«وين كنتي»: تابويات العشق والقيم المنتهكة

هل تساءل المشاهد الذي يتابع "وين كنتي" في جزئه الثاني، بأيّ شريعة يُسمح للابن أن يهيم في عشق زوجة أبيه؟ وبأي مجتمع لبناني تعد هذه الصورة العاشقة مقبولة!

قصّة “جاد” و “نسرين”، التي يؤديها كل من النجم كارلوس عازار والنجمة ريتا حايك، هي الرئيسية في المسلسل، وهي التي من أجلها يحتل “وين كنتي 2” أعلى نسبة مشاهدة على المؤسسة اللبنانية للإرسال، فالمتابع يجلس في انتظار حلقاته بحثاً عن لقطة حميمة تجمع طرفي الحب المحرم، عن قبلة، وعناق.

هذا المتابع الذي يبارك قصّة الابن و زوجة أبيه، يحقد بالتالي على شخصية “رمزي” التي يؤيدها الممثل نقولا دانيال ليتسهجن المشاهد التي يختلي فيها بزوجته “نسرين”، لأنّها في العقل الباطني حقّ لـ”جاد”!

لعلّ العديد سيبحث عن مخرج لهذه التساؤلات، فتكون الإجابة هي الشكوك التي تُطرح من الخالتين “ليندا” و “هند” حول نسب “جاد” وشقيقته “جينا”، لأبيهما.
إذ برأي المشاهد أنّ القصة ستخلص إلى أنّ رمزي ليس الوالد، وبالتالي فقصة الحب لن تعود محرمة لإسقاط الرابط الأسري من المعادلة.

إقرأ أيضاً: المرأة اللبنانية كادحة وليست مبتذلة يا صنّاع المسلسلات

إلا أنّ الذهاب في هذا التبرير يواجهه العديد من الشوائب، فقصة العشق اندلعت حينما كان رابط الأبوة والبنوة معقوداً ولم تفككه الحقائق!

 

قصة جاد ونسرين تعيدنا للمسلسل التركي “العشق الممنوع”، فمهند الذي نشأ عند عمه كابنٍ له وقع في عشق زوجته الشابة اللعوب الفاتنة، بل وأقام معها علاقة جنسية. قصة المسلسل قد انتهت بمأساوية، فسمر (بيرين سات) انتحرت، والمشاهد بكى لموتها. بل وأدان المخرج الذي فرّق البطلين بدلاً من أن يجمعهما.
هنا أيضاً سقطت المعادلة المنطقية، فأصبح المشاهد يتابع اللقطات التي تكاد بها علاقة الطرفان (الخائنان) تنفضح بترقب،إذ يريد لهما أن يتابعا العشق “الممنوع” بهدوء!
هذان المسلسلان، يطرحان الـ “تابويات”، لا تظهر علنية في المجتمعات وإن ظهرت تحارب بشدّة لدواعٍ دينية وأخلاقية واجتماعية!

إقرأ أيضاً: أكثر 10 مسلسلات مشاهدة في الأسبوع الأول من شهر رمضان

دون ذلك، فمسلسل “وين كنتي” هو من أكثر المسلسلات قوّة في السباق الرمضاني، فجاذبية كارلوس عازار وأدائه الذي أظهر تقدماً عن العام السابق، وحضور ريتا حايك وديناميكيتها في أداء المشهد أوصلا المسلسل إلى الطليعة!

يبقى أنّ بعض الشخصيات ما زالت عبئاً على المشاهد وفي مقدمتها “جينا”، التي لا تجيد إلاّ الصراخ والنواح حتى ملّ المشاهد. فالدور الذي تؤديه الممثلة آن- ماري سلامة، لم ينضج بالأداء وما زال بعيداً ومبالغاً عن الشخصية الرديفة واقعياً!

ومما لا شكّ فيه أنّ الحبكة المتسارعة في المسلسل تزيد التعليق فيه، فكلّ حلقة تنتهي بعقدة، تشوقك لمتابعة الحلقة التالية.

وين كنتي، بجزئه الثاني يستحق الصدارة، فيما تقييمنا للقيم يحتاج إلى مراجعة.

السابق
سجال «الجزيرة» و «أم بي سي»
التالي
أفول‭ ‬اليسار‭ ‬التقليدي‭ ‬وأزمة‭ ‬اليمين