محرقة الجثث السورية.. هل تعجل بنهاية الاسد؟

أعرب البيت الأبيض عن استعداد الإدارة الأميركية الحاليّة للعمل مع روسيا وإيران لحلّ الأزمة السورية، شريطة "الاعتراف بالفظائع، التي ارتكبها الأسد وممارسة نفوذهما لوقفها". الموقف الاميركي الجديد يأتي بعد ما كشف حديثا عن "محرقة صيدنايا".. فهل يُعجّل في البت بمصير الرئيس السوري بشار الأسد؟ وهل تنصاع روسيا وإيران لمطلب واشنطن؟

اتهمت الولايات المتحدة النظام السوري بإقامة “محرقة للجثث” للتخلص من رفات آلاف المعتقلين الذين تمت تصفيتهم في السنوات الأخيرة، عبر نشر وزارة الخارجية الأميركية صورا التقطت عبر الأقمار الصناعية، وحضت روسيا على ممارسة ضغط على حليفها السوري للتوقف عن عمليات “القتل الجماعي”، قالت إنه مجمع سجن صيدنايا السيئ السمعة الواقع شمال دمشق.
وتُظهر الصور عددا من المباني، ويعود تاريخها إلى نيسان 2017 ونيسان 2016 وكانون الثاني2015 وآب 2013.

إقرأ ايضا: واشنطن: الأسد يستخدم فرناً قرب صيدنايا لحرق 50 معتقلًا يوميًا

وكُتب في أسفل إحدى الصور عبارة “السجن الرئيسي”، وفي أسفل صورة أخرى عبارة مبنى “يُحتمل أنه محرقة”.
وكانت وكالة العفو الدولية قد نشرت في شباط الفائت تقريرا مرفقا بصور، اتهمت فيه النظام السوري بأنه أقدم على إعدام 13ألف شخص بين عامي2011 و2015 في سجن صيدنايا.

وأعرب البيت الأبيض عن استعداد الإدارة الأميركية الحالية للعمل مع روسيا وإيران لحل الأزمة السورية، شريطة “الاعتراف بالفظائع، التي ارتكبها الأسد وممارسة نفوذهما لوقفها.

و”لهذه الأسباب نستمر بدعم عملية التحول السياسي التي يضمنها قرار مجلس الأمم المتحدة للأمن المرقم 2254، ودعم العملية السياسية الجارية تحت إشراف الأمم المتحدة في جنيف”.

ويُعد معتقل صيدنايا واحد من بين أكثر من سجن، يتم تعذيب السوريين فيه، حيث يشهد إعدام 50 شخصاً، على الأقل، يومياً، ويحتوي السجن على غرف لا تتسع لأكثر من خمسة أشخاص يحشر النظام فيها 70 سجيناً.
فما هو سرّ الموقف الاميركي المصوّب على رأس السلطة مباشرة في سوريا بخصوص مجازر بشّار الأسد؟ وامكانية تراجع روسيا وايران امام الضغوطات؟

يرى الدكتور خليل حسين، أستاذ القانون الدولي في الجامعة اللبنانية، حيال الأمر، ان “الروس حاليّا في موقف قويّ في المنطقة، لكن لا اعتقد انهم قد يستمرون في هذا الموقف حتى النهاية”.

ويتابع “ثمة جدل بين الروس والأميركيين حيال منطقة الشرق الأوسط، وبالأخص سوريا”.
فـ”موضوع مؤتمرالآستانة موضوع أساسي بالنسبة لبوتين، ويراهن عليه، لأن الدعم الروسي يركز على مؤتمر آستانة، وهم ينتظرون نجاح مؤتمر جنيف لمواجهة دونالد ترامب”.

علما “ان الروس يتجهون الى مزيد من الليونة”. ويمكن ان “يقدموا تنازلات لكن لا يمكن ان يتخلّوا في هذا الوقت بالذات عن الرئيس السوري بشار الأسد”.

وبحسب الدكتور خليل حسين “إيران وروسيا يملكون اوراقا كبيرة ضاغطة، ولكنهم مضطرون ان يسمعوا للرئيس ترامب”.
ويضيف قائلا “اعتقد انه الى الان الروس يقفون بوجه الأميركيين، لكن الظروف في روسيا قد لا تساعد على المواجهة منها المصالح الروسية في أميركا”.

إقرأ ايضا: محرقة حي الوعر في حمص: «الجريمة الأسدية» مستمرة تحت انظار العالم

ويختم الدكتور خليل حسين بالقول لـ”جنوبية” إن “موقف بوتين لا يمكن ان التعويل عليه، خاصة في ظل كلام عن حرب اقليمية على الابواب قد تشنها اسرائيل، رغم ان موقف بوتين لا يزال موقفا داعما للرئيس السوري، خاصة ان ضغوطات داخلية روسية منها سعر البترول وهبوط العملة الروسية، والوضع الداخلي الروسي.. فهل تستطيع روسيا الصمود امام الضغوطات الاميركية؟”.

السابق
خطة أميركية جديدة لتجفيف منابع حزب الله الماليّة
التالي
وزير اسرائيلي يعلق على محرقة الأسد: يجب أن يُقتل