الإدارة الأمريكية كانت تعلم بمحرقة بشار الأسد

تبني مسؤول ملف الشرق الأوسط ما جاء في تقرير منظمة العفو الدولية في شباط الماضي عن سجن صيدنايا، وإضافة صور على التقرير تظهر محرقة لجثث المعتقلين، وإعلان زميل له أن “هيئة تحرير الشام” (القاعدة سابقاً) ليست على لوائح الإرهاب في الولايات المتحدة، وفضلاً عن التشكيك بمناطق خفض التوتر، إضافة إلى تسريع وتيرة التحركات الأمريكية-الأردنية على الحدود مع سوريا (كل ذلك في يوم واحد 15/5/2017)؛ يؤشر إلى أن لدى وزارة الخارجية الأمريكية رؤية جديدة لم تنضح بعد للوضع في سوريا.

مشكلة إدارة أوباما في الملف السوري (فضلا عن التردد) أنها لم تعثر على بديل عن بشار الأسد ترتاح إليه. يبدو أن إدارة ترامب وجدت أنه بالإمكان التعامل مع أكثر من بديل مؤقت: قوات حماية الشعب الكردية- “الفيلق السوري الأول” في الشمال المدعوم من تركيا- فصائل المعارضة المسلحة في الجنوب المدعومة من الأردن، وربما تُدخل إلى اللائحة الفصائل المسلحة المحسوبة على السعودية أو قطر (جيش الإسلام- أحرار الشام) بعد قمة ترامب سليمان، إضافة إلى تحييد الفصائل المتشددة ما أمكن والتركيز على تصفية داعش…وجعل ما يرتكبه بشار الأسد من جرائم حرب؛ ورقة مساومة بوجه داعميه.

مرة جديدة تثبت الإدارة الأمريكية أنها أقرب إلى البراغماتية منها إلى القيم الأخلاقية، فالصور التي عرضتها الخارجية الأمريكية أمس التُقت في الشهر الأول من العام 2015. الإدارة الأمريكية  كانت تعلم قبل منظمة العفو الدولية أن بشار الأسد أعدم أو قتل تحت التعذيب في سجن صيدنايا وحده أكثر من 13 ألف سجين (11 ألف منهم بين العامين 2011 و2015 حسب منظمة العفو الدولية بمعدل 50 شخصا يومياً)، وأنه استحدث محرقة في السجن لإحراق جثثهم، وأنه يعذب المعتقلين ويغتصبهم ويعدمهم ويجوعهم ويحرقهم، لكن سكت أكثر من سنتين على الأقل لأن أوان الكشف عن ذلك لم تكن قد آنت بعد.

السابق
ما هي المادة 25 التي قد يلجأ إليها رئيس الجمهورية؟
التالي
أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الأربعاء في 17 ايار 2017