«داعش» يقاطع مواقع التواصل الإجتماعي والأسباب أمنيّة

"داعش" يقرر منع محازبيه من الدخول الى مواقع التواصل الاجتماعي بكافة انواعه. علما انه اجتاح العالم بالتقنيات التي اجاد استعمالها وجند المقاتلين الاجانب عبرها.

في خبر غريب بعض الشيء، يقول أن تنظيم الدول الاسلامية “داعش”، قد أصدر مؤخرا تعميما رسميّا وزعه على عناصره، يحظّر فيه عليهم استخدام مواقع “السوشل ميديا” بشكل نهائي.

إقرأ أيضا: لهذا يتمكن داعش من جذب جامعيين وفنانين الى صفوفه

ففي بيان صادر عن اللجنة المعنيّة في “داعش”، قال ان هذا القرار قد اتخذ لدواع أمنيّة، ومنعا لافادة قوات التحالف من  المعلومات التي يوردها اعضاء التنظيم على مواقع “السوشل ميديا”.

فبسبب عدم الحذر خلال استخدام هذه المواقع الامر الذي سهّل مراقبة الاعضاء والعناصر وتحركاتهم فقتل عدد منهم. وذلك بحسب موقع “عربي21”.

واعتبر المعنيون ان كل من يخالف القرار يتعرض للمساءلة والمحاسبة. فالمحاسبة والمساءلة معروفة لدى داعش من قبل عناصر التنظيم!!.

خاصة ان عناصر التنظيم كانت تبث “الفيديوهات”، التي قد تشير الى اماكن وجودهم، مما يسهّل على الاعداء الوصول اليهم. وكان تنظيم “داعش” قد شنّ حملة قبل عدة شهور، وصلت الى تحطيم مئات “السرفرات” والصحون اللاقطة خوفا من تسريب عملاء موجودين بين صفوف عناصره للمعلومات الأمنية الى الخارج.

بالمقابل، ان الجهد المبذول لاقتلاع «داعش» بات يتطلّب جهداً أكبر لمنعه لمزيد من الانتشار في العالم الافتراضي، فعناصر التنظيم الأجانب سواء الاوروبيين او الاميركيين الذين لم يتمكّنوا من الوصول إلى سوريا أو العراق يتواصلون مع قيادة التنظيم، ويستلهمون افكاره، عبر الإنترنت.

وبعد الفشل الأمني الإستخباري في استباق إي هجوم بات الأمر يتطلب جهدا استثنائيا، لأن دولة الخلافة باتت تطلّ عبر العالم الافتراضي بعد تضييق الخناق عليها من قبل قوات التحالف في كل من العراق والشام.

حيث يحتاج القضاء على هذا التنظيم، المتوحش إلى فكرة أو حالة تقضّ المضاجع، بعد هزيمته العسكرية، وذلك بحسب “موقع الاتحاد”. ورغم تراجع حضوره يبقى الخطرالحقيقي الناتج هو في عمليات الاحتضان الشعبية التي تؤمن بعقيدته المتشددة.

ونتيجة سقوط التنظيم ميدانيا لا يبقى لهذا التنظيم، الذي ارعب العالم كله- سوى العالم الافتراضي، حيث نشرت جامعة “كينغز كولدج- لندن” دراسة  تقول ان تصوّر “عالم ما بعد الدولة الإسلامية” سابق لأوانه جداً.

علما، ان التنظيم استخدم الدعاية الإعلامية بشكل لافت وحديث جدا، على العكس من حالته البدائية المعروفة في نظرته للمجتمع والمرأة والثواب والعقاب، من خلال استغلال أرشيف ضخم من الصور والفيديوهات، والنشرات الدعائية المتطورة، ومقاربات التنظيم الإبداعية، حيث سخّر هذا التنظيم البدائي المنصات الافتراضية لتجنيد المقاتلين، بحسب “مركز دراسات الشرق العربي”.

فالدليل الدعائي، للتنظيم، المنشور على الانترنت، يساوي بين أفراد طاقم الدعاية الإعلامية في التنظيم، وبين الناشطين المسلحين، في أهميتهم بالنسبة للتنظيم. حيث يوّفر معلومات حول كيفية تطوير رسائل معينة.

وتؤكد الدراسة ان تنظيم “الدولة الإسلامية” يعمل على تغيير مواد دعايته الإعلامية منذ العام الماضي، لتجهيز أتباعه لانهيار الخلافة، حيث لاحظ انخفاض عدد جمهوره على الشبكة العنكبوتية.

ورغم ذلك، فإن الخبراء يرون أن استراتيجية “داعش” للحفاظ على موقعه على شبكة الإنترنت قد يساعد الدولة الإسلامية على النهوض من جديد.

إقرأ أيضا: «بانويات» دعائيّة لـ«داعش» في شوارع تركيا

فهل سيصل التنظيم الارهابي الاول في العالم، ليكون أكثر قبولا ومدنيّة بعد ارعاب العالم أجمع بافلامه وفيديوهاته التي بثّها عبر “السوشل ميديا”، وخاصة عمليات الاعدام التي صوّرها وأتقن ترويجها، والتي اجتاح العالم بها، فسقطت المحافظات العراقية بين يديه قبيل وقوعها ميدانيا؟.

السابق
أخبارنا السيئة من الرياض وطهران
التالي
معركة روحاني هنا عندنا (إذا شاء)