خطر وجودي يهدد حزب الله بسبب دعم ترامب للسعودية

هل سيكون مصير "حزب الله" معلقا على نتيجة المعركة السعودية – الايرانية ؟

عزلت القمة الإسلامية-  الأمريكية إيران عن الشرق الأوسط، فقلّمت القمة التي جمعت أكثر من 50 دولة إسلامية إضافة الى الرئيس الاميركي دونالد ترامب أظافر طهران ووضعت لها حدا صارما لتدخلاتها فى سوريا واليمن والعراق…

صورة عكست احتشاد قوى كبيرة ضد الوحش الكاسر الذي واجه ضربة قاسية فى الانتخابات الرئاسية  إذ لم تتحق رغبة  المرشد الأعلى الإيراني السيد علي خامنئي بفوز المتشدد إبراهيم رئيسى أمام الرئيس الإصلاحى حسن روحانى.

اقرأ ايضًا: قمة الرياض تمهد لتوجيه ضربة لحزب الله في سوريا

 

وأمام هذه التحديات التي تواجه المحور الإيراني كتب الصحافي طوني عيسى في صحيفة “الجمهورية” “هل يوضع حزب الله امام خيار الحياة أو الموت؟” يتحدث فيه عن مصير الحزب وسط الحرب السعودية – الإيرانية وبالتالي يطرح تساؤلات حول لأي مدى سينجح تحييد لبنان عن هذا الصراع  ان كان من المحور السعودي أو من الإيراني في لبنان؟

وتابع لقد ظهر في القمة مدى التناقض في الموقف اللبناني بين رئيس الحكومة سعد الحريري ووزير الخارجية جبران باسيل وهو ما يطرح علامات إستفهام حول شهر العسل بين المستقبل والتيار الوطني. إضافة الى تداعيات هذه القمة على مجلس الوزراء اليوم ان كانت ستكون بردا وسلاما او ستفجّر القلوب المليانة!

 

كما اشار إلى أنه بعد هذا التصعيد الإقليمي ينتظر أن تكشف كلمة الامين العام لـ “حزب الله” الذي سيلقيها غدا في “ذكرى المقاومة والتحرير” المسار الذي سيتبعه الحزب إن كان بالتصعيد أو بمزيد من الإحتواء.
وبحسب “الجمهورية” الخوف يكمن من أن تطال شرارة الحرب في حال اختار الحزب التصعيد عبر اسقاط الحكومة من قبل المحور الإيراني وهو ما ينذر بأزمة خطيرة جدا، سيما أنه في حال الإطاحة بالحكومة يقوم بالمقابل المحور السعودي بعرقلة التسويات في سبيل الوصول الى قانون انتخابي. وهذا يعني أن سقوط مجلس النواب سيكون الرد الطبيعي للإطاحة بالحكومة. وبذلك سيكون لبنان أمام شلّل محتّم، وسيدخل مرحلة الفراغ الكامل، دون سلطته التشريعية والتنفيذية، وهذا هو، الخراب!

لكنه في الوقت نفسه،لفت عيسى أنه ينظر إلى أن الطرفين اللبنانيين ليس لديهما مصلحة بالوصول إلى هذا المصير، كما أن بات من المعلوم  أن الموقف الاميركي من لبنان بإبعاد لبنان عن النيران المشتعلة والحفاظ على الإستقرار فيه.

ورأى عيسى أنه “في حال لم يصحّ سيناريو التخريبي في لبنان، هناك توجّه واضح لدى الأميركيين والسعوديين وحلفائهم  بقطع أوصال إيران في الشرق الاوسط وقطع الطريق عليها. وهو ما يجعل موقف لبنان من هذا المخطط دقيق وخطر لجهة أن القمة الأميركية – السعودية أظهرت تغييرا في قواعد اللعبة في الشرق الاوسط بقيادة ترامب بمحور سني قوامه 34 الف جندي كقوات احتياطية، بدلا من القوات الاميركية في المنطقة. وبذلك ستخفض واشنطن مشاركتها في الصراعات في المنطقة التي تكلّفها الكثير، سيما في العراق وسوريا، وتسمح للمسلمين السنة برعاية شؤونهم الخاصة”.
وكل ذلك في سبيل وضع الحد لنفوذ ايران في العالم العربي، لذا يتركز العمل اليوم على كمش الحدود السورية إضافة إلى العراق ولبنان والأردن. بشكل يقطع الطرق على إيران في سوريا من جهة، ومن جهة ثانية أمّن انسحاب «حزب الله» من السلسلة الشرقية اللبنانية، قطع التواصل أيضاً مع الداخل اللبناني.

وهو ما يشير بحسب “الجمهورية”  إلى عزل إيران وقطع أوصالها وما باتت تخشى منه طهران قيام واشنطن بتسليح ميليشيات سنية لمواجهة وميليشياتها في المنطقة. لذا يوحي المشهد ان إيران باتت أمام  لعبة حياة أو موت إقليميا، لذا من الغير المستبعد أن تحشد ميليشياتها في اليمن والعراق وسوريا ولبنان  في هذه المعركة وهو التحدّي الذي يخوضه «حزب الله» في لبنان الذي  بدت ملامحه مع انسحاب الحزب الى الحدود اللبنانية الشرقية  لتجنّب المواجهة.

إذا سيكون حزب الله أمام سيناريوهان إما أمره بالإنسحاب فيما لم يعد له ممرا للداخل السوري أو انهاء دوره في سوريا مع امساك الجيش الحدود. فضلا عن إنهاء دوره في الجنوب استنادا على أن القرار “1701 ” الدولية أثبت فعاليته. إضافة إلى ادخال مزارع شبعا ضمن التسويات المقبلة وهو ما يصب في نهاية المطاف إلى أن سلاح الحزب لم يعد ضروري مع انتفاء كل حججه.

وختم عيسى ان التطور الإقليمي هذا يجعل المراقبون لا يستبعدون أي سيناريو  على لبنان  إذ ليس سهلاً من اعتاد على الانتصارات، كـ«حزب الله»، أن يوضع أمام خيار الحياة أو الموت!

هذا السيناريو أدلت عليه بقوة تصريحات ترامب في القمة الذي أعلن عن تأسيس مركز عالمي لمكافحة التطرف في العالم مركزه الرياض،  داعيا إلى  العمل الجدي والمشترك على عزل إيران ووضع “حزب الله” في قائمة الإرهاب. محملا إيران مسؤولية عن عدم الاستقرار في المنطقة، بإعتبارها الممول الأساسي للإرهاب الدولي.

كما أكّد ترامب أن كلا من “حماس” و”داعش” و”حزب الله” و”القاعدة” تمثل أشكالا مختلفة للإرهاب، داعيا الدول ذات الأغلبية المسلمة إلى أن تتزعم الجهود العالمية لمحاربة الإرهاب.

اقرا ايضًا: قمة الرياض الإسلامية الأمريكية: لتطويق المشروع الروسي

ويُنظر إلى خطاب ترامب على أنه محاولة لإعادة العلاقات مع العالم الإسلامي إلى أوضاعها الأصلية بعدما أثارت حملته الانتخابية مخاوف بترويجها لخطاب عُدَّ تصعيديا. مقابل توجيه سهامه للمحور الإيراني.

ولم يكن موقف، الملك سلمان بن عبد العزيز، مختلفا الذي صوّيب بإتجاه إيران بأنها رأس حربة الإرهاب العالمي منذ ثورة الخميني وحتى اليوم بسبب اطاماعها التوسعية وممارساتها الاجرامية مخالفة للقانون الدولي.

وتابع الملك سلمان بالقول: “وقد ظن النظام في إيران أن صمتنا ضعفا وحكمتنا تراجعا حتى فاض بنا الكيل من ممارساته العدوانية وتدخلاته”

السابق
قانون الستين يفرض نفسه والتيار الحر يشترط الإجماع
التالي
ملف قضائي يحضر لـ«هشام حداد»!