قمة الرياض تفرض على حزب الله تسريع اقرار قانون الانتخاب

فرضت قمة الرياض الاميركية الاسلامية نفسها أمس على الساحة الداخلية، وهي التي ارخت ظلالا من توتر على حركة حزب الله مع ادراج اسم رئيس الهيئة التنفيذية للحزب السيد هاشم صفي الدين على لائحة العقوبات الاميركية، ما أجبره على قيادة عملية تسريع انتاج قانون جديد للانتخابات.

اشار مصدر نيابي لصحيفة “الحياة” إلى إن “رئيس المجلس النيابي نبيه بري، قرر منذ أن سحب مشروعه الانتخابي من التداول، أن ينأى بنفسه عن الدخول في سجال مع أحد حول قانون الانتخاب، وإنه ينتظر من الحكومة أن تقول كلمة الفصل فيه ليكون في وسعنا أن نبني على الشيء مقتضاه، خصوصاً أن رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس الحكومة سعد الحريري يكرران باستمرار أن لا تمديد للبرلمان وأن الفراغ في السلطة التشريعية لن يحصل وأن الانتخابات النيابية لن تجرى على أساس القانون النافذ، أي الستين”، مؤكداً أن “بري أخذ على عاتقه عدم التشويش على تفاؤل عون والحريري بقرب التوصل إلى قانون انتخاب جديد قبل التاسع عشر من حزيران المقبل والذي من شأنه أن يضع البلد أمام مفترق طريق يستدعي منا الإفادة من الوقت المتبقي لإنجاز القانون، لأن لا مصلحة لأحد في جر البلد إلى حافة الهاوية”.

اقرأ أيضاً: هل سيستبق حزب الله مفاعيل قمة الرياض وينسحب من سوريا؟
البيان الختامي لقمة الرياض

أكد البيان الختامي الصادر عن قمة الرياض الاسلامية الاميركية، أمس الأحد، التي ضمت الرئيس الاميركي دونالد ترامب والملك سلمان بن عبد العزيز، وعددا من الرؤساء والقادة، الرفض الكامل لممارسات النظام الإيراني وإدانة مواقفه العدائية، مشدداً على خطورة برنامج إيران للصواريخ الباليستية.
كما أكد القادة المجتمعون، في البيان الصادر بعد إنتهاء القمة العربية الإسلامية، التزام دولهم الراسخ بمحاربة الارهاب بكل اشكاله، والإتفاق بين الدول المشاركة على التصدي للجذور الفكرية للارهاب وتجفيف مصادر تمويله، كما أكدوا التزام دولهم الراسخ بمحاربة الارهاب بكل اشكاله.
كما أشاد المجتمعون بتبادل المعلومات بشأن المقاتلين الأجانب وتحركات التنظيمات الإرهابية، ورحبوا بتأسيس مركز عالمي مقره الرياض لمواجهة الفكر المتطرف.
وأعرب القادة عن ارتياحهم للعمل مع الحكومة الشرعية والتحالف للتصدي للجماعات الإرهابية في اليمن.
وثمن القادة الخطوة الرائدة باعلان النوايا بتأسيس تحالف الشرق الأوسط الإستراتيجي في مدينة الرياض، والذي ستشارك فيه العديد من الدول للإسهام في تحقيق السلم والأمن في المنطقة والعالم، وسوف يتم إستكمال التأسيس وإعلان إنضمام الدول المشاركة خلال عام 2018.
ورحب القادة باستعداد عدد من الدول الإسلامية المشاركة في التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب لتوفير قوة إحتياط قوامها 34 ألف جندي لدعم العمليات ضد المنظمات الإرهابية في العراق وسوريا عند الحاجة. ورحبوا بما تم تحقيقه من تقدم على الأرض في محاربة “داعش”، وأشادوا بمشاركة الدول العربية والإسلامية ودعمها للتحالف الدولي ضد “داعش”.


خطوة حزب الله الاستباقية

لفتت مصادر سياسية مقربة من “حزب الله” عبر صحيفة “الديار” الى أن “قرار الحزب تسليم مواقع عسكرية للجيش اللبناني على الجبهة الشرقية، هي خطوة استباقية اجهضت جزءا من مفاعيل القرارات التي تعتزم الادارة الاميركية والكونغرس اتخاذها، رغم ان الاميركيين بدورهم بادروا الى الرد باجراء استعراضي عبر ادراج رئيس المجلس التنفيذي للحزب السيد هاشم صفي الدين على لائحة العقوبات تزامنا مع تاجيل موعد اجتماع الوفد النيابي اللبناني في وزارة الخزانة الاميركية، ما حمل اكثر من دلالة”.
وفي سياق متصل رأت أوساط سياسية لصحيفة “الراي” الكويتية ان “حزب الله قرأ جيداً الرسالة التي شكّلها تزامُن إعلان واشنطن والرياض عشية قمم الرياض وضْع رئيس المجلس التنفيذي لحزب الله هاشم صفي الدين على لائحة الإرهاب، وهو رفع سقف المواجهة الكلامية مع واشنطن ودول الخليج التي توجّه اليها صفي الدين بهجوم لاذع”، مؤكدة ان “الإدارة الأميركية حين كانت على حالها وأوضاعها لم تتمكن من النيل من المقاومة وبالتالي فإن هذه الإدارة الأميركية المعاقة والمجنونة بقيادة ترامب، لن تتمكّن من المقاومة”.

اقرأ أيضاً: أميركا والسعودية توثّقان تحالفهما بعقوبات مشتركة ضد حزب الله

واشارت الأوساط إلى أن “أزمة قانون الانتخاب الجديد في لبنان ستكون بعد قمة الرياض امام دينامية مختلفة يفرضها أيضاً بقاء أقلّ من شهر على انتهاء ولاية البرلمان في 20 حزيران المقبل وارتسام شبح الفراغ في مجلس النواب”، مضيفة:”اذا كان حزب الله يخوض معركة شرسة لإقرار قانون جديد على قاعدة النسبية الكاملة التي نجح في استدراج الجميع اليها باعتبار انها المدخل الوحيد لاستيلاد القانون، فإن المعركة الموازية التي يقودها ضدّ فراغٍ ولو لثانية في البرلمان لا تقلّ أهمية بالنسبة اليه، باعتبار ان القانون الجديد هو مفتاح التحكم بالسلطة وتوازناتها فيما منْع الفراغ هو خط دفاع أساسي بوجه اي مفاجآت خارجية قد تهبّ بعد انتهاء ولاية مجلس النواب ويمكن ان تهدّد بمعاودة تشكيل كعكة السلطة بموازين لا تخدم تطلعات الحزب”.

السابق
بالفيديو: رودولوف هلال يطلب يد حبيبته مباشرة على الهواء!
التالي
ترامب من تل أبيب: أتيت هنا لرأب العلاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل