«الكوليرا» بعد الحرب تجتاح اليمن…

الكوليرا مرض فتاك عبارة عن عدوى حادة تيتطيع أن تودي بحياة المُصابين بها في غضون ساعات إن تُرِكت من دون علاج.

أكد مسؤول العمليات لدى اللجنة الدولية للصليب الأحمر وفاة 180 شخصا في اليمن، جراء تفشي وباء الكوليرا، وسط تزايد حالات الإصابات بهذا المرض الفتاك، بحسب ما نقلت وكالة “رويترز”. وحالات الوفاة حصلت جراء الإسهال الحاد، اضافة الى 11 ألف حالة أخرى يشتبه بإصابتها بـالكوليرا في أنحاء مختلفة من البلاد.

إقرأ ايضا: الطاعون والكوليرا في لبنان القرن الواحد والعشرين!

تصريح المسؤول في لجنة الصليب الأحمر يأتي بعد يوم من إعلان وزارة الصحة اليمنية حالة الطوارئ الصحيّة، التي طلبت المساعدة الصحية الدولية. اضافة الى 115 حالة وفاة جراء الوباء في صنعاء وضواحيها.

وناشد وزير الصحة اليمني، منظمات الإغاثة المساعدة في التصدي للوباء والحيلولة دون وقوع اطلق عليها اسم “كارثة غير مسبوقة”.

مرض الكوليرا

علما ان أكثر من 10 آلاف شخص في اليمن قد قتلوا، ونزح الملايين منذ أكثر من سنتين جراء الحرب الواقعة بين قوات عبدربه منصور هادي، المدعومة من السعودية، والحوثيين المتحالفين مع علي عبدالله صالح والمدعوم من ايران، حيث أدت هذه الحرب إلى تدمير البنى التحتية اليمنية.

وقد نقل موقع “الامم المتحدة الإنمائي” ان اليمنيين يكافحون من أجل الحصول على الخدمات الصحية، بما في ذلك العمليات الجراحية، بسبب النقص في عدد العاملين الصحيين المتخصصين، في ظل انعدام الميزانية التشغيلية لمرافق الصحة العامة.
وكانت منظمة الصحة العالمية، قد اعلنت انها تستجيب للارتفاع المفاجئ في اعداد المصابين بالكوليرا في عدد من المدن اليمنية، والتي أودت بحياة 51 شخصا، وتسببت في حوالي 3000 إصابة.

وكانت المنظمة قد اسعفت المرضى بالأدوية والإمدادات الطبية، وقدمت مستلزمات علاج الكوليرا ومحاليل الإماهة الفموية، والسوائل الوريدية، إضافة إلى توفير الأثاث واللوازم الطبية لافتتاح مراكز علاج لحالات الإسهال.
وكان ستيفان دو جاريك، المتحدث باسم الأمم المتحدة، قد اعلن انه “ما یقدر بنحو 7.6 ملیون شخص یعیشون في المناطق المعرّضة لخطر انتقال الكولیرا. لذلك، تساعد الأمم المتحدة 33 مركزا لعلاج الإسهال في اليمن، كما افتتحت 10مراكز للعلاج بالإماهة الفموية.”

ويرتفع عدد المصابين بالكوليرا في ظل منع الحوثيين للمرضى من دخول مستشفيات صنعاء وذلك حسب ما نقل “موقع العربية” الالكتروني. وقد حذرت منظمة الصحة العالمية من انتشار وباء الكوليرا في اليمن. وتشير معلومات الى ان المرض انتشر في المعتقلات ايضا. حيث كشفت “رابطة أمهات المختطفين اليمنيين” عن ان الأوضاع الإنسانية والصحية للمختطفين في معتقلات الحوثيين تزداد سوءاً.

إقرأ ايضا: مخاوف من تفشي مرض الكوليرا في سوريا

لذا، ناشدت “المفوضية السامية لحقوق الإنسان” و”اللجنة الدولية للصليب الأحمر” المعنيين التدخل لإنقاذ حياة المعتقلين المصابين ونقلهم لتلقيّ العلاج، والافساح في المجال زيارة السجون، وتقديم المعونات الصحية، ومواد التعقيم، والماء الصالح للشرب للمختطفين.

ولكن حتى اليوم، لا تزال المعارك دائرة والشعب اليمني الفقير اصلا يعاني، اضافة الى الفقر والصراع العسكري، من الوباء القاتل. فمتى تنتهي مأساة اليمن؟؟

السابق
ترامب في قفص الاتهام وافشاء أسرار قومية يشغل أميركا
التالي
خطة أميركية جديدة لتجفيف منابع حزب الله الماليّة