هل تسير الجماعة الإسلامية في لبنان في وثيقتها على خطى «حماس»؟

الجماعة الاسلامية
بعد انتكاسة الاسلام السياسي مع ظهور كل من "داعش" و"القاعدة" اللتين أساءتا للاسلام، وأضرتا بصورة الاسلام في العالم أجمع، أطلقت حركة الاخوان المسلمين بجميع فروعها على ما يبدو عملية اعادة النظر في المبادئ التي تقوم عليها. ومن هذه الفروع "الجماعة الاسلامية في لبنان".

من خلال وثيقة أطلق عليها اسم “رؤية وطن”، اعلنت الجماعة الاسلامية في لبنان عن المؤتمرالعام الذي تجهّز لاطلاقه، في 14 أيار الحالي، في بيروت، وهذه هي المرة الأولى التي تنظّم فيها الجماعة مؤتمرها العام بشكل علنيّ وغير سريّ.

سيعمل المؤتمر على مناقشة الخطة العامة للجماعة، خلال المرحلة التنظيمية الحاليّة، والتوجهات العامة للقيادة، بحضور مختلف القيادات في المناطق.

اقرأ أيضاً: هل شاخت «الجماعة الإسلامية» في لبنان؟

وتنظّم الجماعة مؤتمرها هذا العام، وقد دعت إلى حضوره عدداً كبيراً من الشخصيات الرسمية والسياسية والحزبية والدبلوماسية في خطوة نوعية جديدة، ما يدلل إلى انفتاح الجماعة على المكونات السياسية والرسمية بغير طريقتها التقليدية التي كانت قائمة من قبل.

فبرنامج المؤتمر، وعلى عكس المرات السابقة، سيتضمن حفل إفتتاح يحضره ضيوف من خارج الجماعة تنظيميا، وتغطيه وسائل الإعلام، كما سيتضمن كلمة للأمين العام للجماعة، عزام الأيوبي، وستتطرق للشأن السياسي العام وسياسات الجماعة، اضافة الى فقرات تعريفية.

إضافة إلى إعلان وثيقة، سيكون هناك فقرة داخلية للمؤتمر، ستشمل نقاشا بين القيادة المركزية وقيادات المناطق في الخطط المستقبلية والشؤون التنظيمية.

الجماعة وجهت الدعوة لحضور حفل الإفتتاح إلى مختلف القيادات اللبنانية الرسمية والحزبية، لكنها لم توجه أية دعوات خارجية للتأكيد على الطابع الوطني، ولضعف في الإمكانيات المادية.

وتعد هذه الخطوة جريئة نظرا لاسلوب”جماعات الاسلام السياسي” عامة و”الجماعة الاسلامية في لبنان” خاصة، التي تتجه نحو مزيد من اللبننة، والوسطية التي ترفعها الجماعة شعاراً لها، في زمن التطرف والعنف.

كل عدة سنوات تعقد الجماعة الاسلامية في لبنان مؤتمرها العام. وهي تعّبر عن فكر الجماعة الوسطي المعتدل على صعيد الاوضاع التي حصلت في لبنان والمنطقة. وهي حريصة على الاطلالة على الرأي العام واعادة تظهير فكرة الجماعة. وخاصة ان ثمة حركات إسلامية شوّهت الدين واساءت اليه وأضرّت به. وهذا ما يميّز الجماعة عن الحركات الاخرى.

وفي اتصال مع مصدر قريب من الجماعة الاسلامية، قال لجنوبية “سيجتمع ما بين 1000 الى 1100 كادر من الجماعة في اللقاء بعد اعلان الوثيقة صباحا، وعرضها على الجمهور والإعلام، حيث سيناقش هؤلاء الكوادر الملفات الداخلية للجماعة”.

“وهذه الوثيقة، بحسب المصدر، مرّت بعدة مراحل قبيل اقرارها. وبالنسبة للنقاشات ستظل داخلية، ولن يُعلن عنها، وهي مرتبطة بخطة العمل السياسية السنوية، والخطة الدعوية، وبعض الشؤون التنظيمية للجماعة”.
و”الوثيقة ستعلن بعد خطاب الامين العام للجماعة الاستاذ عزام الايوبي مباشرة. علما ان مضمون خطاب الأمين العام يبقى ملكا له وهو الذي سيعلن عن مضمونه في حينه”.

عزام الأيوبي
الأستاذ عزام الأيوبي

اما بالنسبة للوثيقة، والتي تأتي بعد انقطاع دام اكثر من عشر سنوات على آخر وثيقة تم الإعلان عنها، أي ما بين العامين 2006-2007. فستتناول الموقف من الدولة اللبنانية، والقضايا العامة، اضافة الى الثوابت والموقف من القضية الفلسطينية”.

و”ما يميّز الوثيقة انها فكرية عامة، اما الخطاب المرتقب للأمين العام للجماعة فهو سياسي إقليمي، وبالطبع لن تتطرق الوثيقة الى وثيقة حركة “حماس”. وهي، برأي هذا المصدر، عبارة عن اعادة تظهير لثوابت الجماعة وتبرئة الاسلام من تصرفات من أساءوا للاسلام حيث أخذوا الجانب الأكثر ظلامية من التاريخ الإسلامي”.

اقرأ أيضاً: خمسون عاما على تأسيس الجماعة الاسلامية في لبنان

و”ستتطرق الوثيقة أيضا الى الديموقراطية وشؤون المرأة. ولن تتعرّض للمواقف السياسية الحالية، بل أهم موقف بالنسبة لها هو استمرارية دعم المقاومة الفلسطينية”.

وتؤيد الجماعة الإسلامية حركة المقاومة الاسلامية (حماس) في وثيقتها التي أصدرتها مؤخرا. والتي تتضّمن اعترافا بحدود 1967 وبأنها ليست فرعا للاخوان المسلمين في فلسطين. علما ان الجماعة الاسلامية في لبنان لا تزال تعرّف عن نفسها بأنها فرعا من فروع الإخوان المسلمين العالمية.
وبانتظار خطاب الامين العام للجماعة الاسلامية في لبنان عزام الايوبي بعد ثلاثة ايام، هل ستعيد حركة الاخوان المسلمين في باقي الأقطار النظر بوثائقها التأسيسية؟

السابق
نفايات المستشفيات في صيدا: مكانك راوح
التالي
قصر العدل في صيدا: من مكتبة عامة الى موقف فانات!