فقراء العالم العربي.. ينتظرون شهر رمضان

تعيش ملايين الأسر العربية في فقر مدقع على رقعة من العالم تُعد الأغنى بالموارد الطبيعية.

ملايين العائلات في العالم العربي، تعيش ظروفاً اقتصادية صعبة، خاصة في شهر رمضان، في ظل ارتفاع اسعار السلع الغذائية الأساسية بشكل كبير، قد تصل نسبتها الى 100% أحيانا.

من هنا، يتكل هؤلاء الفقراء على تقديمات المحسنين، مع قدوم الشهر الكريم، الحصول على مساعدات عينية وأغذية، ودعوات للافطار على موائد الرحمن.

اقرأ أيضاً: هكذا كان إيماننا قبل إيمان الظلم ومصادرة الحقوق

وتتزايد معدلات الفقر والبطالة بشكل مذهل نتيجة الفساد الحاصل في المؤسسات الرسمية المسؤولة عن ابناء المجتمع، ولا يسد هذا النقص توزيع بعض الجمعيات الخيرية لعلب كرتونية تحوي بعض المعلبات وأكياس الأرز والعدس. وذلك برأي “وكالة الاناضول التركية”.

ومع تزايد اعداد الفقراء والمحتاجين، في مصر مثلا، بنسبة 40 % تقريباً تنخفض نسبة المواد الموزعة على الفقراء. علما ان ثمة ارقام تتحدث عن ان نسبة الفقر المدقع وصلت الى الـ5.3% من عدد السكان البالغ 90 مليون. وذلك بحسب احصاء رسمي مصري. اما نسبة الفقراء فقد وصلت الى 27.8 % في العام 2015. برأي جريدة “الحياة”.

اما الوضع في غزة المحاصرة، فيفوق التصور حيث ان التمويل الذي كان يصل الى العائلات الفلسطيينية بات شبه معدوم، بسبب انعدام فرص العمل والحصار البحري والبري، اضافة الى توقف تدفق الاموال من بعض البلاد العربية الى عوائلها باسم “حماس” او “فتح” نتيجة مواقف من بعض الملفات السياسية في المنطقة. وقد رغم كل الخلاف السياسي مع “حماس” اعلنت ايران تقديمها لربع مليون وجبة غذائية يوميا طيلة شهر رمضان، وذلك بحسب موقع (قدسنا)، وهو مشروع انطلق منذ أربع سنوات.

اما في لبنان، فقد اطلقت وزارة الشؤون الاجتماعية ما يُعرف ببرنامج “العوائل الأشد فقرا” المدعوم من كل من البنك الدولي، والحكومة الكندية، والحكومة الإيطالية. ويعاني اللبنانيون وخاصة في البقاع والشمال حالات بطالة ونزوحا باتجاه بيروت، وطرابلس، وصيدا، كما تسببت الاحداث في بمزيد من ارتفاع حالات الفقر والبطالة نظرا للمزاحمة واقفال الحدود واعمال الترانزيت باتجاه الدول العربية. كما ورد في تقرير سابق لـ”جنوبية”.

من هنا يأتي شهر رمضان هذه السنة فقيرا على لبنان، حيث تتكل العائلات على الاحزاب والجمعيات التابعة لها لاستجلاب مساعدات غذائية من هنا وهناك، اضافة الى اقدام بعض الاغنياء على تقديم مساعدة بشكل غير مباشر، نظرا للصلات التي تربط ابناء البلد الواحدة. وتشهد بعض قرى الجنوب مساعدات مادية شهرية واعانات غذائية، اضافة الى ثياب للايتام والالعاب، خاصة في بلد يعاني الفساد والغلاء معا.

والفقر، ليس بجديد على بلد كـاليمن، والمصاب حاليّا بالكوليرا، وهو بلد الفقر المدقع حيث حذّر البنك الدولي من أن نسبة الفقر في اليمن قفزت إلى أكثر من 85% من السكان الذين يقدّر عددهم بـ26 مليون نسمة جراء تداعيات الحرب. فالفقر قضى على عادات رمضانية كانت متوارثة عبر الأجيال.

وقد نقلت جريدة “الشبيبة” اليمنية، ان مداخل المساجد تكتظ بالمتسولين يوميا في رمضان خاصة بالرجال والاطفال الذين يشكون العوز نتيجة التهجير الذي اصابهم منذ سنتين مع انطلاقة الحرب على ارضهم.

وتبقى سوريا أم المصائب حيث ان ثمانية ملايين سوري مهجّر، اما داخل سوريا او في الدول العربية والاوروبية، هذا البلد ذو الاكتفاء الذاتي يعيش اليوم ابناؤه بانتظار مساعدات مفوضية شؤون اللاجئين التي تعطي كل عائلة 200 دولار كمعونة غذائية.

اقرأ أيضاً: شهر «رمضان» الأخير صيفاً.. فما أصل التسمية؟

وبات السوري في حالة تدمي القلب، نظرا لارتفاع عدد الولادات والنقص بالتمويل وعدم توفر المكان اللائق للعوائل السورية، فكيف يمرّ شهر الصوم عليهم، وهم الذين تأملوا خيرا في ثورة دعمتها بعض الانظمة، ولكنها تخلت عنها وتركوا في العراء مشردين. ويأتي عليهم شهر الصوم السادس، وهم في حالة فقر مدقع خاصة بعد تدمير كامل لممتلكاتهم في سوريا.

فالفقير العربي لم يعد ذلك السوداني والصومالي فقط، بل بات الفقر هوية كل الشعوب العربية دون استثناء.

السابق
Sayyed al-Amine on al-Nakba of Palestine: Our defeat is cultural, not military.
التالي
الحريري وجنبلاط… من تحالف معمّد بالدم الى عداء وخصومة!