لائحة الارهاب ضدّ قطر تتوّج التصعيد الخليجي ضدّها

يبدو أن السعودية وحلفاءها الدول الخليجيين الثلاث، مصممون على المضي قدما بالتصعيد في وجه قطر. وآخر هذه الإجراءات إصدار قائمة إرهاب محظورة بأسماء وكيانات مرتبطة فيها.

لا تزال الأزمة الخليجية تتفاعل وتتخذ منحى تصاعديا ينذر بنتائج وخيمة، وآخر هذه التطورات إعلان كل من السعودية ومصر والإمارات ومملكة البحرين، أمس  تصنيف (59) فردا و(12) كيانا مرتبطين بقطر في قوائم الإرهاب المحظورة لديها. وشددت الدول الأربع التزامها بدورها في تعزيز الجهود كافة لمكافحةالإرهاب  واستهداف تمويله أيا كان مصدره.
وفي أول ردّ من الجانب القطري على قائمة الإرهاب، رفضت الإتهامات الموجهة لها بدعمها للارهاب من قبل الدول الأربعة. وأصدرت الحكومة القطريّة بيانا، قالت فيه ان هذا البيان المشترك، يُعزّز أن لا أساس لهذه المزاعم والإتهامات من الصحة. مشددة على دورها في مكافحة الإرهاب وان مواقفها أقوى بكثير من الدول الموقّعة على البيان المشترك.

إقرأ ايضًا: حصار قطر… هل يتحوّل من عربي الى عالمي؟
والمفارقة أن قائمة الشخصيات والمنظمات الإرهابية المحظورة شملت عدة مؤسسات خيرية وإنسانية كمركز قطر للعمل التطوعي، وقطر الخيرية،مؤسسة الشيخ عيد آل ثاني الخيرية، كما مؤسسة الشيخ ثاني بن عبدالله للخدمات الإنسانية وغيرها..
إلى ذلك تضمّنت اللائحة، شخصيات قطرية شهيرة، فضلا عن شخصيات كويتية مهمة تقيم في بلادها صنّفت بأنها إرهابية، لم يتم توجيه لها أي تهمة في السابق من قبل حكومة بلادهم.

وقد ورد إسم، يوسف القرضاوي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، وقد  تمّ انهاء عضويته من قبل الإتحاد بعد إدراج اسمه على قائمة الشخصيات الداعمة للإرهاب من قبل السعودية والبحرين والإمارات إلى جانب مصر.

 

ومن بين الأسماء الكويتية التي وردت الأمين العام لحزب الأمة، حاكم المطيري، الذي  علّق، قائلا: “الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل، فانقلبوا بنعمة من الله”. وأضاف “القائمة هي “قائمة شرف””.

 

أما الداعية حامد العلي: “إذا كانت حماس على قائمة الإرهاب عندهم، فكيف لا نكون نحن على (قائمتهم) للإرهاب “. وتابع: “أعابونا بما نرضاهُ فخرا؟! ونجعلهُ وساما في الصدورِ.. فلا والله ما عابوا بعيب.. نصرنا دوحة الخيرِ الكثير”.

 

وأكّد  الداعية حجاج العجمي أنه لا علاقة له بأي نشاط “إرهابي”.وأضاف “الله وحده العالم أني لست من دعاة التكفير والتفجير، بل من دعاة الإصلاح والسلام”.

 

والواضح إذا أن حدة التوتر بين قطر وجيرانها السعودية والإمارات والبحرين، فضلا عن مصر، ستتصاعد في الأيام المقبلة بعدما وصلت إلى مستويات غير مسبوقة. أما الأسباب الحقيقية التي تقف وراء قرارات الدول الأربعة رهن التحليل إذ يرجع المراقبين دعم قطر وجيرانها من دول مجلس التعاون الخليجي أطرافا مختلفة خلال التغيرات السياسية التي أعقبت ما يعرف بـ”الربيع العربي”. هذا عدا عن أن قطر بموقفها المؤيد للإخوان المسلمين الذين استطاعوا تحقيق مكاسب سياسية في بعض الدول يعتبر استفزازيا للسعودية التي على عداء ترايخي مع الإخوان.
وقد وضعت الـ “بي بي سي”  4 أسباب وراء توتر العلاقات الخليجية منها علاقتها بالإخوان المسلمين المصنفة بأنها “إرهابية” من طرف الإمارات والسعودية وتوفيرها للحماية لكثير من اعضائها  بعد عزل الرئيس السابق محمد مرسي. وقد اتُهمت قطر، وفقا لما ورد في البيان المشترك أنها ، بأنها “تتبنى مختلف الجماعات الإرهابية بما في ذلك جماعة الإخوان المسلمين وداعش (تنظيم الدولة الإسلامية) والقاعدة”.
والسبب الثاني موقف قطر من إيران العدو اللدود للسعودية وقد اندلعت الأزمة بناء على نقل تصريحات عن أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني انتقد فيها “العداء” الأميركي تجاه إيران. فيما أشارت قطر إن لا صحة للأخبار وأن قراصنة وراء نشر هذه التصريحات على الوكالة .

واتهمت السعودي قطر “بدعم الجماعات الإرهابية المدعومة من إيران في محافظة القطيف” ذات الغالبية الشيعية في السعودية. كما اتُهمت بدعم المتمردين الحوثيين في اليمن التي تخوض السعودية حربا ضدهم.

إقرأ ايضًا: عن اسباب دعم ترامب للسعودية ضدّ قطر

كما ان الصراع الليبي يشكل سببا من هذه الأسباب، إذ لا تزال ليبيا تعيش بحالة فوضى منذ الإطاحة بالزعيم السابق معمر القذافي. والقائد العسكري الليبي اتهم خليفة حفتر، المدعوم من قبل مصر والإمارات، قطر بدعم “الجماعات الإرهابية التي هي الاساس بنشر الفوضى في ليبيا. وفيما تحالف حفتر مع الحكومة التي تتخذ من مدينة طبرق الشرقية مقرا لها، تدعم قطر حكومة منافسة تتخذ من طرابلس مقرا لها.
ولا شك أن الحرب الإعلامية لعبت دورا مهما في اندلاع الأزمة، إذ كان الملاحظ أنه بمجرد نشر التصريحات المستفزة عن لسان أمير قطر في احد المواقع الالكترونية، سارعت وسائل الإعلام الإماراتية والسعودية والبحرينية كما المصرية الى الهجوم على قطر واطلاق التحليلات المساندة لتلك الهجمات، دون ذكر ان الحكومة القطرية نفت وأعلنت بأن موقع الوكالة جرى قرصنته.
وعلى الرغم من أن قطر لديها تملك مبراطورية إعلامية، معلى رأسها محطة الجزيرة الفضائية، بدا أن تطورات الأحداث قد داهمتها.
وأشارت السعودية إلى استخدام قطر إعلامها  لبث الفتن “خصوصا أنها توفر مجالا لأعضاء جماعة الإخوان المسلمين.

 

السابق
عندما ترتد لعبة تصدير الإرهاب على إيران
التالي
انعكاسات خطيرة ستترتب على عناد الدوحة