التوتر السعودي – القطري ينفجر قرصنة الكترونية وحرباً إعلامية

بعد أسابيع على قرصنة حساب وكالة "الأنباء القطرية"، تعرّض اليوم حساب وزير خارجية البحرين وسفير الإمارات في الولات المتحدة للقرصنة اليوم، حرب تعكس تأزم العلاقات القطرية – الخليجية، فإلى أي مدى سيستمر هذا العداء؟

يبدو جليًا أن الخلاف السعودي – القطري طفى على سطح الماء مؤخرا، إذ تدور بين الفريقين حرب من نوع آخر حرب الكترونية بإمتياز.

نشهد في الأيام الاخيرة أخبار كثيرة عن تقرصنة لمواقع الكترونية لمسؤلين أو لمواقع إخبارية تخص قطر والبحريو والإمارات، تهكير يدرك جيدا المستفيدين منه إستغلاله لبث الرسائل وتوجيه السهام.

فقد أعلنت وزارة الخارجية البحرينية اليوم أنه تم قرصنة حساب وزير خارجيتها، خالد بن أحمد آل خليفة على موقع “تويتر” للتواصل الاجتماعي، داعية إلى الحذر في التعامل مع الحساب.  وقد أعلنت مجموعة تطلق على نفسها اسمَ “سرايا المختار” عن تمكنها من اختراق حساب الوزير والسيطرة عليه وقامت ببث مواد تهاجم الحكومة البحرينية من خلاله.

وكانت صحيفة “ديلي بيست” الأميركية  أعلنت أن مجموعة من قراصنة الإنترنت تطلق على نفسها اسم “غلوبال ليكس” اخترقت إيميل السفير الإماراتي في واشنطن يوسف العتيبة، مشيرة الى أن القراصنة سينشرون  اليوم جميع الوثائق التي تمتد من عام 2014 حتى الآن.

وقد أكدت متحدثة باسم السفارة الأماراتية بواشنطن عملية الإختراق. وأوضح القراصنة الذين اتصلوا بالصحيفة، إن الوثائق تكشف “كيف يمكن لدولة صغيرة مثل الإمارات أن تضر بمصالح الولايات المتحدة وحلفائها”، باستخدام المال.

وحسب الصحيفة الأمريكية، فإن القراصنة استطاعوا الحصول على 55 وثيقة من البريد الإلكتروني، وتكشف حول أساليب عمل الدبلوماسية الإماراتية، وطرق تأثيرها على السياسات الأمريكية عبر استخدام المال وتجنيد “اللوبيات”.

كشفت الوثائق التي حصل عليها قراصنة ، عن وجود علاقات بين العتيبة وبين إحدى مؤسسات الضغط الأمريكية، التي تتولى مهاجمة سياسة قطر واتهامها بالإرهاب من وقت إلى آخر.

وقالت الـ “ديلي بيست”، إن الوثائق تشتمل على جدول أعمال لاجتماع عقد بين العتيبة وبين المنظمة “الصقورية” المعروفة باسم “مؤسسة الدفاع لأجل الديمقراطيات” (Foundation for Defense of Democracies) .

ويذكر أن هذه المنظمة هي التي نظمت ما بات يطلق عليه إعلاميا “ندوة واشنطن”، وهي الندوة التي عقدت في 23 أيارالفائت وخصصت للهجوم على قطر، وزعمت وجود علاقات بين الدوحة والإرهاب، قبل أن تتناقل وسائل الإعلام الإماراتية والسعودية والمصرية التصريحات الصادرة عنها على نطاق واسع.

وبحسب “ديلي بيست”، فإن الوثائق التي حصل عليها القراصنة تكشف أيضا العلاقة بين وزير الدفاع الأمريكي السابق روبرت غيتس وبين ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد. وفي إحدى الرسائل التي اطلعت عليها الصحيفة، يصف غيتس ابن زايد بـ”صديقي ولي العهد”، علما بأن الوزير الأمريكي السابق كان أحد المتحدثين الرئيسيين في “ندوة واشنطن”، ما دفع مراقبين للربط بين سفير الإمارات بواشنطن وبين الحملات التي تشنها مؤسسات ضغط ضد قطر في العاصمة الأمريكية.

إقرأ أيضاً: تصريحات قطرية مقرصنة… هيّجت الإعلام السعودي

ويأتي هذا الهجوم الإلكتروني بعد أيام على القرصنة الذي تعرضت له وكالة الأنباء القطرية، “القنا”، إذ نشرت تصريحات عن لسان أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني  تتعلق بالتعامل الأمريكي  “العدائي” تجاه إيران مشيداً فيها باعتبارها  “ثقلا إقليميا وإسلاميا لا يمكن تجاهله”. ودافع فيها  عن حركة حماس وحزب الله، رافضة تهمة الارهاب التي وجهت اليهما بعد ايام على القمة الإسلامية الأميركية في الرياض.
وكان قد نسب للوزير القول بأن “هناك مؤامرة لتشويه سمعة قطر من السعودية، ومصر، والإمارات، والبحرين، والكويت”. التي لم تتوان عن إستغلال عملية القرصنة لشن الهجوم على قطر على الرغم من حذف هذه التصريحات  إذ تعاملت معها على أنها حقيقة، دون الالتفات للنفي الرسمي لها.

إقرأ أيضاً: مسلسل الصراع السعودي …الى أين؟

وبات واضحا، ان حجم الخلاف بين قطر ودول الخليج يأخذ منحًا تصاعديا، إذ ينظر إلى قرصنة الذي تعرض لها حساب وزير خارجية البحرين إضافة إلى سفير الإمارات في الولات المتحدة أن قطر نجحت في ردّ الصاع صاعين والإنتقام لقرصنتها.

فإلى أي مدى سيستمر العداء القطري – الخليجي؟

السابق
بالفيديو: مهدي كان ينتظر أخاه علي الذي سقط اليوم في سوريا!
التالي
ماذا حصل في مطرانية صيدا للروم الكاثوليك؟