ثلاث اتهامات خطيرة ستضع حزب الله بمواجهة «مجلس الأمن»

يبدو أن سياسة الرئيس الاميركي دونالد ترامب المتشددة تجاه ايران تدفع باتجاه التصعيد والمواجهة مع حزب الله لتسلك طريقها إلى مجلس الامن الدولي.

لم يهدأ متابعو ملف شبكات تمويل حزب الله في مجلسي النواب والكونغرس في أميركا، فرئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب “إد رويس” عقد جلسة استماع للخبراء حول موضوع تمويل “حزب الله” تحت عنوان “مهاجمة شبكات تمويل حزب الله”، وشارك في الجلسة عدد من مسؤولي وزارة العدل والمالية، واخرين قدموا معلوماتهم وآرائهم.
وبحسب موقع ايلاف الالكتروني فإن ماثيو ليفيت مدير برنامج ستاين لمكافحة الارهاب في معهد واشنطن وأحد ابرز المختصين بمتابعة الشؤون المالية لحزب الله، طالب باعتبار الحزب “منظمة إجرامية عابرة للحدود”.

اقرأ أيضاً: قصة العقوبات المالية الاميركية على حزب الله ومسارها

والجدير ذكره انه في العام الماضي اعلنت تقارير نشرتها الصحف الاميركية أن مدير الاستخبارات الوطنية الاميركية يرغب بطلب تفويض من الرئيس باراك أوباما باستهداف المؤسسات “الإجرامية” العالمية التابعة لـ”حزب الله” اللبناني.
حديث ليفيت هذا، جاء بعد إعلان احد مسؤولي وزارة العدل خلال جلسة الاستماع يوم الخميس، عن وجود شبهات تفيد بتورط حزب الله بعمليات “الاتجار بالبشر“، مفيدا ان احد مسؤولي الحزب يعمل على تهريب اللاجئين السوريين إلى افريقيا عبر أوروبا.
وإذا ما صح الكلام الصادر عن مسؤول العدل، فذلك يعني ان الحزب بات يواجه 3 إتهامات، الارهاب وتجارة المخدرات، والاتجار بالبشر.
نحو مجلس الأمن
المعلومات التي حصلت عليها إيلاف، تشير الى ان ملف حزب الله الموضوع اميركيا على لوائح الارهاب، سيصل الى مجلس الامن في محاولة لاصدار قرار أممي يقضي باعتبار الحزب منظمة ارهابية اجرامية بعد ان يأخذ الكونغرس قررا بهذا الشأن.
وتضيف المعلومات، ان توفير هذه الادلة (الاتجار بالبشر والمخدرات)، سيضع السلطات اللبنانية في موقف صعب، خصوصا انها موقعة على بروتوكول الامم المتحدة لﻣﻨﻊ ﻭﻗﻤﻊ ﻭﻣﻌﺎﻗﺒﺔ ﺍﻻﲡﺎﺭ ﺑﺎﻷﺷﺨﺎﺹ، والمخدرات، وهذه الاتفاقيات أقرها البرلمان اللبناني بقوانين ولها قوة القانون، كما ان هنالك تقارير متابعة دورية من الامم المتحدة حول التزام لبنان بهذه الاتفاقيات الثلاثة.

وفي هذا السياق، كانت أشارت صحيفة “فايننشال تايمز” ان البيت الابيض يدرس فرض عقوبات جديدة على “حزب الله” ومؤيديه الذين يعيقون عمل القيادة في لبنان.
وجاء في الصحيفة ان رئيس لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس اد رويس فرض عقوبات على شخصيات مؤيدة لحزب الله ومن بينهم الرئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس المجلس النواب نبيه بري.
ورأت ان قائمة العقوبات الجديدة التي ستطال اسماء متعاونة مع الحزب ستنعكس بشكل خطيرعلى استقرار لبنان في حال تم بتّها.
ولم يستبعد محللون في واشنطن أن تلي هذه العقوبات على حزب الله عقوبات اشد صرامة ضد ايران بسبب استمرارها في اختبار الصواريخ الباليستية على الرغم من الاجراءات والعقوبات التي فرضتها على طهران.
وتصف الصحيفة أن العقوبات الاميركية على ايران بانها “ثانوية” لكن تأثيرها شديد لأنه تتصل بإلغاء الاتفاق النووي.

مهمة الوفد اللبناني في اميركا

وكان وفد النيابي – المصرفي اللبناني قد سافر الى واشنطن في شهر أيار الفائت، والتقى مسؤولين أميركيين بشأن العقوبات المالية الجديدة التي يعتزم الكونغرس ان يفرضها على “حزب الله” وعلى شخصيات حليفة له منها قيادة عليا في “حركة أمل” وشخصيات مسيحية مقربة من التيار الوطني الحرّ تربطهم علاقة مالية بالحزب.
وعلى الرغم من المرونة التي أبداها الكونغرس في المرة السابقة بالتجاوب مع الوفد اللبناني بإستثناء نواب ووزراء من منظومة العقوبات. استطاع لبنان آنذاك تفادي ذلك، مع المساعي التي قام بها حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، عبر ابتكاره لتوليفة قانونية، تجنّب لبنان والمصارف العقوبات، وتسمح في الوقت نفسه، للمقربين من حزب الله ونوابه ووزرائه وبعض رجال الأعمال الذي شملتهم العقوبات، بتحريك حساباتهم المصرفية.
وما يثير قلق كبير بشأن إنعكاس العقوبات القادمة على إستقرار لبنان سيما وانه تم الحديث أن العقوبات ستشمل رأس السلطة الرئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس المجلس النواب نبيه بري بحسب ما ذكرت صحيفة “فايننشال تايمز”.

تعاون أميركي سعودي ضد حزب الله

وفي 19 من شهر ايار الفائت برز ما اتفقت عليه كل من الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة العربية على إدراج رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله هاشم صفي الدين على القائمة السوداء.
وبحسب تغريدة نشرها مكتب مكافحة الإرهاب التابع لوزارة الخارجية الأمريكية على صفحته تويتر فإنّ هذه هي «المرة الأولى على الإطلاق» التي تعلن فيها وزارة الخارجية الأمريكية ودولة أجنبية «إدراجا مشتركا لأشخاص على قائمة الإرهاب».
فيما وصفت وزارة الخارجية الأمريكية هذه الخطوة بأنّها مثال على الشراكة بين البلدين في مكافحة تمويل الإرهاب.
هذا وكانت كل من الولايات المتحدة الأمريكية والسعودية قد صنفتا حزب الله على أنّه منظمة إرهابية، وذلك على خلفية نشاطاته غير المشروعة وانخراطه في الحروب التي تعزز الأزمات في المنطقة.

السابق
«الشكّ»… والنقد الديني العلمي
التالي
عن سبب رفض «حزب الله وأمل» التمثيل النيابي للمغتربين!