الحريري وجنبلاط… من تحالف معمّد بالدم الى عداء وخصومة!

سعد الحريري وليد جنبلاط
بعد الود والتقارب، ها هو الخلاف ينشب سياسيا واعلاميا بين الرئيس سعد الحريري والنائب وليد جنبلاط.

اشتعلت الحرب الكلامية بين رئيس الحكومة سعد الحريري ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط، وذلك على خلفية تغريدة تويترية وصف بها جنبلاط الحريري بـ “المفلسين الجدد” مما دفع الأخير للرد مساء يوم أمس الأربعاء 31 أيار في العشاء على شرف شخصيات بيروتية، إذ قال “نعم أنا من المفلسين الجدد، ولكن من المستحيل أن أعمل أي قرش من هذا البلد، غيري يكسب وكسب في السابق قروشاً من هذا البلد وسأحاربهم لآخر دقيقة، ومن يريد أن يتعاطى معي على هذا النحو، «فليبلط البحر»”.
ما قاله الحريري لم يمرره الـ”بيك” فغرّد صباحاً، “ان تبليط البحر من اختصاص سوليدار. الافضل فبل الانفعال سؤال ابراهيم حزبون خبير الافلالك لمعرفة الكوكب المناسب للتبليط”، ليضيف “يبدو بالامس بان تأثير زحل كان طاغيا على حساب اورانوس الامر الذي تسبب بسوء تفدير الردم من صفاء الذهن وبالتالي الانفعال”.
هذا السجال العلني يعدّ الأوّل بين الرجلين لجهة ما صدر من تراشق اعلامي وكلام المباشر، وذلك بعد تحالف ثبت منذ اغتيال الرئيس رفيق الحريري عام 2005 وتعمّد بدم شهداء الأرز، يردّه اعلاميون مقرّبون من جنبلاط، الى ما استجدّ من تحالفات خلطت الاوراق السياسية على الساحة اللبنانية، وخصوصا تقارب الرئيس سعد الحريري مع رئيس الجمهورية ميشال عون وما سيرتدّ عبه من تحالفات انتخابية تشكل خطرا على الزعامة الجنبلاطية في الجبل.
وقد أكّد في هذا السياق القيادي في تيار المستقبل النائب السابق مصطفى علوش لـ”جنوبية” أنّ “الرئيس الحريري كان دائماً يسعى و يطلب من كل حلفائه من نواب و محبين ألا يقومون بالرد على الانتقاضات والتغريدات التي يطلقها النائب وليد جنبلاط بحقه الحريري وذلك باعتبار أنّ جنبلاط كان دائماً واقفاً بجانبه منذ استشهاد والده رفيق الحريري”.

مصطفى علوش
ليتابع “غير أنّ الكلام الأخير الذي قاله جنبلاط هو خارج المألوف ولا يمكن السكوت عنه”..
وبحسب علوش فإنّ جنبلاط قد استفاد سياسياً من الوضع المالي الضيق الذي شهده سعد الحريري، مؤكداً أنّ “وليد بيك يعلم أين هو المال الفاسد”.
هذا وخلص إلى أنّ هذا الخلاف لن يطول، حيث أنّه ” في السياسة دائماً هناك مخارج و هذه القضية مع الوقت ستغيب”.

من جهته رأى الباحث والمحلل السياسي ومدير جميعة “هيا بنا” لقمان سليم لـ “جنوبية أنّه ” كان يجب ألا يحصل انفعال، ففي نهاية الأمر هذا البلد مديره الأولّ وهو حزب الله الذي لن يسمح بحصول أيّ خلل”.

اقرأ أيضاً: برّي ينتظر عدوان والافراج عن قانون الانتخاب ينتظر بعبدا

ولفت سليم إلى أنّه يجب عدم تعظيم الأمور، فمن البديهي برأيه أن يكون هناك اختلاف في بعض الأمور.

لقمان سليم
موضحاً أنّ “هذا السجال هو مجرد تفصيل لن يقدم ولن يؤخر في ظلّ وجود لاعب واحد أساسي يضع للجميع هامشاً معيناً ويقوم باسقاط النقاشات وإنهائها لمصلحته.”
وختم سليم إنّ “ما حدث لن يؤثر على الانتخابات النيابية والتحالفات لأن الانتخابات سوف تتأجل بكل الأحوال ولن تحصل في الوقت الحالي”.

السابق
فقراء العالم العربي.. ينتظرون شهر رمضان
التالي
«الجديد» تعاني بعد حجبها من قبل «أمل»… فمن يحجب تسلّط السياسيين؟