استقالة الشيخ شرارة من «تبليغ» المجلس الشيعي تثير تساؤلات

استقالة القاضي الشيخ عبد الحليم شرارة من ادارة التبليغ في المجلس الشيعي تضع اكثر من علامة استفهام، فهو وضعها بالتصرف ولم يستقل فعليا، فهل ستقبل استقالته كطلب من حزب الله كمقدمة لدخول الحزب الى قطاع المشايخ في المجلس الشيعي الاعلى؟

فاجأ مدير عام التبليغ الديني في المجلس الشيعي الاعلى القاضي الشيخ عبد الحليم شرارة الحضور في لقاء علماء الدين في المجلس خلال اجتماعهم الخميس الماضي بوضع استقالته بتصرف رئيس المجلس الشيخ عبد الأمير قبلان.

إقرأ ايضا: الشيخ ياسر عودة في مواجهة تعصّب دعاة شيعة !

ومن المعروف، أنه عقب التعيينات الأخيرة التي حصلت في المجلس الشيعي، وأدت لتعيين الشيخ عبد الأمير قبلان رئيسا، مع نائبين له، وملء المراكز الشاغرة في هيئتي المجلس الشرعية والتنفيذية، تبدلت موازين القوى الداخلية داخل المجلس.

بالمقابل، أفادت مصادر ان فرع المعلومات في قوى الامن الداخلي نفّذ عملية نوعية أسفرت عن توقيف رجل الاعمال رضا المصري. ومن المرجح ان تكون عملية التوقيف هذه مرتبطة بالشكوى المقدّمة من المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى بحقه وبحق والده الشيخ محمد المصري فيما يخص موضوع تزوير مستندات رسمية، واستيلاء على اموال تحت عنوان  الطائفة الشيعية.

هاتان القضيتان كانتا مثار بحث مع الخبير بشؤون المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى، الشيخ محمد علي الحاج العاملي حيث قال لـ”جنوبية” ردا على سؤال: “لا أتصوّر أن هناك أية علاقة بين الأمرين، فتوقيف المصري نتيجة ملفات قضائية أثيرت منذ فترة”.

ويؤكد الشيخ الحاج، وهو صاحب دراسة عن المجلس تحت عنوان “اصلاح الخلل في المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى”، والتي وصل عددها الى 30 حلقة، نشرها موقع “جنوبية” بأكملها، انه “من جهتي الشخصية، أعتبر كل من الشيخ عبد الحليم شرارة والشيخ علي بحسون من أصحاب المناقبية والكفاءة، والمشكلة تكمن في عدم إعطائهم الصلاحيات الكافية لتنظيم السلك، ومع ذلك أعتقد أن طرح الإستقالة عبارة عن اعلان تصدٍ للعمل بشكل بليغ… ولا أعتبره انكفاء وتراجعاً عن المسؤولية، فالجميع يعلم أن الشيخ قبلان لن يحرّك ساكناً في موضوع الإستقالة، وتالياً لو أراد الشيخ شرارة الإستقالة الفعليّة لما وضعها بتصرف أحد”.

مع الاشارة الى، ان استقالة الشيخ شرارة من منصبه في هيئة التبليغ الديني اتت بعد ورود معلومات انه لم يصلها مخصصات العلماء والمشايخ الشهرية، والتي تصل الى 100 مليون ليرة من الرئيس نبيه بري. مما قد يفسر على انه نوع من توقيف لعمل الشيخ شراره بطريقة غير مباشرة.

والبديل عن الشيخ شرارة، بحسب مطّلعين، لا يكون الا عبر توافق بين حزب الله وحركة أمل. لكن لا اسماء مطروحة حتى الان.

ويقول عارفون بشؤون المجلس الشيعي لموقع “جنوبية” ان الشيخ شرارة مدير التبليغ الديني الذي يضم مئات رجال الدين الشيعة، وهو القاضي الشرعي في المحكمة الشرعية في بيروت المعروف بنزاهته وكفاءته، مع تمتعه بدعم وحماية رئيس مجلس النواب نبيه بري، يأخذ عليه حزب الله عدم تعاونه معه وانه يرفض ضمّ رجال الدين المحسوبين على الحزب الى هيئة التبليغ التي يرأسها في المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى، ويعتقد هؤلاء العارفون ان يكون الحزب قد طلب من الرئيس بري العمل على ازاحة الشيخ شرارة من منصبه والإتيان بشخصية دينية متعاونة، من اجل ضم جزء من قطاع مشايخ حزب الله الى المجلس الشيعي من باب ادارة التبليغ الديني المقفل حاليا بوجههم بسبب وجود الشيخ شراره على رأسها.

إقرأ أيضا: استقالة الشيخ شرارة من التبليغ الديني: تجنباً للإرهاصات!

ولا يستبعد الشيخ محمد علي الحاج هذا الرأي وأن تكون “الإستقالة -أو الأصح مشروع الإستقالة- تندرج في سياق التغييرات الطفيفة التي سيشهدها المجلس الشيعي بعد التعيينات الأخيرة التي حصلت فيه، فلابد أن تنعكس صورة الواقع الجديد على موازين القوى التي نتجت في مرحلة سابقة. وتحديداً في ملفي الأوقاف والتبليغ الديني، حيث انعدام حضور حزب الله فيهما حاليّا، لكن بعدما تعزز حضور الحزب في الهيئتين الشرعية والتنفيذية فلا بد أن ينسحب هذا الأمر على الإدارات الأخرى المنبثقة عن المجلس الشيعي”.

السابق
حزب الله أقوى من أن تخوض اسرائيل حرباً خاسرة معه!
التالي
نادر صعب ضحية الشريط المقزز: حاكموا العارضة وشريكها!