أنا مارونية من طرابلس

القضية ليست مقعداً،ولا انتخابات، ولا صناديق اقتراع، إنّما هي انتماء تعلّق.

الموارنة في طرابلس ليسوا رقماً طائفياً ليتم سلخهم، ولا أرصدة سياسية ليتم استثمارهم، هم جزء من هذا النسيج الذي لا يتكامل إلاّ بهم وبكل ٱخر.
النكتة السمجة، واقعياً ما من آخر في طرابلس وما من أصل، الصورة ليس مبالغاً فيها ولا إلغاء لأي طيف، وإنّما هي واقعية العيش في المدينة، والتكامل.
في حرب التبانة والجبل، كانت الطلقات النارية تصلنا أصواتها ونحن على مقاعد الجامعة، كنا سنّي وعلوي وشيعي، لم تفصلنا الاشتباكات التي صوّرت “غشّاًًّ” طائفية.
حينما سلط أحد الاقطاب السياسية سطوته على ساحة النور ليزيل كلمة “الله” منها لكونها بحسبه تؤسلم المدينة، كان مسيحيو طرابلس أوّل من انتفض رافضين ما يتم التسويق له.
حينما تمّ تفجير التقوى والسلام، أسعف المسيحي المسلم و الحداد ارتدته كنائسنا قبل مساجدنا.
المارونية ليست قلّة طرابلسية، هم من جذورها ولا يقاسون لا عدداً ولا لوائحاً، اوجاعهم أوجاعنا، ومصابهم مصابنا، لأننا وهم من هذا الكيان الذي لا هوية له إلا بكل أطيافه بهذه الخلطة الطبيعية التي لم تتخذ في كل مراحلها بعداً طائفياً.

الماروني هو المعارض الأوّل لهذا الطرح، لكونه ابن المدينة، ولأن الانتماء يعلو عن كل الاصطفافات الطائفية.

في طرابلس تسقط معايير الأكثرية والأقلية، وتعلو المواطنة. نحن نريد لموارنة طرابلس جميعهم العودة. لا الانسلاخ.

من هنا، أنا مارونية من طرابلس، أنا مسيحية من طرابلس!

السابق
ابراهيم كريم عبد الحي: ثمانيني غادر منزله ولم يعد!
التالي
الطفلة لميس ضحية الفلتان الأمني في بعلبك