الانتخابات الايرانية 2017: الاقبال الكثيف يصعّب التكهّن بالنتائج

التوازن بين مرشد محافظ، ورئيس اصلاحي يقدّم صورة عن المجتمع الايراني. اما ان يكون الرئيس والمرشد من التوجه المحافظ نفسه، فما الذي سيحدث في اللعبة الداخلية لجهة صوت المعارضة، وبالضغوطات الغربية والعربية على النظام؟

المواجهة الإيرانية دوما كانت ثنائية، بين الإصلاحيين والمحافظين. لكن “بيضة القبان” تبقى للمرشد الاعلى علي خامنئي، راسم السياسة الايرانية بكافة اوجهها.

بانتظار يوم غد السبت، يتهافت الايرانيون الى مراكز الاقتراع التي افتتحت باكرا، وكان اول المقترعين المرشد السيد علي خامنئي الذي يدعم المرشح ابراهيم رئيسي، بمواجهة الرئيس الحالي المنتهية ولايته حسن روحاني.
فيعد انسحاب بقية المرشحين من الجهتين والخطين، والابقاء على كل من “مصطفى ميرسليم” عن حزب المؤتلفة المحافظ، و”مصطفى هاشمي طبا” الاصلاحي سوى لتقديم الصورة الديموقراطية والمظهر العام للعملية الانتخابية. كما قال الخبير في الشؤون الايرانية الاعلامي حسن فحص لـ”جنوبية”.

اقرأ أيضاً: من يكسب في انتخابات إيران: العقلانية أم الشعبوية؟

حيث وضع المرشد الاعلى علي خامنئي، كل ثقله لايصال مرشحه السيد ابراهيم رئيسي الى السلطة. فـ”الارياف والمدن الصغيرة تجنح نحو اختيار رئيسي، مقابل توجه المدن الكبرى والعاصمة طهران الى منح روحاني اصواتها”.

ويتميّز خطاب روحاني، بحسب فحص، بأنه “الاقرب الى العقلانية في مختلف الأبعاد الإقتصادية والسياسية والإجتماعية والثقافية”. وهو “على العكس من خطاب ابراهيم رئيسي الذي يُعيد انتاج خطاب الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد، وبالأدوات نفسها التي انتجته سابقا”.

ويعتقد فحص أن”التقديرات واستطلاعات الرأي المحايدة تذهب الى الاعتقاد بامكانية فوز حسن روحاني من الجولة الاولى”. ولكن “من الصعب ترجيح كفة أيّ من المرشحين للفوز قبل الانتهاء من عملية الاقتراع وفرز الاصوات”.

بالمقابل، يرى المُحلل السياسي محمد شري، ان “الاقبال الكثيف، والمعركة حامية، والتوازن كبير بين القوتين، واستطلاعات الرأي متحرّكة، اذ من الصعب حسم المعركة النتيجة منذ الان، ونحن لا زلنا في منتصف النهار”. ويتابع شري، بالقول “إيران تفاجأنا دوما، والفروقات متقاربة، فالاستقطاب كبير”.

ولكن هل من الممكن ان يصل المرشح رئيسي الى سدّة الجمهورية؟ برأي شريّ “من الممكن لأن رئيسي شخصية مركزية في القضاء، وفي مجلس الخبراء، وموقعه في حرم الامام الرضا معروف، وهو شخصيّة محببة، وله مساهمته في مساندة الفقراء. لذا قد يختاره أبناء الأطراف والأرياف”.
فهل يشبه رئيسي في شخصيته أحمدي نجاد الرئيس السابق في تواضعه؟ يرى شريّ أنه “ليس على طريقة الرئيس السابق أحمدي نجاد، بل هو اكثر ركوزا، وكان يهتم بالناس”.

ولكن ما هو السرّ في ان روحاني، ورغم انه جزء من النظام، يعتبره المراقبون الغربيون ان في فوزه نصر للمعارضة؟ يقول شري ان “السلطة استمرارية للمرحلة التي حكم بها. وهو جزء من النظام، علما ان المعارضين هم أقرب إليه، كما يختاره الوسطيون لمواجهة المحافظين، اما الكتلة الانتخابية الاساسية في ايران فتؤيده”.

اقرأ أيضاً: «الديمقراطية» في إيران

ويلفت شريّ، بالقول “وهنا السرّ في الانتخابات الايرانية، وقد يعود حسن روحاني كما هي حصل مع كل من الرئيسين خاتمي ورفسنجاني الاصلاحيين”.

ويختم شري، الاعلامي والمحلل السياسي، بالقول”الصورة غير واضحة، ولا يمكن ان نعرف النتيجة قبل فتح الصناديق مساءا، حيث الانتخاب إلكتروني لـ56 ناخب. فمساء اليوم، الجمعة، ستعلن النتيجة”.

ويبقى ان نقول ان نجاح الانتخابات في ايران هو نجاح للعملية الديموقراطية، ونصر داخلي للنظام، الذي يظهر انه يقوم بتداول السلطة بين الاصلاحيين والمحافظين، وان كان ضمن خط ولاية الفقيه نفسه.

السابق
«يد الغيب» في إيران ورئيس جمهورية الريف
التالي
On the second coming and the manufacturing of Shiite extremism