جلسة التمديد الى 29 أيار وقانون بري – حزب الله يتقدّم…

عُقد لقاء مطول ليل أمس في عين التينة، ضم الرئيس بري والرئيس سعد الحريري والنائب جورج عدوان والوزير علي حسن خليل ونادر الحريري. وكان عنوانه الاساسي قانون الانتخاب، وقد جرى بعد اللقاء توافق على تأجيل جلسة التمديد التي كانت مقررة اليوم الى 29 من الشهر الحالي.

أشارت مصادر مواكبة للحراك الجاري لصحيفة “الجمهورية” إلى أن “هناك توافقا على مبدأ النسبية ما بين رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة سعد الحريري وحزب الله وأيضاً رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط الذي يهمّه بشكل أساسي أن يكون الشوف وعاليه دائرة انتخابية، بالإضافة إلى درزية رئاسة مجلس الشيوخ”.

اقرأ أيضاً: بري سيؤجل جلسة ١٥ ايار لأيام بانتظار الاتفاق على قانون انتخاب

واشارت مصادر مطلعة على لقاء عين التينة بالأمس للجمهورية ان “مناخ اللقاء كان ايجابيا وان تأجيل جلسة مجلس النواب لاسبوعين يدل الى ان محاولات جدية ستجري للاتفاق على قانون على ان يواصل بعض الذين شاركوا في الاجتماع اتصالاتهم مع مختلف الافرقاء للتقريب بين وجهات النظر وتذليل العقد التي ما تزال قائمة”، وأقرت المصادر “بوجود عُقد ما تزال عصية على الحل، اكدت في المقابل ان الجو ايجابي وأن الابواب غير مقفلة، ولكن ليس في الامكان التكهن متى يمكن حصول خرق”.
من جهة اخرى إعتبرت المصادر أن “موقف رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل الذي نقله نائب رئيس حزب القوات اللبنانية جورج عدوان الى المجتمعين كان سبب عدم توصلهم الى نتائج عملية، إذ ان الازمة بينه وبين رئيس مجلس النواب نبيه بري بلغت ذروتها وانه أراد بعدم المشاركة في الاجتماع احباط اقتراح بري المزدوج القائل بقانون انتخاب على اساس النسبية وانشاء مجلس الشيوخ”.

وبحسب الديار بينما تبخرت جلسة التمديد التي كانت مقررة اليوم الى 29 أيار بعدما رفض الرئيس نبيه بري تحمل وزر «نسَبِها» الذي نكره الآخرون، وفيما أصبحت النسبية الكاملة تتصدر النقاشات من غير ان تحسمها، يُتوقع ان يوضح الرئيس ميشال عون اليوم حقيقة مواقفه حيال الملفات الساخنة خلال لقائه مع عدد من الاعلاميين.
وفي حين رجحت اوساط سياسية ان تكون صيغة النسبية، وفق دوائر متوسطة، قد اكتسبت قوة دفع اضافية من اجتماع عين التينة، كشف مصدر مطلع على مجريات المفاوضات ان هذا اللقاء لم يحقق خرقا واسعا ونوعيا، وإن يكن الافق غير مسدود.
ويشير المصدر المواكب لمباحثات الكواليس الى ان الصراع بين الرئيس عون والوزير جبران باسيل من جهة والرئيس بري من جهة اخرى أنتج تعقيدات تحتاج الى مزيد من العمل لمعالجتها، لافتا الانتباه الى ان التيار الوطني الحر الذي انزعج من رفض بري للعديد من مشاريعه لن يتجاوب بسرعة مع اقتراحه الاخير ولن يقبل ان يخضع الى ضغط المهلة التي سبق ان حددها رئيس المجلس.

قانون حزب الله النسبي يشق طريقه
كتبت صحيفة “الراي الكويتية”: يَظهر من دون عناء، أن «حزب الله» يشكل «الخيْط الغليظ» الذي يربط كل تلك «الجبهات» التي تقضّ مضاجع بيروت، كونه الطرف الأقوى في الداخل والمُمْسِك بـ «قواعد اللعبة» كقوّةٍ «ما فوق الدولة»، وكـ«جيشٍ» عابِرٍ للحدود يضطلعُ بدورِ «رأسِ الحربة» في المشروع الإيراني الذي تَتكاتف قوى إقليمية ودولية في مواجهته المفتوحة على قوسٍ من الإحتمالات التي تشي بفصولٍ أكثر تصعيداً ودراماتيكية، وخصوصاً في ضوء الخيارات التي تلوّح بها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الآتي الى المنطقة بعدما سبقتْه الـ «توما هوك» و«المارينز» الى سورية.

على جبهة قانون الإنتخاب الذي تحوّلت معاركه «داحس وغبراء» سياسية بين المجموعات السياسية والطائفية، يتّجه «حزب الله» الى إنتزاع ما أراد عبر المواجهة المتدرّجة التي شنّها مع شريكه في «الثنائية الشيعية» رئيس البرلمان نبيه بري، إذ بدا أن خياره الإنتخابي القاطع باعتماد قانون إنتخابٍ قائم على النسبية الكاملة يشقّ طريقه على «أنقاضِ» الصيغ الأخرى التي كان تَقدّم بها حليفه المسيحي «التيار الوطني الحر» برئاسة وزير الخارجية جبران باسيل.

اقرأ أيضاً: تحالف بين حزب الله والمستقبل في انتخابات 2017

ففي الفرصة الأخيرة للتوافق، الممتدّة حتى نهاية ولاية البرلمان الحالي في 20 يونيو، بدأتْ تتلاشى المخاوف من سقوط السلطة التشريعية في الفراغ وإنكشاف البلاد على مأزقٍ سياسي – دستوري مأسوي، بعدما أقرّ الجميع بـ «النسبية الكاملة» كمخرجٍ يتيح التفاهم على قانونٍ انتخاب جديد، وهي الصيغة التي أرادها «حزب الله» لإنتخاباتٍ تتيح استمرار «الثنائية الشيعية» في القبْض على الحصة الشيعية والأخذ من حصص البيئات المسيحية والسنية والدرزية، وتسمح للحزب بأن يشكّل قوةَ استقطابٍ تمكّنه من بناء تحالُفٍ قادرٍ على الإمساك بخيوط اللعبة السياسية في البلاد”.

السابق
«داعشي» شيعي عراقي يدعو الى قتل المسيحيين!
التالي
فارس سعيد: هذه هي حقوق المسيحيين