تهديدات ومحاولات ابتزاز انتخابية في ايران بين روحاني ورئيسي

الانتخابات الايرانية
خامنئي بين نارين.. فلمن ستكون كلمة الشعب لرئيسي المتشدد أو لروحاني الإصلاحي؟

منذ الصباح الباكر توجّه ملاييين الإيرانيين، اليوم الجمعة، إلى صناديق الاقتراع للاذلاء بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية، المحصورة بينرجل الدين المحافظ إبراهيم رئيسي، الملقب بـ “آية الله الإعدامات” وبين الرئيس الإصلاحي حسن روحاني المنتهية صلاحيته والطامع في تجديد فترة حكمه ثانية.

اقرأ أيضاً: «يد الغيب» في إيران ورئيس جمهورية الريف

وقد فتحت مكاتب الاقتراع الساعة أبوابه الساعة 3:30 (بتوقيت غرينتش) متيحا للناخبين بالإدلاء باصواتهم.

حيث بدا الإقبال قويا في العاصمة طهران، واصطف الإيرانيون بالطوابير الطويلة وفق المشاهد التي نقلها التلفزيون الوطني.

كان المرشد خامنئي من أوائل الزعماء السياسيين والدينيين الذين أدلوا بأصواتهم، من منزله، ودعا مواطنيه إلى التصويت “بكثافة وفي أبكر وقت ممكن”، وقال للتلفزيون الرسمي قبل إدلائه بصوته: “مصير البلاد بين أيدي الإيرانيين الذين يختارون رئيسا للسلطة التنفيذية”.

وتغلق مراكز الاقتراع أبوابها الساعة السادسة مساء (13:30 بتوقيت جرينتش)، وإن كانت السلطات تمدد عادة ساعات التصويت، حيث قالت وكالة أنباء فارس إن إجراءات الفرز ستبدأ في منتصف الليل، ويتوقع الإعلان عن النتيجة خلال 24 ساعة من غلق مراكز الاقتراع.

وقد أصدر 156 عضوا في برلمان الأوروبي قبيل الانتخابات بيانا مشتركا إنتقدوا فيه سير العملية الانتخابية بأنها غير عادلة وغير حرّة بما انها لا تسمح للمعارضين بالمشاركة فيها إضافة تبعية مجلس صيانة الدستور إلى المرشد الأعلى الذي يعين أعضاؤه.
إلى ذلك واجهت الحملات الانتخابية خلال الأيام الماضية إتهامات بالفساد المالي، بين المرشحين من رجال الدين عدا عن التهديدات المتبادلة بنشر تسجيلا ت ووثائق تفضح التواطؤ مع الدول الغربية.
إذ طغت هذه الأجواء على المناظرة التلفزيونية الأخيرة، بين مرشحي الرئاسة الإيرانية يوم الجمعة الماضية، وقد اتهم روحاني خصومه بتقديم الرشاوي المادية من اجل كسب الاصوات فيما اتهمه المرشح المحافظ قاليباف بأنه يمثل “حكومة الأثرياء فقط.
رفع روحاني حدّة خطابه هذا الأسبوع مؤكداً أن الخيار في الاقتراع هو بين المزيد من الحرية وبين القمع. واتهم “روحاني” خصومه المحافظين بالرغبة في العودة إلى سلطة شخصيات “الحكومة السابقة”، في إشارة إلى الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد الذي تولى الرئاسة بين عامي 2005-2013. وقال “هم، مثل الحكومة السابقة، يريدون توزيع المال لشراء الأصوات؟


كما هدد المرشّح، إبراهيم رئيسي، منافسه روحاني، بنشر تسجيل صوتي له، دون التصريح عن مضمونه.
كما ادعى رئيسي أن منافسه روحاني اعتمد سياسة “مسايرة الغرب”، مطالباً إياه بالكشف عن مضمون المفاوضات التي أجراها مع الدول الأجنبية، معتبراً أن اتفاق روحاني النووي الذي أشاد به لفترة طويلة مع القوى العالمية، لم يجلب شيئاً لإيران.
وناهيك عن الفضائح والفساد شهدت الانتخابات الإيرانية انسحابات مفاجئة، ربما يكون لها دور في تغيير وجهة التصويت. وقد حصر انسحاب النائب الأول للرئيس الإيراني والمرشح للانتخابات، إسحاق جهانغيري، من السباق الرئاسي لصالح حليفه روحاني، وقبله انسحاب عمدة طهران، محمد باقر قاليباف، لصالح المتشدد رئيسي، المنافسة بين القطبين حسن روحاني، المدعوم من الإصلاحيين، وإبراهيم رئيسي، المدعوم من التيارات المحافظة والمتشددة والتي هي بدورها مدعومة من قبل المرشد الأعلى علي خامنئي. مما سيجعل انسحاب هذين المرشحين المنافسة حاسمة وقوية.

اقرأ أيضاً: الانتخابات الايرانية 2017: الاقبال الكثيف يصعّب التكهّن بالنتائج

ويرى محللون ان هذه الانسحابات المفاجئة جعلت خامنئي حائرا واقعا بين نارين تأييد رجله في القضاء ومجلس خبراء القيادة، إبراهيم رئيسي أكثر المقربين له والتزاماً بمبادئ النظام ومن أكثر الشخصيات حفظاً لأسراره. والخيار بينه وبين روحاني طمعا بإستمرار الاتفاق النووي واستكمال رفع العقوبات عن إيران في ظل هذه الظروف الضاغطة.

ويرى العديد من الإيرانيين المشاركة في الاستحقاق الرئاسي خيارا بين السيئ وما هو أسوأ، لإفتقارها إلى أدنى معايير النزاهة والمنافسة الديمقراطية كون المرشحين جميعا من الفئة الحاكمة.

السابق
On the second coming and the manufacturing of Shiite extremism
التالي
كيف سيتصرّف لبنان اذا طالت العقوبات الرئيسين عون وبري؟