كيف سيتصرّف لبنان اذا طالت العقوبات الرئيسين عون وبري؟

كيف سيؤثر توسيع نطاق العقوبات الأميركية على لبنان اذا شملت كل من الرئيسين عون وبرّي، هل سيضطران الى الاستقالة؟

يحاول الوفد اللبناني النيابي والمصرفي الموجود في واشنطن كبح جماح العقوبات الأميركية بعد الأنباء التي تحدثت عن توجه الكونغرس إلى فرض تعديلات جديدة على مرسوم عام 2015 لفرض عقوبات مالية على “حزب الله”، قرارا بتوسيع نطاق العقوبات وتشديدها لتمثل شخصيات حليفة له منها قيادة عليا في “حركة أمل” وشخصيات مسيحية مقربة من التيار الوطني الحرّ تربطهم علاقة مالية بالحزب، سيكون الرئيسين ميشال عون ونبيه بري في أعلى سلّم القائمة وغيرها من أسماء متعاونة مع الحزب ستنعكس بشكل خطير على استقرار لبنان في حال تم بتّها بحسب ما أشارت ” صحيفة “فايننشال تايمز”.
وعلى الرغم من ذلك يُظهر “الكونغرس” تشددا حيال هذه الخطوة خصوصاً أن النقاشات الأميركية تذهب نحو التصعيد تجاه القطاع المصرفي أيضاً ورأس السلطة في لبنان.

اقرأ أيضاً: عقوبات قد تشمل عون وبرّي وصعوبة بمهمة الوفد الى واشنطن

سيما مع ما نقل أمس عن أن الكونغرس سيستقبل الوفد اللبناني لكن شيئا لن يتغير في قرار الولايات المتحدة بفرض عقوبات على لبنان.

قبل شهر عبّر الرئيس عون قلق لبنان الرسمي من إلحاق العقوبات ضررا كبيرا على لبنان وشعبه، وذلك بعد لقائه وفد مجموعة العمل الاميركية من اجل لبنان “تاسك فورس فور ليبانون”. وهو ما عكس آنذاك هواجس عون من أن تصحّ التوقعات ويندرج إسمه وأسماء شخصيات مسيحية أخرى في تياره في لائحة العقوبات.

ولكن ماذا لو صحّت هذه التوقعات وشملت “اللائحة السوداء” كل من الرئيسين عون وبرّي، كيف سيؤثر هذا القرار على سير العمل الرئاسي والحكومي؟ وهل سيبقى رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب في منصبيهما أم سيضطران الى الاستقالة؟ وما معنى توسيع نطاق العقوبات سياسيا؟

وفي هذا السياق، رأى الأستاذ في القانون الدولي في الجامعة اللبنانية الدكتور خليل حسن في حديثه لـ “جنوبية” أن “كل ما يتردّد يوضع في إطار التهويل أكثر من انه واقع سياسي وقانوني، باعتبار أن لبنان لديه مظلة اقليمية دولية ومطلوب منه التهدئة، حتى لو يحصل في من حين إلى أى آخر بعض الإستفزازات الأمنية والسياسية”.

وأشار إلى أن “في حال صحة الأنباء فهذا يعني زوال الغطاء الأميركي عن لبنان ما سيؤدي حتما إلى اصطدام داخلي”. لافتا إلى أنه في إعتقاده أن “لبنان مغطّى دوليا وخاصة اميركيا، إلّا إذ كانت قمّة ترامب في المنطقة ستغير وجهته ولكن اكد على أنه يستبعد هذا الأمر”.

وقال حسن أن “للبنان دورا وظيفي أكثر من انه عامل يحرّك السياسة الأميركية في المنطقة، لذا من المستبعد أن تصل الأمور إلى هذا الحدّ بأن تطال العقوبات مفاصل الحكم حليفا “حزب الله” الرئيسين ميشال عون ونبيه بري . فلا شك أن أميركا لا تفوّت فرصة لزعزعة الأمور والضغط على الحزب لكن دون أن تصل إلى تفجير الوضع الداخلي والذهاب نحو المجهول”.

كما اشار إلى أنه “عادة لا تستهدف العقوبات أشخاصا بقدر ما تطال مؤسسات فاعلة ولها تأثيرها في لبنان والمنطقة وحتى لو فرضت العقوبات على شخصيات رفيعة المستوى في لبنان فانها حتما لن يكون لديها تأثير على الوضع الاقليمي”. وأضاف “فهناك فرق شاسع بين العقوبات التي تفرض على لبنان والتي فرضت على روسيا وإيران، وذلك بحجم التأثير لأن لبنان لا يمتلك مؤسسات تتحكم بالسياسات الخارجية وليس له دور إقليمي يؤثر على موازين القوى”. موضحا أنه “وفي حال حدوثها تاثيرها سيكون محدودا في الداخل كموجة العقوبات الأولى”.

اقرأ أيضاً: قصة العقوبات المالية الاميركية على حزب الله ومسارها

وخلص حسين بالتأكيد على أن “الضغوطات الأميركية لا تصل إلى حدّ إزاحة الرئيسين عون وبري، مشيرا إلى أنه الرئيس السابق إميل لحود كان معروفا بموقفه السلبي ضدّ أميركا إلا أنه إستمر في حكمه. لافتا إلى أن الضغوطات تصل في حدها إلى التضييق الدبلوماسي”.

السابق
تهديدات ومحاولات ابتزاز انتخابية في ايران بين روحاني ورئيسي
التالي
هاشم صفي الدين على لائحة الإرهاب السعودية