قالوا إنهم سيأخذون موقفا حازما من تمويل التطرف، وكانت كافة الإشارات تدل على قطر. ربما سيكون ذلك بداية نهاية رعب الإرهاب!” موافقا بذلك على عزل قطر.

وعلى الرغم من أن الموقف الأولي لترامب أثار سخط الإعلام الأميركي وصناع القرار الأميركي بوصفه أنه “حرك المرجل العكر في سياسة الشرق الأوسط بحماسة واستهتار”، إلا أن الرئيس الأميركي مضى بهجومه هذا إذ دعا أمس دولة قطر للتوقف “فورا” عن “تمويل الإرهاب”، مؤيدا بذلك التهمة التي ادعتها كل من الدول الأربعة خلال مؤتمر صحفي عقده ترامب، في البيت الأبيض. وقال  “إن هذا البلد الخليجي له تاريخ في القيام بذلك على مستوى عال جدا”. وأضاف أنه “لا يمكن لأي بلد متحضر أن يقبل بهذا العنف، أو يسمح لهذا الفكر الخبيث أن ينتشر على شواطئه”.

وجاءت هذه التصريحات رغم عرض ترامب سابقا على أمير قطر الوساطة لحل الأزمة، ووصفه قطر في تصريحات سابقة بـ”الشريك المهم”.  وتأتي تصريحات الرئيس الاميركي بعيدة عن تصريحات وزير خارجيته ريكس تيلرسون، الذي دعا السعودية والإمارات ومصر إلى تخفيف المقاطعة ضد قطر. دعيا لوقف التصعيد في أزمة الخليج مع قطر.

وقد شنت الصحف الأمريكية هجوما حادا على ترامب بسبب تصريحاته الأخيرة، وقد أشارت  صحيفة “ذا أتلانتيك” في تقرير لها عنوته بـ”رسائل ترامب المتضاربة حول قطر”، إن تصريحات الرئيس الأمريكي عن قطر جاءت بعد ساعات فقط من تصريحات تيلرسون حول ضرورة “تخفيف” الحصار عن قطر في تناقض صارخ مع موقف تيلرسون قبل ساعات فقط.

أما “نيويورك تايمز”  فلاحظت أيضا هذا التناقد في المواقف بين الرئيس ووزير خارجيته وفي تقرير تحت عنوان “ترامب يهاجم قطر بعنف، على الرغم من دعوة تيلرسون للهدوء”. وقالت إن تعليقات ترامب تقوض جهود تيلرسون الذي يحاول التوسط في النزاع القائم.

كما لفتت إلى تصريحات “البنتاجون” الذي أطلقها قبل ساعات ايضًا من تصريحات ترامب، اكدت فيه ان الحصار الذي تفرضه الدول الأربعة على قطر “يعرقل” القدرة على التخطيط لعمليات على المدى البعيد في الحرب ضد “داعش”.

إقرأ ايضًا: عن اسباب دعم ترامب للسعودية ضدّ قطر 
بدورها كتبت “فوكس” “ترامب ينتقد حليف الولايات المتحدة قطر بعد ساعة من دفاع إدارته عنها”. بالقول إن “الرئيس يبدو على استعداد لرمي قطر ، ومصداقية دبلوماسييه – تحت الحافلة.

وأضافت ” ترامب مستعد للتضحية بقطر لإثبات أنه قادر على رسم التطورات والأحداث العالميةـ وحتى أنه لا يأبه أن يكلفه هذا الأمر التناقض بشكل فاضح مع كبار الدبلوماسيين في حكومته وتقويض مصداقية خطاب اميركا في السياسة الخارجية.
ولكن السؤال الذي يطرح الآن هل أن  سيناريو الهجوم على قطر معدا سلفا برعاية أميركية؟

السابق
بيان لعائلة الأحمر: إذا ثبت أن إبننا قاتل «روي» سنتبرأ منه!
التالي
التحالف مع إيران جريمة كبرى؟!