ترامب سيشكّل «ناتو أميركي اسلامي» مع السعودية لمجابهة ايران

تتجه الأنظار إلى القمة الإسلامية – الأميركية التي ستنعقد في السعودية بحضور الرئيس الاميركي دونالد ترامب، في ظلّ الحديث عن العمل على تشكيل "ناتو عربي إسلامي سُني" في مواجهة النفوذ والتمدّد الإيراني في الشرق الأوسط.

تتحضر المملكة العربية السعودية للإعداد للقمة العربية الإسلامية – الأمريكية، المقررة فى 23 من أيار الجاري فى الرياض، والتى سيشارك فيها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، فى أول جولاته الخارجية منذ تسلمه منصبه في البيت الأبيض إهتماما دوليا وعربيا خصوصا لجهة ما سيتم تناوله في القمة المرتقبة من مستقبل التعاون الأمريكي مع دول العالم الإسلامي فى مكافحة تنظيم «داعش»، والحرب على اليمن، والنار المشتعلة في سوريا، والبند الأخير ولأهم ومواجهة المد الإيراني والحرب التى تخوضها طهران فى العراق واليمن وسوريا.

اقرأ أيضاً: اتصال ترامب بسلمان: هل حان موعد تحجيم إيران؟

وسط هذه الاجواء أفاد موقع “ديبكا” الاستخباري الإسرائيلي، أن ترامب سيعلن من المملكة عن تشكيل ما أسماه “ناتو عربي إسلامي سُني”، وهو ما يجعل إيران التي تنشغل حاليا بالإنتخابات الرئاسية بترقّب أعمال للقمة الأميركية – الإسلامية، إذ ترى أنه في حال شكل جيش عربي – إسلامي، فإنه سيكون جيشا سنيا هدفه الرئيسي ليس محاربة “داعش”، إنما محاربة الشيعة في إيران والعراق وسوريا وحزب الله.

فماذا تخبئ هذه القمة لمستقبل إيران في الشرق الأوسط؟ وما الجديد لتغير التدريجي لسياسة ترامب تجاه السعودية، سيما وأن العلاقة بين البلدين منذ ما قبل وصول ترامب إلى البيت الأبيض يشوبها توترا بسبب هجومه الدائم عليها؟

وفي هذا السياق، كان لـ “جنوبية” حديث مع الباحث والكاتب السياسي الدكتور حارث سليمان رأى فيه أن “الكلام عن تشكيل ناتو عربي إسلامي سني في القمة الإسلامية – الأميركية هو أمر مبالغ فيه”.
وعن خطاب ترامب المعادي للإسلام قبل توليه الرئاسة الأميركية أشار إلى أن “الرئيس الأميركي ليس لديه شيئا ضدّ الإسلام كدين وجماعة بشرية، أما تصريحاته فكانت موجهة ضد بعض ممارسات مسلمين وضد تنظيمات تابعة للاسلام السياسي، واليوم يجري العمل في سياق وضع حدّ لها”. مشيرا إلى أنها “سياسات وليس ايدولوجيات، فالدول الكبرى لا تخطط وترسم سياساتها بحسب أمزجة رؤسائها، بل تمتلك دائما مؤسسات تسمّى الدولة العميقة التي ترسم السياسات وتتخذ القرارات وتعرضها على رأس الهرم في السلطة السياسية. فكل ما أصبحت الدولة كبيرة كلما ضاق حيز الخيارات الشخصية”.

وعن سياسة الإدارة الأميركية في الشرق الأوسط قال سليمان إنه “كان في بادئ الأمر رأس الأولويات لدى أميركا وضع حد لنشاط إيران النووي ومنعها من انتاج سلاح ذري عبر عقد إتفاق للحد من انتشار الأسلحة النووية، على مستوى موازٍ فرضت إيران سياسة تدخل خارجي ونفوذ في دول الشرق الاوسط مثل اليمن وسوريا والعراق ولبنان”. وتابع قائلا ” أن اميركا الان لن تقبل بإستمرار سيطرة النفوذ الإيراني لذا فهي تستكمل اليوم توجهها بعدم السماح لإيران إنتاج الأسلحة النووية، بأمر اضافي وهو مواجهة استباحة ايران للحدود العربية والهيمنة على بعض دولها”.

مضيفا “وبالتالي هذا المؤتمر أعدّ بهدف محاصرة النفوذ الايراني وحصره في حدود ايران نفسها ووقف تدخلها في بلدان الشرق الاوسط”.

اقرأ أيضاً: قرار ترامب ضد إيران.. للحد من نفوذها التوسعيّ في المنطقة

كما أكّد سليمان “على أن الولايات المتحدة ترسم أولوياتها وبالتالي من المبكر قراءتها في الوقت الحالي، لكن يمكن تقدير اتجاهها بضبط وتقليص دور إيران في العراق، سيما وأن أميركا الآن تشعر وكأنها أسقطت صدام حسين ليحلّ مكانه حكم مطبوع بنفوذ ايراني، يسيطر اليوم وينهب العراق وثرواته”. لافتا إلى أن “الأولوية لدى اميركا هو تقليص النفوذ الايراني في العراق لينسحب ذلك فيما بعد على سوريا”.

وخلص الدكتور سليمان إلى انه “على ضوء هذه التطورات لجأ الولايات المتحدة إلى عقد تفاهمات مع الدول العربية من جهة وروسيا من جهة أخرى من أجل إيجاد مسار يؤمن خروج الأسد من السلطة السياسية في سورية، لكن هذا الأمر ليس على جدول سريع للتنفيذ، بانتظار حسم موازين القوى في العراق ومن ثم إقامة تفاهمات وخارطة طريق تؤدي لهذه الأهداف”.

السابق
من يكسب في انتخابات إيران: العقلانية أم الشعبوية؟
التالي
ناشطون يقيمون دعوى قضائية ضد شركة «الجهاد»