تعليق الإضراب لا إيقافه و رمضان اختبار لجدية وعود المفتي والمشنوق

تزامنت زيارة وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق يوم الجمعة 19 أيار إلى طرابلس، مع تعليق الإضراب عن الطعام داخل السجون، فما الوعود التي تلقاها السجناء الإسلاميون والأهالي؟

بعد مضي أسبوع على إضراب الموقوفين الإسلاميين عن الطعام بغية المطالبة بالعفو العام، تمّ تعليق هذه الخطوة يوم الجمعة 19 ايار في سياق الجولة التي أقامها وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق في طرابلس.

إذ أعلن المشنوق أنه سيتمّ تشكيل لجنة مشتركة لدراسة ملفّ الموقوفين الإسلاميين وإمكانية إجراء عفو عام، فيما توجه إليهم مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان واصفاً إياهم بالمظلومين. فخاطبهم قائلاً خلال افتتاح القرية الرمضانية على أرض دار الفتوى في فردان “نحن لم ولن نتخلى عن المظلومين”.
ليضيف “نطالب بقانون للعفو العام شامل كلّ القضايا، ولا يجوز أن يكون فيه استثناء موقوف دون آخر”.

هذه المواقف جميعها، دفعت الموقوفين إلى تعليق إضرابهم، على أن يتم في القريب العاجل تشكيل لجنة حقوقيّين تضم ممثلين عن رئاسة الحكومة ودار الفتوى وأهالي المعتقلين، لتسهيل عمل المحاكم وإعادة النّظر بالملفات وتسريع إخلاءات السّبيل والنّظر في الحالات الصحيّة وموضوع كبار السن وغيرها.
فكيف ستتم متابعة قضية الموقوفين الإسلاميين؟ وهل تراجع السجناء عن المطالبة العفو العام؟

في هذا السياق أكّد الممثل عن أهالي المعتقلين الإسلاميين الشيخ أحمد الشّمالي متحدثاً باسم حملة دعم إصدار قانون العفو العام لـ”جنوبية” أنّهم طالبوا “وزير الداخلية نهاد المشنوق بأن تتبنى المرجعية السياسية والدينية قضية السجناء الاسلاميين وتطالب بإصدار قانون العفو العام عنهم، وهذا ما حصل فقد أعلن المشنوق من منصة دار الفتوى أنّ الرئيس الحريري والمفتي دريان ملتزمان بإقرار العفو العام وقال أيضاً أنّ الرئيس الحريري والمفتي طلبا منه إبلاغ الأهالي التزامهما كل جهد للوصول إلى عفو عام يحقق العدالة ويرفع الظلم”.

وأضافً “اتفقنا معه أيضاً على تشكيل لجنة حقوقية ، لتسهيل عمل المحاكم وإعادة النّظر بالملفات وتسريع إخلاءات السّبيل “.

ولفت الشمالي إلى أنّه “على إثر هذه المستجدات تمّ تعليق الإضراب عن الطّعام لما بعد شهر رمضان بانتظار تحقّق النتائج عملياً، وفي حال لم تنفذ هذه الوعود سيستأنف السجناء إضرابهم عن الطعام حتى الحرية أو الموت”.

وأوضح الشمالي أنّه “هناك إتفاق وإجماع بين السجناء من جهة والأهالي من جهة ثانية على تعليق الإضراب إلى ما بعد رمضان وليس إيقافه، وهذا الأمر تم تأكيده البارحة عندما قمنا بزيارة السجناء حيث جلسنا مع ممثلين عنهم”.

وختم مؤكداً “نحن كأهالي مستمرون في تحركاتنا وأعمالنا حتى تحقيق مطالبنا كافة، وعلى رأسها عفو عام عن كل أبنائنا دون إستثناء، ولن نقبل بأي عفو يستثنى فيه أحد من أبنائنا، كما وإننا سنتابع موضوع اللجنة القانونية في الأيام المقبلة مع الداخلية ودار الفتوى، وهذا لن يكون على حساب المطلب الأساس، وهو إصدار العفو العام، بل بالتوازي معه كما اتفقنا معهم”.

هذا وأشار أحد السجناء في مبنى رومية لـ”جنوبية” أنّ “الإضراب تمّ تعليقه بعد أن صرحت المرجعية الدينية والسياسية وعلى رأسهم الموقف المتميز والمطمئن لسماحة المفتي والذي أشعرنا أننا لسنا أيتاماً وأنّ مرجعيتنا لن تتخلى عنا وأنهم فتحوا لنا قلوبهم وسمعوا همومنا ولا نشك أنّهم كانوا يعملون بصمت ونقدر الظروف والتجاذبات السياسية في البلد إلا أنّ ما صدر من مواقف جعلنا نطمئن لهذا التبني ونعلق الإضراب على أساسه”.

إقرأ أيضاً: حزب الله والإسلاميون في خندق واحد لإقرار قانون «العفو العام»

موضحاً في تعليق له على الوعود التي تلقوها من الوزير المشنوق أنّها ” كانت واضحة ومعلنة ونحن منذ البداية كان مطلبنا التبني العلني لقضيتنا من مرجعيتنا الدينية والسياسية، والوزير المشنوق مشكوراً زار سماحة المفتي وخرج من هناك بمواقف جريئة ومطمئنة وجاء بعده موقف سماحة المفتي فأكّد على الأمر وطالب بالعفو العام وإخلاء السجون، وكذلك ما نقله لنا العميد شعبان عن وزير الداخلية والتأكيد على المواقف التي صدرت كل ذلك كان من ضمن الوعود ومحل ثقة من قبلنا”.

وأكّد السجين أنّهم يثقون بهذه الموافق لافتاً إلى أنّ “أيّ  علاقة تفاوضية لا تُبنى على الثقة ستفشل حتماً وكذلك التحرك الشعبي ودور الأهالي الذي واكب الإضراب يؤكد أنّ لنا سنداً ومرجعية دينية وسياسية وشعبية لن تتنازل عن حق أبنائها بنيل العفو العام وطي صفحة الماضي”.

إقرأ أيضاً: خيبة المساجين الاسلاميين من «القيادة السنية» ودعوات للتظاهر في طرابلس

أما فيما يتعلق بالخطوات اللاحقة من قبلهم كسجناء فقد أشار لنا إلى أنّ “الخطوات اللاحقة تنقسم لشقيّن الأول دور السجناء وهو تثبيت جو الهدوء والاستقرار والمحافظة على العلاقة المميزة بينهم وبين إدارة السجن حتى يسود الهدوء في هذه الفترة التي يتخللها شهر رمضان المبارك والتأكيد على استمرار التواصل مع الجميع وخاصة المرجعية الدينية من خلال الزيارة الدورية التي يقوم بها كل يوم جمعة أحد مشايخ دار الفتوى للسجن حيث يقول خلالها للسجناء ما يطمئنهم ويؤكد على تثبيت الضمانة التي تم أخذها من المرجعية الدينية والسياسية، أما الشق الأخر فهو دور الأهالي الكرام وفعاليات التحرك التي ساندتنا خلال الإضراب من خلال الزيارات والتأكيد على ما تم أخذه من ضمانات. وكذلك متابعة قضية اللجنة المزمع تشكيلها قريباً والتي تكلم عنها الوزير المشنوق والقيام بأي خطوة تصب في تحقيق الضمانات التي أدت لتعليق الإضراب”.

وأردف مشدداً “على كل حال نحن علقنا الإضراب عن الطعام ولم نوقفه، وبالتالي في حال لم تتحقق الوعود سنعاود الإضراب حتى نيل الحرية”.

السابق
وزير الخارجية الأردني: نرفض وجود حزب لله أو داعش على حدودنا
التالي
فورين بوليسي: سوريا لم تعد موجودة والأسد رئيس صوري لا يتمتع بسلطة روسيا