هل سيستبق حزب الله مفاعيل قمة الرياض وينسحب من سوريا؟

أكد البيان الختامي للقمة العربية الإسلامية الأمريكية التي تستضيفها المملكة العربية السعودية في الرياض، الأحد، بعنوان "إعلان الرياض" على الشراكة الوثيقة بين قادة الدول العربية والإسلامية وأمريكا لمواجهة التطرف والإرهاب، وإدانة مواقف النظام الإيراني العدائية وتدخلاته في الشؤون الداخلية للدول الأخرى وطبعاً بواسطة ذراعه الأيمن الممثل بحزب الله، إلى جانب الاستعداد لتشكيل قوة احتياط من 34 ألف جندي لـ"دعم العمليات ضد المنظمات الإرهابية في العراق وسوريا عند الحاجة".

وعليه، فنحن أمام احتمالين اثنين، الأول مثل سيناريو الأحداث الذي حصلت قبيل حرب تموز 2006 عندما اجتمعت آراء الدول العالمية والعربية مستنكرة وشاجبة تصرفات ومراهقات حزب الله وإيران تجاه العالم العربي والإسلامي، وبناء عليه، اجتاحت منطقة شرق الأوسط حالة من الاحتقان والتشنج إلى أن أعطى حزب الله وللأسف الذريعة لإسرائيل بالحرب الشاملة على حزب الله وأيّدتها حينها دول الخليج ومعظم الدول العربية بسبب الوضع الذي كان سائداً.

اقرأ أيضاً: قمة الحرب على داعش وإيديولوجية إيران في المنطقة العربية

وبناء على ما تقدم نجد أننا أمام هذا الاحتمال في قمة الرياض، وهي حرب شاملة على حزب الله وإيران بسبب تصرفاتهم الطائشة تجاه الدول العربية والخليج وتدخلاتهم في الشاردة والواردة وذلك بموافقة أمريكا والسعودية، ولكن غير واضح من سيقوم بهذه الحرب هذه المرّة.

أما الاحتمال الثاني الذي سينتج عن هذه القمة، هو استعداد دول الخليج وأمريكا لتحشيد العسكري بأفضل أنواع الأسلحة والإعلان الحرب على الإرهاب، وعلى موجبه الدخول إلى سوريا أولاً وطرد كل الإرهابيين عنوة بما فيهم حزب الله اللبناني والذي أدرجوه على اللائحة إفساحاً في المجال أمام التسوية القادمة والتي كما يظهر أن لا إيران ولا حزب الله ولا بشار الأسد سيكون لهم دور فيها إطلاقاً بتاتاً.

اقرأ أيضاً: أميركا والسعودية توثّقان تحالفهما بعقوبات مشتركة ضد حزب الله

وفي هذه الحالة، وبناءاً عليه، على حزب الله أن يعي هذا السيناريو وأن يخرج من سوريا بأسرع وقت ممكن دون قيد أو شرط أو حتى انتظار المغانم في الداخل اللبناني، وحرصاً على لبنان كما يقول عادة أنه حريص على لبنان وشعبه المقاوم، وأيضاً لسحب فتيل الحرب الشاملة عليه ومعه الشعب اللبناني الذي لا ناقة له ولا جمل، والعودة إلى لبنان ربما لإصلاح ما تمزّق من خطوط بين الأفرقاء، والسعي ربما لبناء وطن حرّ مستقل، ولكي لا نصل إلى القول الشهير: “لو كنت أعلم”.

السابق
زيارةٌ أم غارة؟
التالي
وهاب: الحريري يقف وراء كل الصفقات