هل يستطيع ترامب الايفاء بوعوده السياسية والعسكرية للسعودية؟

مقتطف: لا شك ان مقررات قمة الرياض الاميركية الاسلامية كانت مرضية سياسيا للسعودية وهي التي كان عنوانها تطويق اذرعة ايران واضعاف نفوذها في المنطقة، ولكن هل سوف يستطيع ترامب الايفاء بوعوده العسكرية؟

البيان الختامي للقمة العربية الإسلامية الأمريكية التي استضافتها المملكة العربية السعودية في الرياض، الأحد، بعنوان “إعلان الرياض” شدّد على الشراكة بين أميركا والدول العربية والاسلامية المشاركة لمواجهة التطرف والإرهاب، وادان مواقف ايران وتدخلاتها في الشؤون الداخلية للدول الاخرى، كما اعلن عن النية في تشكيل قوة من 34 ألف جندي لـ”دعم العمليات ضد المنظمات الإرهابية في العراق وسوريا عند الحاجة”.
وكان الرئيس الاميركي دونالد ترامب في خطابه اعتبر أن حزب الله منظمة ارهابية، وقال: على الدول المعنية التعاون لإنهاء الأزمة في سوريا لافتا الى ان إيران مسؤولة عن زعزعة الاستقرار في لبنان والعراق واليمن.
غير ان الرئيس الاميركي عرَض الكثير من الأسلحة على السعوديين خلال زيارته الرياض. فهل سيستطيع الايفاء بوعوده وتسليمها؟

اقرأ أيضاً: أيها المتباكي على أموال السعودية هل نسيت أموال العراق؟

وكتب ديفيد ديس نوتشيس تحليلاً موسعاً في موقع «War on the Rocks» يقرأ ما بين سطور صفقات السلاح التي تراوحت تقديراتها بين 110 مليارات دولار وأكثر من 350 مليار دولار.
والجدير ذكره ان صفقة السلاح التي تناقلتها الأنباء هي أكبر صفقة عقدتها الولايات المتحدة في تاريخها.
العلام الاميركي عرض لصعوبات قانونية تعترض صفقة القرن العسكرية، لأنه عندما تبيع الحكومة الاميركية أسلحة إلى بلد أجنبي تبيعها من خلال عملية مركبّة غير بسيطة تسمى “المبيعات العسكرية الخارجية”.
هذا البرنامج من صلاحيات وزارة الخارجية، هدفه التوثق من التزام القوانين الاميركية، واكتساب العميل قدرة كاملة، وليس الحصول على المعدات وحدها. فبدلًا من الأسلحة، وحدها يتسلم الشاري “جعبة” تضم كل ما هو مطلوب خلال عُمر السلاح. على سبيل المثال، جعبة “المبيعات العسكرية الخارجية” لن تتضمن منظومة سلاح كبيرة (طائرة مثلًا) فحسب، بل تتضمن ايضًا ارشادات وتدريبات وقطع غيار ونقل المعدات وكل ما هو مطلوب لتشغيل السلاح خلال دورة حياته باستثناء الوقود والعتاد.


أما باقي المعدات التي عرضها ترمب فيمكن ألا تنال موافقة الكونغرس. ويمكن أن تصل قيمة هذه الأسلحة إلى 86 مليار دولار.
وأفادت تقارير بأن ترمب عرض منظومات أسلحة كبيرة مثل منظومة الدفاع الجوي الصاروخي على ارتفاعات عالية في مسرح العمليات المعروفة باسم منظومة “ثاد”، التي ستكون أكبر صفقة سلاح خارج الولايات المتحدة قيمتها 13 مليار دولار لشراء سبع بطاريات، ونحو 3.5 مليارات دولار لشراء مركبات قتالية محدَّثة وجديدة من طراز برادلي.
وهناك كابحا سياسيا كان من الكوابح الكبيرة على بيع السلاح للسعودية سياسة أميركا في الحفاظ على “التفوق العسكري النوعي” للجيش الاسرائيلي.
واكثر ما يشغل بال الكونغرس واسرائيل هي ما تشمله الصفقة من بيع طائرات أف-15 ومعدات جوية للحرس الوطني السعودي بقيمة 60 مليار دولار، فالحفاظ على التفوق العسكري النوعي لاسرائيل سيكون مبعث القلق الأكثر تواترًا في الكونغرس. وبالتالي، فإن الكونغرس يمارس قدرًا اكبر من التمحيص على الأسلحة المباعة للسعودية، حتى إذا صدرت موافقة على بيعها إلى دول عربية أخرى.

اقرأ أيضاً: من بيته من زجاج عليه أن لا يراشق الآخرين بالحجارة

وهكذا، تتوزع تتوزع ارقام الصفقة بحسب التقارير الاميركية على النحو الآتي:
– 23.7 مليار دولار هي ما يستطيع ترمب أن يعرضه ويسلمه من دون العودة إلى الكونغرس.
– نحو 87 مليار دولار هي قيمة ما يمكن أن يسلمه ترمب إذا لم يعترض الكونغرس (خصوصًا مؤيدي اسرائيل).
– 240 مليار دولار هي القيمة التخمينية لتكاليف الاستدامة والتدريب والتحديث خلال العقد المقبل.
وتستنتج تلك التقارير بالقول إن الذين عملوا في صفقات السلاح سيخلصون إلى انه من أصل القيمة الاجمالية ليس لدى ترامب في الحقيقة سوى القدرة على الوعد بتسليم ما قيمته 23.7 مليار دولار من أصل الرقم الأكبر (110 إلى 350 مليار دولار)!.

السابق
توقيف عملية تهريب للألماس بحوزة مسافرة تركية في المطار
التالي
شهر «رمضان» الأخير صيفاً.. فما أصل التسمية؟