هل يُخشى من اللاجئين السوريين أمنيّاً؟

اللاجئون السوريون
اضافة الى العبء الاقتصادي، يشكل النازحون بالنسبة للبنان بالذات، قنبلة أمنية. نظرا لوضعه الامني الهشّ، وللتجربة الفلسطينية المريرة السابقة. فهل ستحتاط السلطات الأمنية للامر؟

الاحصاءات تتحدث عن مليون ونصف مليون لاجئ سوري مقيم في لبنان كرقم رسميّ، لكن وبحسب إحصاءات أخرى اكثر توسعا، قد يصل العدد الى مليونين ونصف تقريبا بشكل أكثر دقة.
مما يعنيّ ان ما نسبته 100 ألف شاب من بين النازحين هم بصفة مقاتل خفيّ، كون هؤلاء المئة، قد أدوا الخدمة العسكرية في سوريا قبيل اندلاع الاحداث وهجرتهم الى لبنان منذ ست سنوات.
فعلى من سيكون الخطر القادم؟ ولصالح من سيلعب هؤلاء كقوة نائمة في حال حصول أيّ تحرك داخلي، خاصة ان التوتر بين القوى السياسية قد يفجّر الوضع في لحظة فالتة، فمن سيستفيد منهم؟

اقرأ أيضاً: قرارات بلدية ضدّ النازحين السوريين في كفررمان

فهم إن شكلوا قوة بيد القوى الإسلامية السنيّة المتطرفة، فهذا يعني مشكلة كبيرة في الشمال وإقليم الخروب وصيدا، بوجه حزب الله أولا، والشيعة ثانيا.
اما اذا كانوا أداة بيد حزب الله، فهم سيشكّلون خطرا على القوى الأخرى كالسنّة مثلا، في مكان اقامتهم، حيث سيكونون عين الحزب على التيار الحريري، وتيار أشرف ريفي وعلى مختلف القوى المناهضة للحزب.
والخطر الأكبر يكمن في حال استفادة النظام السوري منهم، حيث سيديرهم وسيحرّكهم لزعزعة الاستقرار في لبنان، وإثارة القلاقل، بشكل غير مباشر في محيط انتشارهم كصبرا، والضاحية الجنوبية لبيروت، والبقاع، والجنوب.
كما ان العدو الاسرائيلي قد يستفيد من الاوضاع المأساوية الاقتصادية لهؤلاء فيساعدونه، نتيجة الاغراءات المادية، على نشر الفوضى في اماكن محددة واستهداف قيادات مؤيدة للحزب او قريبة منه.
فكيف سيكون عليه الحال، في سلسلة افتراضات واحتمالات لما سيؤول إليه الوضع في لبنان في حال تحركوا نحو فئة محددة؟
فبحسب موقع “ليبانون ديبايت”، ان أزمة النّازحين السّورييّن التي يحمل البقاع همّها أكثر من غيره من المناطق اللبنانية – كونه على تماس جغرافي مع سوريا- هو عرضة لهذا الفلتان أكثر من بقية المناطق، وخاصة مع تغلغل عدد كبير من اللاجئين الى خارج المخيّمات، وداخل القرى البقاعيّة، مع ملاحظة تأثير ذلك على ابناء المنطقة، مما يؤدي الى حصول احداث أمنية، تهدّد أمن وسلامة البقاع وناسه.
لذا، السلطات الأمنية مطالبة بإعادة تفعيل الخطة الأمنية البقاعية، ووضع حد لتفلت السلاح، ووقف الرخص غير المنظمة، لان السلاح موجود في كل بيت. مع العمل الجديّ على توقيف كل لاجئ لا يحمل اوراقا ثبوتية من المفوضية العليا للاجئين، الامر الذي سينعكس إيجاباً على الوضع في المنطقة برمّته، وهذا كله يتطلب تعاون الأجهزة الأمنية بشكل جدي، وضبط الأمن، مع تفعيل دور العناصر الأمنية المخابراتية القوي.
وكانت صحيفة “السياسة” الكويتية قد ذكرت انه في الآونة الأخيرة اندلعت بعض المناوشات المسلحة بين لاجئين سوريين وعناصر من سرايا المقاومة، في إحدى ضواحي العاصمة بيروت، تنبئ بأزمة وبعواقب خطيرة على هيكلة الوضع الاجتماعي والسياسي والاقتصادي.
ويشير مراقبون إلى خطورة الوضع حيث يعتبر الامر خطير جدا، خاصة مع انتشار خلايا نائمة بين النازحين السوريين، مستعيدين بذلك من التجربة الفلسطينية في لبنان خلال سبعينيات القرن الماضي، والتي أدت إلى الحرب الأهلية اللبنانية على مدى خمسة عشر عاما.
وكان اللاجئون السوريون قد استخدموا الأسلحة الخفيفة والمتوسطة، للرد على تظاهرة نظمها لبنانيون احتجاجا على ممارسات بعض السوريين، الأمر الذي دفع سرايا عناصر المقاومة الى الرد باطلاق النار في الهواء لإنهاء الأزمة.
وفق إحصاء لشركة “احصاءات لبنان”، فإن عدد السوريين الموجودين في لبنان يقدر بنحو مليون و800 ألف سوري، 40% منهم جاؤوا من مناطق غير خاضعة للنزاعات المسلحة كدمشق وحمص، للبحث عن فرصة عمل.


وبسبب وجود اللاجئين على ارض لبنان، انعكس الامر سلبا على اللبنانيين الفقراء حيث تم تسريح قرابة 13 ألف عامل لبناني، بسبب أجورهم المتدنية.
فالازمة لم تقف عند الحدود الاقتصادية، بل تعدتها للامورالأمنية، وهو ما يضرّ بلبنان، ويعيد كرة الحرب الأهلية بأيدي وتمويل عربيين.
وقد صرّحت ممثلة مفوضية الامم المتحدة لشؤون اللاجئين في لبنان ميراي جيرار في العام 2015 لـ”النهار” حول الامر، فقالت “ثمة مخاوف أمنية لدى اللاجئين، علما ان 80 % منهم هم من النساء والاطفال”. حيث “عانت المخيمات غير الشرعية والمنتشرة في البقاع والشمال، وتحديدا في المناطق الحدودية، من الازمة التي ضربت عرسال، ومن تداعيات النزاع السوري.
كما شكّلت جرس إنذار، ادى الى تعزيز الوجود المسلح في المناطق الحدودية في الشمال والبقاع، اضافة الى تعزيز التدقيق في الهويات.

اقرأ أيضاً: لتحويل أزمة اللاجئين السوريين من نقمة الى نعمة اقتصادية

وتدل الاحصاءات انه يتم توقيف غالبية اللاجئين لعدم قدرتهم على تجديد اقاماتهم بسبب انعدام امكاناتهم، وليس لاسباب ارهابية. ويشكل هذا الامر مؤشرا جيدا باعتبار انه يؤكد ان المخيمات غير الشرعية لا تحوي اسلحة”.

فهل ستُعاد كرة الحرب الاهلية مجددا بسبب الوجود السوري؟ ام ان ما يحكى لا يتعدى كونه فزاعة؟
ان غدا لناظره قريب…

السابق
حزب الله ينعى مقاتلين إثنين من عناصره
التالي
«يد الغيب» في إيران ورئيس جمهورية الريف