الانتخابات في النبطية: نكتة أو محاولة تمرير كذبة

يروي سياسي قديم عن مساحة الحرية والديمقراطية خلال الانتخابات النيابية في النبطية؟ فاختصر العملية الانتخابية التي جرت وتجري بالقول :"هل هذه نكتة أو تحاول تمرير كذبة"؟

التغذية من الانقسام
يقول سياسي قديم من منطقة النبطية وهو أحد الذين تابعوا الانتخابات منذ عام 1992. ان البلد يشهد انقساماً طائفياً ومذهبياً حاداً ومن هذا الانقسام تغرف القوى السياسية السلطوية في النبطية وتتغذى منه ليستمر نفوذها وسيطرتها تحت حجة حماية الطائفة، إنها قوى تعيش من الانقسام وتقمع معارضيها تحت ذريعة خروجهم من المساحة الطائفية الخاصة.
ثم هناك السلاح غير الشرعي، الذي يستخدم داخلياً لإرهاب الآخرين، إرهاب يمنع أي كان في المنطقة أن يأخذ موقفاً يتعارض مع موقف حزب الله وحركة أمل ليس هذا وحسب بل يسعى الثنائي الشيعي إلى الضرب على الوتر العائلي وإن الثنائي يستخدم الخلافات العائلية لتثبيت السيطرة على البلدات.

اقرأ أيضاً: علي الأمين: على السلطات المعنية حماية المرشحين في مواجهة «الثنائي الشيعي»

وأشير بعد ذلك إلى عامل آخر، فهذه القوى هي أكبر وربما عمل في المنطقة (مقاتلين وعاملين في مؤسسات) ما يفرض على العاملين الالتزام بقرارات أصحاب العمل.
هل تريد أكثر؟ لقد حوّل الثنائي الشيعي بلديات المنطقة إلى هيئات تابعة لها لا مساحة حرية لها، قراراتها تخضع لموافقة القوى السياسية نفسها، كذلك الأندية والجمعيات التي تم السيطرة عليها والمثال نادي الشقيف. لقد وضع الثنائي الشيعي يده على كل مفاصل الحياة في المدينة. وبعد ذلك تأتي لتسأل عن الحرية في العملية الانتخابية؟
ولدى سؤاله عن تفاصيل العمليات الانتخابية أجاب: عام 1992، حاولنا أولاً العمل على تشكيل لائحة مستقلة عمادها السيد محمد حسن الأمين، حبيب صادق وحسيب عبد الجواد، لكنا فشلنا لسيادة نظرية أننا في مرحلة إنهاء الإقطاع الأسعدي وعلينا التعاون مع نبيه بري والحريري. وهكذا كان. في هذه الانتخابات ترشح أنور الصباح ونديم عسيران، لكن بالإضافة إلى ما تقدم جرت ضغوط شديدة على إقصائهما في صناديق الاقتراع، وجرى التهويل عليهما بوسائل مختلفة.

الانتخابات النيابية

الدور الإقليمي
أوضح ما حصل قائلاً: حتى الأسبوع الأخير بدت النبطية وكأنها فوق برميل بارود يمكن أن ينفجر في أية لحظة. والخلاف يتصاعد بين حركة أمل وحزب الله كنت في مركز حزب الله أناقش محمد رعد، أخبرته يومها أن القرار بيد العامل السوري، لكن رعد رفض كلامي وقال: بيننا أنهار من الدم، كيف يمكن أن نعود ونتحالف مع حركة أمل. لكن السوريين يومها استدعوا قيادة حزب الله وفرضوا التحالف بينهما.

شؤون جنوبية
وأضاف: في تلك المرة حاولنا مرة أخرى تركيب لائحة مستقلة تعتمد أساساً على حبيب صادق صاحب الحيثية الأساسية ويشكل قاعدة الاعتراض وتتوسع حوله، أذكر يومها، اقترح كامل الأسعد تشكيل لائحة مشتركة يرأسها حبيب صادق، ويومها أيضاً طرح محمد علي مقلد ضرورة تجميع كل الاتجاهات لمواجهة لائحة أمل وحزب الله لكن موقف الحزب الشيوعي كان موقف المنتظر في اللحظة الأخيرة كي يفي الثنائي الشيعي ويأخذ سعد الله مزرعاني على اللائحة. وبدا في تلك اللحظة وكأن لا معارضة جدية في تلك الانتخابات أعتقد أنه كان هناك فرصة فعلية لتأسيس نواة معارضة جنوبية في مواجهة القوى الطائفية الذي كانت في طور بناء سلطتها.
ولكن بعد ذلك وفي انتخابات 2000 و2005 و2009 اختلف الوضع وباتت الانتخابات بمثابة استفتاء لمواقف القوى السلطوية نفسها.

اقرأ أيضاً: حبيب صادق يروي ما جرى مع نبيه بري: محاولات محمومة للانتقاص من كرامة الآخر

سلبية المشاركة
لكن السياسي المذكور أشار إلى نقطة مهمة عندما تساءل: هل تعرف كيف تطورت سلبياً نسبة المشاركة في المدن؟ يمكن أن تراقب أن نسبة المشاركة في المدن الأساسية إلى تراجع. وأضاف: نتائج انتخابات 2016 البلدية تعطي صورة لإمكانية تراكم نضالي يؤسس لموقف معارض جدي لكن الثغرة الأساسية غياب طليعة قيادية، وأنتم في مجلة شؤون جنوبية أشرتم في العدد الخاص بالانتخابات البلدية إلى موقف اليسار الذي انتظر طويلاً كي يحصل على حصة ما في مجلس بلدي ما، ولم يخض معركة مستخدماً برنامجاً بلدياً بديلاً ومختلفاً عن برامج الأطراف السلطوية.

(هذه المادّة نشرت في مجلة “شؤون جنوبية” – العدد 163 – ربيع 2017)

السابق
نديم عسيران: لم أكن يوماً ضد الثنائية الشيعية أو ضد المقاومة ولكني ضد الفساد
التالي
باسم ياخور يسخر من ايفانكا: والحشا ديبة!