ضغوطات تجبر «حزب الله» على الإنسحاب من سوريا

مهّد السيد حسن نصرالله في خطابه أمس إلى بداية انسحابة التكتيكي من الاراضي السورية عبر اسنحاب عناصره اولا الحدود الشرقية. فما هي الدوافع والضغوطات التي أجبرت الحزب على الانسحاب؟

في الذكرى السنوية الأولى على استشهاد القيادي في “حزب الله” مصطفى بدر الدين، أعلن الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله، أمس أن “أي اتفاق لوقف النار توافق عليه الحكومة السورية نوافق عليه نحن حكماً”. مؤكدا على أنه “يجرى تفكيك مواقع الحزب العسكرية على حدود لبنان الشرقية مع سوريا، بعدما أن اصبحت المنطقة آمنة مشيرا الى انها أصبحت الآن مسؤولية الدولة  ولا داعي لوجود الحزب بعد اتمام مهمته”.

ما كشفه نصرالله أمس حمل الكثير من التأويلات والتحليلات لجهة سبب إنسحاب الحزب من الحدود الشرقية، إذ رأت مصادر محلية مطّلعة لصحيفة “العرب” اللندنيّة أن “حزب الله” يستبق بقراره هذا  السيناريوهات والترتيبات في المستقبل القريب، والتي من شأنها إيقاف دوره في سوريا. لذا كان قرار حزب الله التراجع  التكتيكي والعودة إلى لبنان “لركلجة” أوضاعه بحسب مصالحه.

إقرأ ايضًا: ماذا يعني انسحاب حزب الله من الحدود وبقاؤه في العمق السوري؟

وبحسب المصادر نفسها،  قرار الحزب يدلّ على أنه يريد أن ينسحب من سوريا بشكل يبيّن بإنه قرارا ذاتيا  قبل أن يجبر أن ينسحب بعد الإتفاق  حول مستقبل ومصير سوريا نظرا لثبات المعارضة وتصميم الدول الكبرى، على  إنهاء الدور الإيراني ومليشياتها في سوريا كشرط لدعم الاتفاق ووقف اطلاق النار.

وما يؤكد هذا السيناريو  ما صدر عن البيت الأبيض، قبل يومين، إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أصرّ أثناء لقائه مع وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف في واشنطن، على وجوب وضع حدّ لروسيا وإيران ووكلائها، والنظام السوري.

لذا بات من الواضح أن حزب الله أدرك أن هناك توافق دولي برعاية أميركية – روسية سترسي في النهاية إلى اجبار بالانسحاب من سوريا، فكان الخيار الإنسحاب مدروس.

هذا وكان قد أشار موقع “جنوبية” قبل أشهر إلى انسحاب مئات من عناصر الحزب من سوريا عائدين إلى لبنان بشكل مفاجئ.

وقد رأى الموقع ارتباط بين انسحاب الحزب المفاجئ مع إعلان بوتين بدء انسحاب الجزء الأقوى من الجيش الروسي من سوريا تمهيدا لتطبيق الاتفاق  الروسي- الاميركي.

وهذا ما يشير إلى أن أمرين مهمين: الأول مدى اهمية الاتفاق بين روسيا والولايات المتحدة لبدء حل الأزمة السورية، دون السماح لأي من الأطراف إحباطها ما يدل على أن هدنة دائمة وليست مؤقتة.

اما الأمر الثاني هو الالتزام الفوري من الجانب الإيراني وحزب الله بهذا الاتفاق حتى ةلة بشكل غير رسمي، ولكن هذا تبيّن عمليا وبسرعة. وبدأ الحزب سحب مقاتليه قبل اعلان بوتين انسحاب القوات الروسية. وهذا يدل على أن إيران وحزب الله متورطان في هذا الاتفاق وملتزمين به.

هذا وكانت صحيفة “إيزفستيا”  الروسية أنه أشارت إلى أنه جرى التطرق في محادثات أستانا للسلام في سوريا إلى أنه يجري الاتتفاق على آلية انسحاب الميليشيات الشيعية  من سوريا.

إقرأ ايضًا: اختراق اسرائيل لكلمة نصرالله: أين الأمن والأمان يا سيّد؟

ولفت التقرير أن توافق الأطراف المتحاربة في سوريا، هم سيتحملون مسؤولية وقف اطلاق النار، وبالتالي انسحاب القوى  المسلحة من البلاد، من بينهم “حزب الله” . وهو ما يعدّ خطوة مهمة لوقف الحرب االسورية
كما ورد في التقرير أن روسيا ستكون طرفا في هذا لإجراء إذ  سيتحمل الجيش الروسي جزء من هذه المسؤولية لمراقبة تطبيق شروط وقف اطلاق النار.

ولفت مصدر مطلع في الدوائر العسكرية- الديبلوماسية إن الاعضاء المشاركين في المحادثات أعطوا أولوية  لإنهاء دور “حزب الله “عبر تحديد  له منطقة محددة تكون تحت سيطرته في سوريا، وبعد ذلك يتم انسحاب تدريجي لوحداته.

لذا فإعلان نصرالله إنسحاب مقاتليه من السلسلة الشرقية، قد يكون مقدمة لإنسحاب كلي من سوريا مما يشير بالتالي إلى قرب العملية السياسية والمرحلة الانتقالية لحل الأزمة السورية.

(س . ج)

السابق
مجهولون يطعنون شاب بسكين في صيدا
التالي
مقتل تاجر مخدرات في بئر العبد