داعش يضرب ايران: هل سقطت تسوية عدم الاعتداء؟

إيران
إيران في مرمى الإرهاب فهل تغيّرت قواعد اللعبة؟

ما بدأ بالفردي والمسلح في مجلس النواب الإيراني، امتد إلى تفجيرين انتحاريين أحدهما في المجلس والثاني في مرقد الإمام الخميني مما أسفر عن مقتل 12 شخصاً على الأقل وجرح 39 آخرين
هذا وأشارت السلطات الإيرانية إلى أنّها أحبطت عملية إرهابية ثالثة داعية مواطنيها إلى عدم استخدام المواصلات.

هذا اليوم الدموي الإيراني تمّ إخراجه بتوقيع داعش، إذ أعلن التنظيم عبر وكالة أعماق التابعة لها مسؤوليتها كما عرضت الوكالة أشرطة مصورّة التقطت أثناء سيطرة عناصره على مجلس الشوري الإيراني.

اقرأ أيضاً: لأوّل مرّة…إيران في مرمى «إرهاب داعش»

إلا أنّ هذا الهجوم الإرهابي هو الأوّل من نوعه إيرانياً، ويأتي بعد المناخ المتوتر بين الخليج وقطر بسبب المواقف المبهمة التي أطلقتها الأخير من إيران وحزب الله وحركة حماس..

في هذا السياق أكّد الكاتب والمحلل السياسي مصطفى فحص لـ”جنوبية” أنّ “هذه العملية تعلن أنّ إيران لم تعد استثناءً لأن ما يصيب المنطقة من عمليات إرهابية يصيبها، أصبحت أبواب إيران مشرعة لهذه العمليات، بمعنى اخر إذا كانت إيران تضمن أنها تستطيع منع عدم حصول مثل هذه العمليات في السابق الآن سقطت هذه الضمانة”.

مصطفى فحص

مضيفاً “هذه الضمانات كانت سابقاً تأتي عبر تسويات تتم مع هذه الجماعات المسلحة بعدم التعرض المتبادل، ويبدو أنّه في مكان ما إذ كان هناك هذا النوع من التسوية بين الأجهزة الإيرانية وهذه الجماعات المسلحة الإرهابية بعدم المواجهة، يبدو أنّها سقطت، وفي حال سقطت فإنّ إيران ذات الحدود السبعة والتي لديها أزمة في مناطق الأقاليم الحدودية وسوف تكون بمواجهة جماعات مسلحة، كما أنّه هناك كذلك اتهامها بأنّها سهلت عبور جماعات القاعدة من افغانستان إلى العراق فيبدو أنّ هذه العصابات الإرهابية لديها القدرة على التحرك بحرية في إيران، بما معناه أنّ هناك خلايا نائمة كبيرة تستطيع أن تنفذ عدة ضربات للأمن الإيراني”.

وأوضح فحص أنّه “سياسياً، إيران تحاول أن تتحول إلى الضحية وهذا ما تحتاجه في هذه الفترة، بالرغم من أنّها لم تقم بأيّ مواجهة فعلية مع الإرهاب لا في سوريا ولا في أيّ مكان اخر. أما داخلياً فالاستهداف سوف يؤدي إلى مزيد من التشدد، بمعنى أنّ الحرس الذي خرج مهزوماً من معركة الانتخابات الرئاسية، سوف تشكل هذه العملية الإرهابية فرصة له لإلقاء القبض على إيران، أي أنّ الطرف السياسي سينتهي الآن والحديث عن تغييرات عامة عن تعددية سياسية سوف يفقد رونقه ويتراجع لصالح الأجهزة الأمنية والدولة الحديدية، وبتالي كل مشاريع روحاني الإصلاحية أو الحديث عن إطلاق سراح السجناء والانفلات من القبضة الأمنية ستنتهي”.

من جهته رأى الكاتب والصحافي غسان جوّاد في حديث مع جنوبية أنّ “ما حدث نتيجة طبيعية وواضحة لكلام ولي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان حينما تحدث عن نقل المعركة لإيران، وبعد زيارة ترامب وتعيين مدير جديد لإيران في وكالة استخبارات المركزية الأمريكية، وبالتالي واضح أنّ إيران مستهدفة من الناحية السياسية ومن الناحية الأمنية وهنا أستطيع القول بأنّ هناك 60 خلية ارهابية جرى الكشف عنها في الأشهر الماضية خلال عامين لليوم كانت تحاول استهداف الأمن الإيراني”.

غسان جواد

مضيفاً “ما جرى خطير، هو اختراق خطير، والدخول إلى البرلمان يعكس التوتر الإقليمي والتوتر الحاصل مع دول الخليج ومع الولايات المتحدة الأمريكية، ولكن هناك نقطة وهي أنّ الإرهاب بحد ذاته موجة تجتاح كل دول العالم تقريباً التي ضربها قبلا الإرهاب”.

وأردف جواد “نتساءل لماذا إيران اليوم، إلا أنّ الجو السياسي في المنطقة واخرها الإجراءات الخليجية تجاه قطر و زيارة ترامب وكل المناخ تجاه إيران يؤكد بشكل واضح أنّ إيران أصبحت مستهدفة بشكل مباشر وقد لا تكون العملية الأخيرة”.

وفيما يتعلق بالانعكاسات على الداخل الإيراني لفت إلى أنّ “هذا النوع من العمليات سيصب لمصلحة من يسمون أنفسهم الأصوليين في إيران الداعين إلى العودة للنقاء الثوري وإلى المواجهة مع الولايات المتحدة وأذرعها في المنطقة، في مقابل الطرف الذي يريد الانفتاح، ولكن ما يجب أن نعيه أنّه في اللحظة التي تصبح فيها إيران مستهدفة لا يعود هناك اصلاحي ومعتدل ومحافظ يصبح هناك اصطفاف خلف النظام وخلف الدولة “.

موضحاً أنّ “إيران دولة قوية وتستطيع أن تتعامل مع هذا النوع من الأعمال ولكنه اختراق من شأنه أن يضع إيران في مواجهة أحداث لم نعتد أن نشاهدها من قبل”.

اقرأ أيضاً: ما هذا الإرهاب الذي يضرب حيث وحين تغضب إيران؟

وعن انعكاس هذه العملية على قمة الرياض واتهام إيران بالإرهاب أشار جواد إلى أنّ “الكلام السعودي الأمريكي حول دعم إيران للارهاب ليس له لا مستند ولا دلائل ولا منطق يبنى عليه، اليوم الإرهاب يواجه إيران كما ضرب عدة دول في العالم ومسألة مواجهة إيران والإرهاب مسألة غير منطقية في السياسة لأن إيران من تواجه الإرهاب في سوريا والعراق“.
متابعاً “من الأفضل كان أن تتفاهم دول الخليج مع إيران لمواجهة الارهاب وضبط المنطقة والدفع نحو استقرارها، أما الحديث عن مواجهة إيران و وضعها بالسوية مع داعش فهذا يعقد الأمور أكثر”.
وخلص جواد إلى أنّه “قد يقول أحدهم بدأ اللعب على المكشوف في المنطقة، إذ أنّه قبل اسبوعين صرّح بن سلمان بنقل المعركة إلى إيران واليوم شاهدنا الإرهاب في مجلس الشورى الإيراني”.

السابق
الحرس الثوري الإيراني يتهم السعودية بتنفيذ الهجومين
التالي
روي الحاموش: الجرائم لا تفرز طائفياً!