مرشحون للإنتخابات يقرّون قانون انتخابهم!

إنتخابات 2017 النيابية ستقام ليس لأغراض جمالية بالتاكيد بل هي لتجديد السيطرة على الناس بدءا من عقولهم.

طبقة الأنساب التغييرية الإصلاحية، وسلالة التوريث التقدمية، والكتائب العائلية، والقوات اليمينية وجماعات النقاب الفكري، وملوك الصيد المختلفي التبعية، وجامعو الثمار الطفيليين، وأهل البئر والحقل البكتيريين، والإقطاعيون الجدد لم يتفقوا على اي من العناويين اللماعة البراقة التي سيخوضون الإنتخابات النسبية الديمقراطية المقبلة على اساسها بعد، وعلى ما يبدو لن يكون هنالك ضرورة لوجودها طالما ان التفاهم على شكل النتائج النهائية قائم

اقرأ أيضاً: تهمة العرقلة بين برّي والتيار الحرّ وقانون الانتخاب ينتظر

ونجاح الصيغة معتمد بالكامل على قدرة الأطراف تثبيت فكرة التوريث وتجيير السلطة لحاملي السلاح ووضعها بين أيديهم وإطلاق العنان لهم ولسلطتهم من دون العودة إلى الأصول على إعتبار أنها (اي السلطة) جزءاً لا يتجزأ من نصيب الأسرة الحاكمة والقوة المهيمنة، تلك التي لا يمكن تخطيها او التخلص منها إلا بالإصطدام معها، وهو ما لا يأمل من حصوله في ظل إعتباطية فكرية مغلقة هائلة يرضى بها طوعاً الناخبين المفترضين من التابعين ويرون في أي محاولة للتخلص منها أو القضاء عليها أو التقليل من نفوذها إجرام يستوجب عقاب والسعي إلى ذلك ولو باللسان (وهو اضعف الإيمان) حرام.

أرستقراطيو الوراثة السياسية ومثلهم بيروقراطيو الحرب والسلاح ، يعملون جاهدين على إعادة ترتيب الملكية وتجديد عقد السيطرة على البلد بالقوة الناعمة وبالأعراف المرسخة بالتراكمات القاسية، تلك التي ظاهرها تطويري وباطنها رديكالي ترسخ الشخصنة وتنصب الأنا المعقدة داخل مؤسسات الدولة. هي باختصار ديمقراطية مزيفة مزقت وتمزق وستستمر في تمزيق الجمهورية أو ما يعرف إصطلاحاً بالدولة المقدر وجودنا بها إرباً، فالكل يمسك من طرف ويسير بإتجاه مختلف عن الآخر.

بيروقراطية حزب الله العسكرية تمنع عن الكل حق المشاركة في الحرب ويقيناً إن كتب له النصر فيها هو لن يسمح لأيٍ كان مشاركته في بناء ما يعتبر أنها (أي الحرب) سببا ضروريا لوجوده.

اقرأ أيضاً: فشل الاجتماع الليلي وبري يرفض مطالب باسيل

الوارثون وعبدة الأسلاف يقفون كما دوماً عقبة أمام قيام الدولة الواحدة الموحدة، ثقافة الإختلاف المتأصلة في عقولهم و الأنا المنتقلة بالجينات إليهم تطغى على أي شيء ينتجونه بما في ذلك قانون الإنتخاب، ذاك الذي لا يأمل منه أكثر من التحزب والتعصب و التقوقع و زيادة سلطة الأسياد على العباد. نظام المسارين هذا سيستمر الى ان يكتب الله لأحدهم النصر ويكتب للآخر الفناء أو الشهادة، أما انتظار ظهور الدولة المنتظرة فعل ما يبدو هو متصل ومناط بالإبتهال ورفع اكف الضراعة للقوي الجبار، والدعاء المقترن بالبكاء، والوقوف منتصباً ليل نهار إلى ان تتفطر الاقدام على امل أن يحصل المراد ويشهد الورثة الدولة الموعودة بعدما تعذر على ذلك للأسلاف.

السابق
كي لا يقتل #روي_حاموش مجدداً..
التالي
سماع دوي انفجار في طهران