الأنظمة العربية تواجه الإعلام المعارض بالحجب.. و«بروكسي» يقدّم الحل!

حرية الإعلام والكلمة باتت مهددة في ظلّ حكم الأنظمة وسياسة الحجب!

“حجب المواقع سيفتح شهية الأنظمة المستبدة لغلق وحجب المزيد من المنابر الإعلامية”، هكذا أدان المرصد العربي لحرية الإعلام ما أقدمت عليه بعض الأنظمة العربية من بينها السعودية و الإمارات ومصر والبحرين وغيرها من الدول، من حجب للمواقع القطرية على خلفية تصريحات جدلية نسبت لأمير قطر. ومع تأكيد وكالة الأنباء القطرية “قنا” أنّها قد تعرضت للاختراق، نافية بالتالي كلّ ما تمّ نشره. غير أنّ ذلك لم يمنع الدول التي تتعارض سياسياً مع قطر والتي تجد في منصاتها الإعلامية وفي مقدمتها الجزيرة تحريضاً عليها وتعاطفاً مع الإرهاب، من الاستمرار في المقاطعة الإعلامية وصولاً إلى المقاطعة السياسية التي ما زلنا نرقب تداعياتها!

إلا أنّ حمى الحجب التي بدأت من المنصة الالكترونية القطرية، والتي وضعت الحريات الإعلامية وحرية الرأي على المحك، انفجرت في مصر، التي أصدرت قراراً بحجب 21 موقعاً، بسبب السياسة التحريضية ودعم الإرهاب والتطرف ونشر الأكاذيب ودعم الإخوان المسلمين، وذلك بحسب ما نقلت وسائل إعلام محلية عن مصدر أمني.

اقرأ أيضاً : السعودية تسحب ترخيص الجزيرة وتُغلق مكاتبها

أما أهم المنصات الإعلامية الالكترونية التي مارست هذا الجرم بحسب “الدولة المصرية” فهي  “الجزيرة نت” و”قناة الشرق” و”مصر العربية” و”الشعب” و”عربي 21 ” و”رصد” و”حماس أون لاين”، إضافة إلى موقع “ديلي نيوز” بنسخته المصرية.

ومع أنّ القضية هي قضية حريات ورأي آخر، إلا أنّ بعض وسائل الإعلام المصرية والمؤيدة للنظام قد باركت قرار الحجب مستعرضة ما سمته بـ”التاريخ الأسود” للمواقع المحجوبة، هذا التاريخ الذي بحسب المتابعين المناهضين للقرار هو عمل صُحَفي، وحق في الوصول إلى المعلومات ومصادرها.

فيما نفى رئيس وحدة قياس الرأي العام والإعلام بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية أحمد ناجي قمحة أنّ يكون هناك تعارضاً بين قرارات الحجب الأخيرة وممارسة الحريات، لاسيما مع تشويه وتزييف الوعي عن إدراك الحقيقة عبر تلك المواقع والقنوات على مدار اليوم لبث الأكاذيب الممنهجة. على حد تعبيره.

هذا وقد أكّدت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا أنّ حجب مواقع صحافية وإخبارية عربية، هو تصرف مناهض لحرية الرأي والتعبير وتداول المعلومات ويشكل اعتداء صارخاً على حرية الصحافة.

والجدير ذكره أنّ ما قامت به هذه الدول العربية ليس جديداً، إذ تتصدر مقدمة الدول الأكثر حجباً للمواقع والصفحات الإلكترونية كل من “الصين وسوريا وإيران وأثيوبيا وأوزباكستان وكوبا وفيتنام والسعودية والبحرين وباكستان”.

إضافة إلى أنّ موقع “جنوبية” اللبناني  قد تمّ حجبه في أحد الفترات الزمنية في إيران..

الحجب وحظر المواقع لا يقتصر على صعيد الدول، بل وضمن الدولة الواحدة وإن بأساليب أكثر تقليدية، فعلى سبيل المثال قناة الجديد ما يزال بثّها مقطوعاً منذ أكثر من شهر في الضاحية الجنوبية لبيروت وفي بعض مناطق بيروت والبقاع وذلك على إثر خلافها مع دولة رئيس مجلس النواب نبيه برّي، ممّا ألحق بها ضرراً واسعاً في الموسم الرمضاني فخرجت برامجها من سباق الرايتينغ.

بَيْد أنّه ومع كلّ الممارسات التي تقوم بها الأنظمة لكمّ الأفواه، إلا أنّ تصفح المواقع المحجوبة ليس مستحيلاً، إذ يستخدم التقنيون خدمات بروكسي المختلفة في التخفي و فتح المواقع.

اقرأ أيضاً : حجب «الجديد» في زمن «التشبيح» الإنتخابي

هذه الخدمات التي توفرها بعض المواقع بشكل مجاني، عبر إخفاء الـIP الحقيقي للجهاز غير أنّ هذه الخطوات محاطة بالسلبيات، منها “عدم الأمان وعدم حماية الخصوصية،  إعلانات مزعجة، عدم القدرة على تجاوز المواقع الكبرى”.

في المقابل يمكن الاستفادة من مواقع مدفوعة بما يقارب الـ5 دولارات شهرياً، وذلك لتوفير تصفح كامل وآمن، ومن المواقع المدفوعة نذكر Hidemyass.com  أو IpVanish.com.

أما التطبيقات المجانية الأكثر شهرة، فهي تطبيق Hola الذي يستخدمه أكثر من 100 مليون مستخدم، وهو متوفر بشكل مجاني كما تتوفر منه نسخة مدفوعة لتصفح أفضل، كذلك لدينا تطبيق  Browsec الذي يتيح للمستخدم مجانية التصفح وحماية الخصوصية. ولكل من هذين التطبيقين نسخة لأجهزة الهواتف الذكية.

السابق
الإمارات تعاقب من يتعاطف مع قطر بالسجن 15 عاماً!
التالي
وكالتا فارس ومهر: مسلح يطلق النار على البرلمان الإيراني