عن اسباب دعم ترامب للسعودية ضدّ قطر

ترامب مال الى السعودية ضدّ قطر، وحرّك المياه الراكدة في الشرق الأوسط.

وسط تصاعد الأزمة بين السعودية وجارتها قطر، مع قطع العلاقات الدبلوماسية معها وإغلاق المنافذ الجوية والبحرية والبرية كافة. لا يزال الرئيس الاميركي يلعب دور الفتيل الذي أشعل نار الفتنة الخليجية. وعلى الرغم أن الشد والجذب بين البلدين يمتدّ لعقود إلا أن الأزمة الحاصلة اليوم غير مسبوقة بين السعودية وقطر.

إقرأ ايضًا: هل يُولد حلف ثلاثي «قطريّ تركيّ إيرانيّ»؟
إذ ظهرت بوادر تصعيد التوتر بين قطر وبعض الدول الخليجية الأخرى، مباشرة بعد قمة الإسلامية – الأمريكية العربية الإسلامية في أيار الفائت، مع ورود على موقع وكالة الأنباء القطرية تصريحات منسوبة لأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أثارت غضب جيران الدوحة. وعلى الرغم نفي الجانب القطري وتأكيد أنه عملية اختراق، إلا أن السعودية والإمارات والبحرين شنت حملة إعلامية موجهة ضد القيادة القطرية على خلفية علاقاتها مع طهران. وأصدرت البلدان الأربعة بشكل متزامن بيانات حول قطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر، واتهمت الدوحة بتمويل تنظيمي “داعش” و”القاعدة” والتدخل في شؤون دول عربية أخرى.

أميركا في إدارتها الجديدة لم تلعب دور العرّاب، إنما ساعد في تأجيج الأزمة من خلال التصويب على قطر وأخذ طرف. وفي أول تعليق له على الأزمة، قال إن جميع إشارات تمويل التطرف ، كما تبين خلال القمة الأمريكية العربية الإسلامية في الرياض، تدل على قطر.

وفي سلسلة تغريدات كتب ترامب “من الجيد أن نرى أن الزيارة إلى السعودية (للقاء) الملك و(زعماء) 50 دولة، تأتي بثمارها بهذه السرعة. قالوا إنهم سيأخذون موقفا حازما من تمويل التطرف، وكانت كافة الإشارات تدل على قطر. ربما سيكون ذلك بداية نهاية رعب الإرهاب!”. موافقا بذلك على عزل قطر.

وقد القت صحيفة الغارديان البريطانية، في افتتاحيتها اليوم (الخميس)، الضوء على سلوك ترامب واصفة إياه بانه “حرك المرجل العكر في سياسة الشرق الأوسط بحماسة واستهتار”.

وقالت إنه في الوقت الذي تُقرع فيه طبول الحرب، تقوم القوى العظمى بسحب العصي من أيدي المطبلين، لكن ترامب فعل العكس.
وأشارت إلى أن الرئيس الامكيركي لم يتعلم من الماضي، بل على العكس يعزم  ترامب “المتكبر” و”المتبجح على أن يشكل نموذجا غير مسبوق في التاريخ لإساءة إدارة الحكم.
فأخذه طرف بشكل سافر إلى جهة ضد أخرى، يكون بذلك الرئيس الاميركي قد عرّض سلامة ما يفوق أحد عشر ألف عسكري من الأمريكيين أو من دول التحالف، الذي تقوده الولايات المتحدة، الذين يتخذون من قاعدة العديد مقرا لهم، والتي منها تنطلق العمليات في المعركة التي تخاض ضد الدولة الإسلامية “داعش”.
وأضافت الصحيفة أن “خطوة السعودية والإمارات و البحرين ومصر جاءت بعد زيارة ترامب الذين كانوا على يقين أنه سيبارك خطوتهم وهذا ما جرى بحسب ما تبين بتغريداته”.
ومع التوتر الخليجي إضافة إلى الهجوم الإرهابي على البرلمان الإيراني. كان يجدر باميركا من البداية أن تكون على المسافة نفسها مع الجميع؛ لتخفيف من حدة التوتر، إلا أن “السيد” ترامب كملا وصفته الصحيفة تحمّس أكثر من اللازم في حسم مسألة من هم أصدقاؤه.

كما لفتت “الغارديان” إلى أن المالصح التي كسبتها عائلة ترامب بعد قمة الرياض كان لها الدور في تحديد الموقف بالنسبة لترامب. بالإشارة إلى أن صندوق سيدات الأعمال -الذي تديره إيفانكا ترامب- حظي على وعد بهبة تبلغ قيمتها 100 مليون دولار من  السعودية والإمارات.
طوال هذا الوقت ما فتئ السيد ترامب يتبع سياسة تتعارض مع مصالح بلده. وهذه حماقة من صنع يديه، ومن غير المحتمل أن تنتهي إلى خير.

من جهة ثانية، عبّرت قطر عن دهشتها إزاء موقف ترامب من الأزمة، ونقل موقع “ديلي بيست” تقريرا ينقل فيه عن السفير القطري الجديد في واشنطن مشعل بن حمد آل ثاني، قوله إن دولته تشعر بالدهشة، وأضاف: “شاركنا في قمة الرياض، وكان لقاء جيدا مع ترامب وملك السعودية، ولم يتم التطرق إلى أي موضوع خلافي”.

وأشار “ديلي بيست” إلى أن الخزانة الأمريكية أصدرت تقريرا أثنت فيه على جهود القطريين، وعملهم على الحد من تمويل الإرهاب، حيث قال السفير: “لدينا علاقة قريبة وتنسيق مع الولايات المتحدة، ويعرفون جهودنا في مكافحة تمويل الإرهاب”.

ونقل الموقع إستغراب “البنتاغون”، عن لسان المتحدث باسمها الكابتن جيف ديفز بموقف ترامب، بإن “قطر تستضيف القاعدة العسكرية، وتقوم بعمل عظيم لمحاربة داعش”. مع الإشارة  إلى تأكيد ال ” اف بي اي” أن موقع الوكالة القطرية جرى تهكيره بالفعل.

إقرأ ايضًا: ما هو موقف الدولة اللبنانية من الصراع الخليجي – القطري؟

وقد دافع السفير القطري لجهة علاقة بلاده بكل من إيران وحركة حماس وحزب الله، بإعتبار أنه جزء من الوساطات التي تقوم با في المنطقة بهدق تحقيق الاستقرار”.
مضيفا انه “السبب الذي يجعل قطر تقيم علاقات مع حركة حماس، بطلب من إدارة أوباما في سياق العملية السلمية، ولكن هذات لا يعني أن قطر على الخط السياسي والأيديولوجي نفسه”.
وختم السفير بالقول أن “الولايات المتحدة، تحاول فهم الوضع وتقييمه، ونقدر دورها لتخفيف حدة الأزمة.

السابق
الجبير: لبنان حرٌ في موقفه ازاء الأزمة مع قطر
التالي
خروج «حماس» من قطر.. نحو إيران ام تركيا؟