اعلام العدو: الحرب القادمة مع حزب الله خارج جنوب لبنان

حزب الله خارج السلسلة الشرقية، وسيدخل الى الداخل الفلسطيني في أيّ معركة قادمة.. فهل هذه هي مخاوف اسرائيل التي تعيش قلقها؟

كشفت صحيفة “جيروزاليم بوست” الاسرائيلية ان “إعلان حزب الله ان الحرب المقبلة مع إسرائيل ستحدث على الأراضي الفلسطينية، تأتي في وقت تتصاعد حدة التوترات بين الجانبين على خلفيّة شن إسرائيل غارتين على مواقع لحزب الله في سوريا في الأسابيع الأخيرة”.

إقرأ ايضا: بدأت رقصة نهاية الحرب في سوريا

ولفتت الصحيفة الى ان الحزب سينسحب من الحدود الشرقية للبنان لأن المهمة من الجانب اللبناني قد أنجزت، وان تشديد السيد نصر الله في خطابه، على أن الحرب السورية دخلت في مرحلة جديدة، من دون شرح ماهية هذه المرحلة، أقلق إسرائيل.

بالمقابل، نشر موقع “تايمز أوف إسرائيل” تقريرًا أشار فيه الى أنّ “حزب الله” في العام 2017 ليس هو نفسه المجموعة التي قاتلت إسرائيل عام 2006، فقد أصبح جيشًا، يسيّر طائرات بدون طيار، لديه استخبارات، وينسّق مع جيوش أخرى بينها السلاح الجوي الروسي في حلب”.

الغارة الإسرائيلية

وأضاف التقرير الى ان حزب الله بقيادة نصرالله، لديه قدرات عسكرية فائقة، وإسرائيل تعتقد أنّه يملك 100 ألف صاروخ، إضافة الى أسلحة استراتيجيّة كالصواريخ المضادة للبارجات، وقوات النخبة.

كما ان كل قرية في الجنوب تحولت الى معقل محصّن له، حيث يملك أنظمة خاصة للاتصال وصواريخ مضادة للدبابات، لان التحديات غيّرت الحزب طيلة الـ11 سنة الأخيرة، خاصة بعد انخراطه في الحرب السورية حيثُ نقل ثلث قوته القتالية تقريبا الى سوريا. اضافة الى التنسيق بينه وبين الجيش اللبناني في مناطق اليونيفيل.

وطالما ان القرار رقم 1701 أدّى الى وقف الاعمال الحربية بعيد حرب تموز 2006، فقد هدأت الجبهة الجنوبية، فخلال الـ10 سنوات الماضية شهد جنوب لبنان هدوءًا غير مسبوق، بحسب قائد قوات اليونيفيل. والتعاون بين الجيش اللبناني و”حزب الله” تحوّل الى تطوّر إستراتيجي في لبنان.

مما اتاح للحزب المشاركة بالحرب في سوريا وتدعيم وجوده في مناطق حساسة بالنسبة لاسرائيل كالجولان السوري، ولا تزال تجربة الاسير المحرر الذي استشهد لاحقا سمير القنطار، ماثلة امام العيان. هذه الجبهة التي ظلت هادئة طيلة الاعوام السابقة في ظل قوات وجود “الاندوف”.

وفي الوقت نفسه، يستبعد مصدر متابع للصراع بين حزب الله وإسرائيل في حديث لـ”جنوبية” أن يكون كلام نصرالله وما سيستتبعه من ردود فعل إسرائيلية بادرة لوقوع حرب جديدة على لبنان، ووصف المصدر نفسه خطاب الامين العام لحزب الله هو خطاب خوف، وليس تحدٍ وقوة، كما إدعى فبمجرد تهديده للإسرائيليين يعني أنه يرفع سقف التهديد إلى تأسيس مجموعة أوهام حول قدراته العسكرية.

وتابع المصدر بأن الحرب واردة جداً بين حزب الله وإسرائيل إلى أن شروطها لم تكتمل بعد، وقد يتجنب الطرفين الوقوع في إشتباك لأنه سيكون أعنف من 2006.

اقرا ايضا: الحرب في سوريا تستنسخ حرب لبنان لا حلّ إلا بالاتفاق على دستور جديد 

وأخيرا، يبقى سرّ اطلاق السيد حسن نصرالله لتصريحه الخطير ان المعركة القادمة بمواجهة اسرائيل ستكون في الداخل الفلسطيني المحتل. وهل ان اعلانه أمس سحب عناصر الحزب من السلسلة الشرقية بمثابة تجميع للقوة الأساسية في الحزب من أجل معركة قادمة مع اسرائيل التي اظهرت الأخبار منذ أيام عن حشود كبيرة على الحدود مع سوريا تحت عنوان مناورة. واليوم هل ترتسم عوامل فتح الجبهتين المتقابلتين؟

السابق
المُمانَعة حين تُحاضِر … بالعفاف!
التالي
ماذا يعني انسحاب حزب الله من الحدود وبقاؤه في العمق السوري؟