عودة أهالي الطفيل بقرار من حزب الله أم من الدولة؟

شكّلت دعوة رئيس الهيئة الشرعية لحزب الله أهالي الطفيل للعودة تحدياً للدولة اللبنانية، مما دفع وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق إلى التأكيد أنّ الوزارة لا تأخذ تعليماتها من المنابر.

بلدة الطفيل التي هٌجّر أهلها قسرياً على يد حزب الله، يستثمرها الحزب اليوم في تمرير رسائله الداخلية، ففي تقرير أعده الزميل سلمان عنداري وبثته قناة سكاي نيوز عربية يوم أمس الأربعاء 10 أيار، يؤكد الصحافي أسعد بشارة أنّ حزب الله يريد أن يقول أنّ له الأمر، ليمهد بذلك لخطة عرسال.

فيما رأى الصحافي علي الأمين في التقرير نفسه أنّ الحزب هو الطرف الأساسي في إضعاف القوى الأمنية والدولة اللبنانية في هذه المناطق تحت ذريعة المقاومة.
لافتاً إلى أنّ هذا الحزب كما يبدو بحاجة حالياً إلى وجود الدولة لتخفيف تنامي الضغوطات الاجتماعية والأمنية وأيضاً حالة الكراهية المحاط بها.

في هذا السياق لم تتم اليوم عملية العودة التي كان قد أعلنها الشيخ يزبك يوم الثلاثاء ومن ثم أجلّها إلى اليوم، بل حلّ عوضاً عنها زيارة لوفد من أهالي الطفيل لوزير الداخلية والبلدية نهاد المشنوق، تلاه اجتماع للجنة الأمن المركزي.

وفي متابعة لهذا الملف تواصل موقع “جنوبية” مع مختار بلدة الطفيل الشيخ علي الشوم الذي أكّد لموقعنا بعد لقائه هو الوفد وزير الداخلية أنّ “الأمور تتجه إلى الخير كان هناك اجتماع مع معالي وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق، وهو لديه اجتماع اليوم مع القيادة المركزية في حزب الله ومع سيادة اللواء عباس ابراهيم ومع قيادة الجيش، والملف يتجه نحن الأفضل، وسوف تتم عودة الأهالي بمواكبة أمنية من قيادة الجيش والأمن العام والأمن الداخلي”.

مضيفاً “كل العراقيل سوف تتذلل بالقيادة الحكيمة الموجودة لدينا في لبنان”.

وفيما يتعلق بالمناخ الأمني وإن كانوا يطمنئون للعودة قال الشوم “قد أكّد لنا ذلك الشيخ محمد يزبك كما أكّد لنا معالي وزير الداخلية”، متابعاً “هناك أمن وأمان وعودة للأهالي”.

أما عن إشارة العودة المنتظرة إن كان من حزب الله ام انتقلت لسلطة الداخلية، أوضح أنّ ” الإشارة من قيادة الجيش ومن وزارة الداخلية ومن حزب الله، هناك تنسيق بين جميع الأطراف”.

مشيراً عند سؤاله عن الوضع الإنساني والاجتماعي المتردي لأهالي الطفيل إلى أنّ “معالي وزير الداخلية قال لنا أنّه كان هناك تقصيراً في عهد الحكومة السابقة كما في عهد الحكومة الحالية، وأنّهم سوف يقدمون المساعدة،وقد طالبت أنا و الوفد وزارة الداخلية بالاهتمام بهذا الملف وهيئة الإغاثة بمتابعته، إذ أنّ أغلب أهالي الطفيل لا يملكون حتى ثمن أجرة سيارة العودة”.

هذا فيما يتعلق بأهالي الطفيل أما في الشق الداخلي وانتقال الكرة من ملعب الشيخ يزبك إلى ملعب الداخلية، أكّد الكاتب والمحلل السياسي لقمان سليم لـ”جنوبية” أنّ “الأمر في غاية البساطة وزير الداخلية والوزارة قد اعتبروا أنفسهم في موقع المُساء إليهم، فالشيخ محمد يزبك تحدث وأعلن فكرة العودة وحدد لها تاريخ و وظف (وكّل) وزارة الداخلية أن تتابع هذا الشأن، الوزارة كانت بحاجة أن تحفظ شيئاً من ماء الوجه وأن تقفز فوق التاريخ الذي حدده حزب الله”.

مضيفاً “معنى هذه الزيارة اليوم هو من باب الوقوف على الخاطر لا أكثر وأقل، ولكن حتى نكون واضحين وصريحين، اليوم حزب الله هو الآمر الناهي في الكبيرة والصغيرة ولا تسقط شعرة من رأس أحدكم إلا بأمر أبيكم الأعلى. وزارة الداخلية إذا ارادت أن تستعيد شيئاً من كرامتها المهدورة هذا حقها ولكن لا أهالي الطفيل ولا اللبنانيين عموماً، يصدقون كثيراً بأنّ الإمرة في هذا البلد لطرف غير حزب الله”.

إقرأ أيضاً: حزب الله يستنجد بالدولة: أَمسِكوا أمن بعلبك.. والطفيل

وأوضح سليم أنّ “هذا القرار (قرار إعادة أهالي الطفيل) في سياق واضح ومفهوم، إذ أنّه منذ حوالي شهرين قد بدأ الكلام عن إعادة عدد من سكان منطقة القلمون و وضعهم تحت إطار ميليشيا تؤمن الحدود، وكان الهدف خلق نوع من حرس حدود من أهالي منطقة القلمون الغربي وأن يكون هؤلاء العائدون ينسقون مع حزب الله من جهة لبنان ومع النظام من جهة الشرق”.

متابعاً “في 5 أيار الحالي أعلن حزب الله أنّه وصل منطقتي الزبداني والقلمون الغربي ونشر خارطة توضح عملية الوصل التي هي عملياً تمر من خلال الطفيل. مشروع إعادة أهالي الطفيل وربما بعض اللاجئين الأخرين يندرج ضمن فكرة إنشاء حزام آمن، حزام أمني، يسكنه أهالي هذه القرى من الذين يرغبون بالتعامل مع قوى الأمر الواقع، علماً أنّ قوى الأمر الواقع اليوم تتشكل من حزب الله والنظام السوري ومن معهم”.

وعلّق سليم على هذا الواقع بالقول “هذا جزء من خطة أكبر، والفشل الكبير هو للثورة في سوريا”.

إقرأ أيضاً: عودة أهالي الطفيل هل تكون مقابل تهجير أهالي عرسال؟

أما عن مصير عرسال، فأشار إلى أننا اليوم نعلم ما هو مكتوب لأهالي الطفيل، ومصيرهم لم يعد بيت القصيد وإنّما أصبح موضوع زكزات داخلي، موضحاً أنّ “الأهمية حالياً هو كيف سيدار ملف عرسال، هذا هو الملف الأصعب، ومما لا شك فيه أنّ عرسال هي اليوم على لائحة الإنتظار”.
ليختم بأنّه “هناك خطر ليس فقط على العرساليين أو عرسال وإنّما على المزاج السني عموماً الذي يتلقى الصفعة تلو الصفعو وهو حالياً يبلع ولكنه هل يهضم؟”.

السابق
ما هو «القانون التفضيلي» الذي طرحه برّي وقَبِله الحريري؟
التالي
اختراق الخطوط اللبنانية خلال كلمة نصرالله: قاتل بدر الدين أمامكم!