أمم للتوثيق والأبحاث: «المخيم» وجواره.. جَدَل الدَّاخل والخارج

ثمة شهادات حيّة عن واقع اللجوء الفلسطيني.. في ندوة "أمم للتوثيق".. عن عين الحلوة.

في إطار المشروع الذي تنفذه «أمم» للتوثيق والأبحاث، تحت عنوان (على الرحب والسعة: لبنان في لاجئيه)، عقدت في صيدا ندوة مغلقة تناولت موضوع اللجوء من خلال إشكاليَّة «الداخل والخارج» في حياة مخيمات اللاجئين وتجمعاتهم متخذة من عين الحلوة نموذجًا.

إقرأ أيضا: فلأي منفى (مخيم) سترجعون ؟!

افتتح اللقاء، الذي شارك فيه عدد من الناشطين اللبنانيين والفلسطينيين، مدير مؤسسة «أمم» لقمان سليم، الذي أشار إلى أنَّ التَّصَوُّرَ العامَّ السائِدَ عن مخيمات اللاجئين، لا سيما منذ انحسار الدور السياسي الفلسطيني في لبنان، هو أن هذه المخيمات تُعَكِّرُ أحياناً صَفْوَ محيطها اللبناني دون أن يكون لهذا المحيط أي دور في التأثير على توازنات القوى فيهاــ واستطرادًا على أمنها واستقرارها- ندوة مغلقة تناولت موضوع اللجوء من خلال إشكاليَّة «الداخل والخارج» في حياة مخيمات اللاجئين وتجمعاتهم متخذة من عين الحلوة نموذجا لها، ولعلَّ عين الحلوة هو المثال الأبلغ على هذا الجدل بين داخل المخيم وخارجه.

انطلاقًا من هذا المدخل، كانت أوَّلًا مجموعة من شهادات المشاركين استعرضت ما تتالى على عين الحلوة خلال الأعوام الماضية وقد خلصت هذه الشهادات في معظمها إلى السُّؤال نفسه: كيف يمكن أن نُفَسِّر أنَّ المُخَيَّمَ الذي يَحظى بأعلى نسبة رعاية أمنية في لبنان هو أيضًا المخيم الذي يشهد، منذ سنوات، أعلى نسبة من القلاقل الكبيرة والصغيرة؟

بعد هذه الشهادات التي أجمعت على أن عين الحلوة تحوَّل، إلى حدّ بعيد، إلى بُقْعَةٍ لا يملك قاطنوها إلّا الأقل من أمرها، كان نقاش حول الأسباب الداخلية، الخاصة بالمخيم، التي تخفض مناعته وتجعله عرضة لكل الرياح التي تهب عليه، أو بالأحرى تُسْتَهَبُّ عليه.

هنا أيْضًا كان ما يَشْبِهُ الإجماع على أنَّ قلة المناعة هذه مردها إلى سببين أساسيين: تراجع «القضيَّة» الجامعة بوجه عام، والبؤس المُسْتشري في المخيم والذي مرده، جزئيًّا على الأقل، إلى سياسة عزل المخيم عن جواره.

إقرأ ايضا: الراعي: على الفلسطينيين الخروج من لبنان

أمّا الخلاصات التي انتهى إليها اللقاء فمزدوجة: أولى مفادها أن للخارج، القريب والبعيد، الصديق والعدو، يداً طولى في حياة المخيم وموته الدوري، وثانية مفادها أنَّ من يُريدُ، حَقّاً، خَيْرَ المخيم ومحيطه يُشْرِعُ المخيم على محيطه ويُعَزِّزُ التواصل بينهما عوض الانهماك ببناء الجدران المادية والمعنوية بينهما!

السابق
حزب الله هو الأقوى ولديه 150 آلف صاروخاً
التالي
سامي الجميل يرد على الدعوى: لدينا كامل الحق وسنبرهن بالإثباتات صفقة الكهرباء