وداعاً ولاية الفقيه

الشعب الإيراني قال كلمته واسقط مرشح المرشد رغم كل ما حشد لمعركته من أموال ومن نفوذ واستخدام جميع الوسائل ضد روحاني حتى بدا ان المعركة ليست بين روحاني ورئيسي بل بين المرشد وروحاني. روحاني ليس رجل صدام ومواجهة ومع ذلك خاض معركة قاسية ضد المرشد وقال فيها أشياء عنيفة ليس من المعتاد الخوض فيها من أركان النظام.
خسر المرشد وانتصر الشعب الإيراني ليس بوصول روحاني إنما بالرسالة الواضحة للمرشد بان الشعب قادر على اسقاط رجاله وانه غير قادر على تغيير نتائج الانتخابات كما حصل عام ٢٠٠٩ ما يعني انه صار ضعيفاً أو اضعف من الفترة الماضية كذلك مراكز القوى التي تدعمه وبالأخص الحرس الثوري الذي يدرك الشعب ان دوره ونفوذه هما مصدر أساسي من مصادر الفساد في الداخل وعزلة ايران عن العالم مما يؤدي الى تدهور الاقتصاد ومستوى معيشة الشعب.
روحاني كان واضحاً بالقول ان سياسة الانفتاح على العالم هي التي انتصرت وهذا ما يريده الشعب الإيراني ولكن الانفتاح على العالم يعني عودة ايران الى القواعد الاساسية في العلاقات الدولية والى القانون الدولي مما يعني إنهاء اوهام المرشد ببناء امبراطورية جديدة تقوم على مزيج من القومية المريضة والمذهبية المنحرفة.
الشعب للإيراني بدأ خوض معركة إسقاط ولاية الفقيه وخامنئي يعرف ذلك وهو سيخوض معارك شرسة للحفاظ على نفوذه ونظامه ولكن معاركه هذه المرة ستكون في الداخل وليس بالأذرع المذهبية التي زرعها في عدد من البلدان العربية.
الشعب الإيراني يريد التغيير وأثبت انه قادر على تحدي كل مراكز القوى فهل سيكون التيار الاصلاحي على مستوى التحدي وهل سيبدأ عملية اصلاحية جذرية في مواجهة نظام ديكتاتورية المرشد مدعوماً بأدوات القمع الوحشي اي الحرس والباسيج؟
ايران تحلم بالتغيير وتنتظر قيادة تاريخية وهي أسقطت قيادة المرشد وتقول انها بلغت سن الرشد وليست بحاجة الى اي ولاية وبالأخص ولاية الفقيه.

السابق
ريفي يرد على باسيل: قمة الغباء!
التالي
رأي الانتخابات الإيرانية والدلالات المتنوعة