الرجعيّة الاسلاميّة في إيران والسعودية… وتسامح الضاحيّة الجنوبيّة

الأدوات حديثة، لكن الأفكار تقليدية رجعية. هكذا تستغل الأنظمة الدينية التطور التكنولوجي في سبيل تشريع افكارها البدائية بملاحقة المواطنين خطوة خطوة.

في محاولة دخول الى العصر، والإستفادة من الحداثة، بدأت هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر السعودية، خطتها التي ستطبقها على مدى شهرين كتجربة داخل العاصمة السعودية الرياض.

إقرأ أيضا: من الجنوب الى طرابلس: التطرّف الدينيّ يزدهر!

وقد أعلنت هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر عن خطتها لتطوير وتعزيز عمل “العضو الميداني” الموكل بالنصح والإرشاد، من خلال نظام “أمان” يحوّل البلاغات الى اصحاب الاختصاص عبر أجهزة “آيباد” يحمل شريحة لتمرير هذه البلاغات.

مهمة عناصر الامر بالمعروف والنهي عن المنكر هي ضبط من يقوم من الناس بالمنكرات المخالفة للشريعة، ورفعها عبر تطبيق “أمان” عن طريق جهاز”الآيباد”. ويكون النصح والتوجيه بداية عند مشاهدة أي منكر، وذلك حسب وكالة (د.ب.أ).

رغم انه في عام 2016، تم تقليص صلاحيات الهيئة ومنع أعضائها من التعرّض للناس، أو مطاردتهم أو طلب وثائقهم، حيث حدد دورهم بالإبلاغ فقط. وكانت هذه الهيئة، تراقب تطبيق حظر المشروبات الكحولية، وتشغيل الموسيقى الصاخبة، وإغلاق المحال وقت الصلاة، ومنع الاختلاط، ومتابعة ضوابط الحشمة في الملابس. بحسب موقع (RT).

هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر

فمن أين أتى المسلمون المتأخرون بهذه الضوابط والحدود. حيث نرى في الجانب الشيعي مزيدا من التزمت والتشدد، وخاصة في ايران الجمهورية الاسلامية الإيرانية التي اصطنعت ما يسمى بـ”الباسيج”، والذي يراقب عناصره المواطنين، وكلمة “باسيج” تعني قوات تعبئة الفقراء والمستضعفين هي قوات شبه عسكرية تتكون من متطوعين من المدنيين ذكور وإناث، والذي تأسس بأمر من روح الله الخميني في العام 1979. بحسب “ويكيبيديا”.

وكانت إيران قد نشرت حوالي سبعة آلاف مخبر باللباس المدني، للقيام بدوريات فى شوارع طهران بهدف مكافحة “المنكر” خصوصا عدم ارتداء الحجاب حسب الأصول ومضايقة النساء.

ومنذ الثورة الإسلامية عام 1979، أصبح ارتداء الحجاب للنساء إلزاميّا فى إيران بغض النظر عن الديانة. لكن خلال السنوات الماضية، حدث بعض التراخي فى التزام النساء بالزي الرسمي، وتزايدت فى شوارع العاصمة والمدن الكبرى فى المحافظات رؤية نساء يقدن السيارات، وقد سقط الحجاب على أكتافهن، كما تخرج أيضا النساء ولا يغطين شعورهن بشكل كامل ويرتدون ثيابا ضيقة. بحسب موقع(اليوم السابع).

إقرأ ايضا: أوباما لن يسمح للمتشددين بإقامة خلافة إسلامية

ولا أظن أنه زمن النبي محمد او الصحابة كان هذا الجو موجودا، بل ان ثمة أحاديث تنقل عن النبي في المدينة المنورة بأنه كان متحررا أكثر من بعض اتباعه اليوم.

وأعلنت الشرطة عن نظام جديد يسمح “للأشخاص الموثوق فيهم” إبلاغ الشرطة عن هذه الجنح، وقد يكون هؤلاء الأشخاص من “المسؤولين فى الإدارة أو فى القوات المسلحة أو أيضا رجال شرطة بلباس مدني”.

وفي مكان أبعد من ايران والسعودية ثمة مجتمع صغير يتباهى بهويته الدينيّة الشيعية وهو مجتمع الضاحية الجنوبية لبيروت. ورغم جو التشدد الآت من التقارب مع ايران الثورة، الا ان للبنان نكهة خاصة حيث نشهد تمتّع النساء بكامل حريّتهنّ بخصوص ارتداء الحجاب والزيّ الشخصي.

فثمّة حالة من الرضا العام وعدم الشعور بالتشنّج، بسبب عدم وجود تضييق ديني أو اجتماعي عليهم. فالجو الديني في الضاحية المتنوع لا يؤدي بالطبع الى السماح بشرب الخمر مثلا.

ثمّة التزام قانوني غير مصرّح به، بعدم إجازة ممارسة أي عمل اقتصادي مخالف للشريعة الإسلاميّة. ويبقى الحجاب هو المسيطر رغم تزايد عدد غير المحجبات في الاعوام الماضية، ولكن اللافت ان تجارة معظم التجار تقوم على محال الالبسة الشرعية والايشاربات، وكل ما يخص المحجبات.

إقرأ ايضا: من يخاف من عرض «مولانا» في بيروت؟

واللافت في الامر ان غير الملتزمات دينيا واللابسات ملابس عصرية لا يتعرضن لمضايقات، مقابل عدم التعرّض بالاساءة للابسات العباءة السوداء او ما يعرف بالتشادور.

السابق
الثنائي المسيحي لن يتراجعا وطرح بري مناورة
التالي
حركة التجدد: السلطة الحالية أثبتت عجزها ولبنان أمام المجهول