عرض مالي سخي من «حزب الله» إلى «النصرة».. فهل تنجح الصفقة وتنجو عرسال من المعركة؟

لا يزال موضوع إنسحاب "حزب الله" من السلسلة الشرقية يتفاعل.. وجديده ما يتداول عن عرض مالياً سخياً من حزب إلى "جبهة النصرة" للانسحاب من جرود عرسال.

قبل أسبوع أعلن الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله أن الحزب بدأ يفكك مواقعه في جرود  السلسلة الشرقية لجبال لبنان، بعد إنتهاء مهمة المقاتلين هناك. ليعيد بذلك مسؤولية تلك المنطقة إلى الدولة وجاء هذا التصريح المفاجئ في الذكرى السنوية الاولى لاغتيال مصطفى بدر الدين.

وبالفعل، باشر”حزب الله” في اليوم الثاني التنفيذ فقد نقلت قناة “المنار”  بسحب قواته وتسليم الجيش اللبناني المواقع العسكرية الواقعة غرب بلدة الطفيل وجرود بريتال وحام ومعربون في السلسلة الشرقية للبنان وذلك بحسب ما نقلت قناة “المنار”.

إقرأ ايضًا: ماذا يعني انسحاب حزب الله من الحدود وبقاؤه في العمق السوري؟

ولكن فكفكة حزب الله لقواعده في جرود السلسلة الشرقية وتسليم الأمور في هذه البقعة الحدودية الى الجيش اللبناني، ارخى بظلاله على الساحة المحلية. إذ حمل الكثير من التأويلات والتحليلات من حيث الأسباب التي دفعت بالحزب إعلان انسحابه.  ولم يستبعد متابعون لهذا الملف أن تكون خطوة حزب الله إستباقية لإنسحاب تدريجي من الاراض السورية بقرار اميركي روسي يقضي بإنهاء دور الحزب وايران في المنطقة تمهيدا للحل السياسي.

وبحسب مصدر “الجمهورية” إن “انسحاب” حزب الله “من الجزء الشرقي نتيجة للتطورات في الميدان، بعد أن أصبح على تماس مباشر مع الجيش السوري على الطرف الآخر من الحدود، وهو مما أدى إلى انخفاض الحاجة إلى تواجد الحزب في على هذه السلسلة، سيما أنها خسّرت الحزب حوالي ثلاثة الاف مقاتل منذ تاريخ تدخله في سوريا.

 

ناهيك، عن الضغط على الجانب اللبناني لنشر الجيش الشرعي على جميع الحدود الشرقية وذكك ضمن الخطة الاستراتيجية الأمريكية الروسية لتقييد “داعش” ضمن الحدود السورية. وعلى هذا الأساس، أجرت القيادة اللبنانية اتصالات رفيعة المستوى مع حزب الله، بشأن تسهيل عمل الحكومة وعدم إحراجها في ظل الوضع الإقليمي الحالي.

إقرأ ايضًا: ضغوطات تجبر «حزب الله» على الإنسحاب من سوريا

والجديد، في هذا السياق ما نقلته “المستقبل” عن تفاوض جدي يجريه الحزب مؤخرا مع جبهة النصرة بهدف إقناعهم بإخلاء عناصره من السلسلة الشرقية عبر جذبهم بواسطة إغراءات لقادة هذه المنظمة في سبيل سحب مقاتليهم من جرود عرسال  مقابل عرضاً مالياً سخياً.

وبحسب معلومات موثوقة، ذكرت ” المستقبل” أن المفاوضات بين حزب الله و”النصرة” قطعت شوطا كبيرا إلى الأمام يمكن أن تؤدي إلى نتائج إيجابية في المستقبل القريب.

إلا أنه لا تزال منطقة جرد “رأس بعلبك” تقلق حزب الله إذ يسعى لإيجاد حلول من خلال قنوات التفاوض غير المباشرة مع تنظيم الدولة الإسلامية، بهدف إقناعه بتفكيك قواعده في تلك المنطقة، في ظل خوف الحزب المتزايد من أن فشل انسحاب عناصر “داعش” من رأس بعلبك يؤدي بنهاية المطاف إلى اندلاع اشتباكات عسكرية معها تصل شرارتها إلى القرى الحدودية المتاخمة لتلك المنطقة.

السابق
بالصورة: من هو وليد جنبلاط الذي تمّ توقيفه على الحدود؟ّ
التالي
القبض على كبار تجار المخدرات في الضاحية الجنوبية وضغوطات