هل تندلع الحرب بين إيران وباكستان؟

باكستان
رغم الاتفاق الأخير على العمل سويا لتعزيز الأمن الحدودى، أرسلت إيران تحذيرا شديد اللهجة لباكستان، مؤكدة أنها ستلجأ إلى ضرب قواعد داخل باكستان، إن لم تواجه الحكومة المسلحين السنة، الذين ينفذون هجمات عبر الحدود.

قال التلفزيون الإيراني، نقلا عن رئيس الأركان الجنرال محمد حسين باقري قوله او أمس الإثنين، إن الجنود الإيرانيين سيهاجمون “الإرهابيين أينما كانوا”، موضحا أنهم يمكن أن يعبروا الحدود إلى باكستان لاستهداف المسلحين هناك.

وأكد باقرى أن باكستان ستتعقب المخابئ على أراضيها، لكن إذا “استمرت الهجمات، فإن الملاذات الآمنة ستُستهدف وستُسحق أينما كانت”، حسبما أوردت وكالة “أسوشيتدبرس”.

اقرأ أيضاً: الْيَوْمَ «المجيد» عرس للارهاب وسقوط الدولة

وقد قوبلت تهديدات طهران بتنفيذ ضربات ضد جماعة «جيش العدل» البلوشية داخل باكستان برد غاضب من إسلام آباد التي استدعت، أمس الثلاثاء، السفير الإيراني مهدي هنر دوست إلى وزارة الخارجية لإبلاغه احتجاجاً شديد اللهجة.

وأدانت إسلام آباد بشدة تهديدات رئيس الأركان الإيراني، محمد باقري، وقالت الخارجية الباكستانية إنها أبلغت السفير الإيراني تحفظات جدية حول ما ورد على لسان باقري من اتهامات لباكستان بتدريب ورعاية جماعة «جيش العدل» المعارِضة لطهران، محذرة طهران من تضرر العلاقات الثنائية بسبب تصريحات «سلبية غير لائقة»، حسبما أورد موقع «ديلي باكستان».

لكن الجانب الإيراني واصل إطلاق التهديدات، أمس. ففي أحدث موقف، نقلت وكالة «مهر» الرسمية عن نائب قائد الجيش الإيراني، أحمد رضا بوردستان، أن إيران «تحتفظ بحقها الطبيعي والقانوني في تدمير أوكار الإرهابيين في أي عمق من أراضي الجيران». وهدد بوردستان بمواجهة «حاسمة» في عمق الأراضي الباكستانية «إذا لم تتخذ إسلام آباد خطوات جدية»، مضيفاً أن «إيران لا تجامل حول أمنها مع أي طرف آخر».

ويأتي التوتر الحدودي بين الجانبين بعد مقتل عشرة من عناصر حرس الحدود الإيراني بنيران مقاتلي جماعة «جيش العدل». وتقول الجماعة إنها تلجأ للعمل المسلح ضد انتهاكات «الحقوق القومية والدينية» للبلوش في إيران.

وتمر العلاقات الباكستانية-الإيرانية بمرحلة سيئة فاقمتها الحرب اليمنية والتدخل السعودية حليفة باكستان فيها، مع دعم ايران للمتمردين الحوثيين الذين يقومون بقصف الاراضي السعودية وكذلك الاتفاقية بين الهند وإيران وأفغانستان، في التاسع عشر من يونيو/حزيران2016، التي تنص على تشغيل ميناء تشاربهار الإيراني بشكل مشترك، والذي يربط أفغانستان بالبحر، ويربط الهند وإيران بدول آسيا الوسطى عبر أفغانستان.

اقرأ أيضاً: إيران وروسيا وعقيدة المكان

ويرجع مراقبون الغضب الباكستاني من الاتفاق الهندي-الإيراني-الأفغاني بشأن ميناء تشاربهار الإيراني، إلى حقيقة أنه أتى على حساب ميناء غوادر الباكستاني، ولا شك في أن تعزيز العلاقات بين الهند وأفغانستان وإيران (جيران باكستان الثلاثة) سيدفع إسلام آباد “نحو التقوقع”.

وتتخذ جماعة جيش العدل الإيرانية المعارضة من الأراضي الباكستانية مقراً لشن عملياتها ضد النظام الإيراني، حيث تمكنت العام الماضي من أسر 5 جنود، في حين كلفت السلطات الإيرانية قبل عامين الحرس الثوري مراقبة الحدود مع باكستان لمنع تسلل مجموعات متمردة.

 

السابق
جلسة 15 أيار قادمة والانتخابات وفق قانون الستين!
التالي
جدار اسرائيلي مقابل كفركلا: ما جدواه؟