عزل ترامب لمدير الـ«اف بي أي» يضعه في قفص الإتهام!

ما هو سبب عزل ترامب لمدير الـ "اف بي اي"؟

أثار الرئيس الأميركي دونالد ترامب، عاصفة سياسية اليوم تمثلت بإقالة مدير مكتب التحقيقات الفدرالي جيمس كومي، الذي قاد التحقيقات بمزاعم التدخل الروسي في حملة الانتخابات الأميركية عام 2016 والتواطؤ مع ترامب. وقال ترامب أن خطوته هذه تهدف لإعادة الثقة بالـ “FBI” عبر تعيين مدير جديد يعيد احترام المنصب، بعدما فقد كومي ثقة الجمهوريين والديمقراطيين.

اقرأ أيضاً: هذه عناوين سياسة ترامب تجاه سوريا ولبنان

وعلّل ترامب سبب هذه الخطوة متهما إياه بعدم القدرة على العمل لانه لم يتعامل بشكل جيد مع فضيحة رسائل منافسته هيلاري كلينتون الالكترونية آنذاك، إذ أثار كومي حينها جدل حول موقفه من التحقيق في استخدام كلينتون للبريد الإلكتروني الخاص بها خلال فترة توليها منصب وزير الخارجية.

ولكن سرعان ما اتهم الديمقراطيون ترامب بوجود دوافع سياسية وراء قراره باقالة كومي حيث زرأى معارضيه أن الأمر متعلق بالتحقيقات التي يقوم بها في الدور الروسي في الانتخابات الرئاسية.

في هذا السياق، ذكرت وكالة انباء “اسوشيتد برس” أن كلينتون قد اتهمت كومي بأنها مسؤولة عن هزيمتها وذلك بعدما أعلن قبل 11 يوما من الانتخابات الرئاسية الحاسمة، أنه أعاد فتح تحقيق في رسائل البريد الإلكتروني الخاص بها وهوما يجعل كومي تحت محط الأنظار. هذا عدا عن قيامه بتفجير قنبلة أخرى عبر إعلانه أن مكتب التحقيقات يحقق في التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية لمصلحة ترامب.
وهو ما ساهم بتوتير العلاقات على خط “FBI” والبيت الابيض، إذ برر ترامب خطوته المفاجئة بأنها لإعادة “ثقة الأميركيين بهذه الوكالة “.

وترى الوكالة أن ترامب يستغلّ قضية رسائل كلينتون للتغطية على علاقنه بالروس، فأقال كومي من منصبه الذي كان لا يزال أمام عشر سنوات لانهاء مدة وظيفته.
وقال كومي في شهادة للكونغرس أنه نمن اكثر المواقف صعوبة في حياته اتهام المسؤولون السابقون في وزارة العدل ومجلس النواب له بالتدخل في السياسة، حيث أعلن قبل 11 يوما من الانتخابات التحقيق في الرسائل المتعلقة كلينتون، إذ وصف قراره بالمحير والمثير للدهشة.

ووفقا للوكالة، كان كومي عضوا في الحزب الجمهوري، لكنه لم يعد مسجلا، حيث عمل 15 عاما محققا فيدراليا قبل أن يعمل في إدارة جورج دبليو بوش، وقاد حملة التحقيق في قضية سيدة الأعمال ومقدمة البرنامج مارثا ستيوارت، كذلك في قضية تقفجير برج الخبر 1996، الذي قتل فيه 19 جنديا أمريكيا، وعندما رشحه باراك أوباما للمنصب في عام 2013، أشار إلى استعداده للوقوف أمام السلطة “في اللحظة المهمة”.

واضاف التقرير ان البيت الابيض لم يدافع عن كومي موقفا بعد انتقاد: بسبب قراره بفتح تحقيقات رسائل كلينتون ، وأشار البيت الابيض ان الكومي هو المسؤول عن الدفاع عن نفسه.

وقال كومي في شهادة له أمام الكونغرس الاسبوع الماضي انه واجه خيارا بين الكشف عن معلومات كلينتون او اخفاؤها في اللحظات الاخيرة من الحملة الانتخابية وقال انه اختار “بين ما هو سيئ والكارثة”.

وختمت “أسوشيتد برس” تقريرها بالإشارة إلى قول كريستيان تشانغ، التي عملت مع كومي عندما كان محققا فيدراليا في مانهاتن، إنه شخص “مصمم على فعل الصواب”، وأضافت أن النقد الذي وجه له بسبب فتح تحقيق في الرسائل الإلكترونية هو “درس يدعو الناس الأخيار لئلا يذهبوا إلى واشنطن”، أي للعمل مع المسؤولين هناك.

وقد سبق أن انتقد ترامب مدير مكتب “إف بي آي”؛ لعدم ملاحقة كلينتون قضائياً، في تموز الماضي، لكنه كال له المديح لاحقاً.

وقال كومي في تموز، إن قضية البريد الإلكتروني الخاص بكلينتون يجب إغلاقها من دون ملاحقة قضائية، لكنه أعلن قبل 11 يوماً من انتخابات الثامن من تشرين الأول أنه أعاد فتح التحقيق لاكتشاف مجموعة جديدة من الرسائل الإلكترونية المتعلقة بها.

وأصدر البيت الأبيض مذكرة لنائب وزير العدل، رود روزنشتاين، حملت تبرير الإدارة لإقالة كومي. وكتب روزنشتاين: “لا أستطيع الدفاع عن تعامل المدير مع ما خلص إليه التحقيق في الرسائل الإلكترونية لكلينتون ولا أفهم رفضه تقبل بأن الحكم خطأ”.

اقرأ أيضاً: ترامب وخديعة المناطق الامنة في سوريا

وتوجه السيناتور الديمقراطي ويب ديك دوربين إلى المجلس الثلاثاء؛ لتأكد من البيت الأبيض فيما سيستمر التحقيق الذي يجريه مكتب “اف بي اي” في التدخل الروسي بعد إقالة كومي.

وقال: “أي محاولة لوقف أو عرقلة تحقيق مكتب التحقيقات سيثير قضايا دستورية خطيرة. مطالبا بتوضيحا بأسرع وقت “.

وقال ترامب في رسالته لكومي: “في حين أني أقدر بشدة، إبلاغك لي في 3 مناسبات منفصلة أنني لست قيد التحقيق، فإنني على الرغم من ذلك اتفق مع تقدير وزارة العدل أنك لست قادراً على قيادة المكتب بفاعلية”.

السابق
نادر الحريري يؤكد قرب الاتفاق على قانون انتخابي
التالي
جنبلاط: لا لصفقة السفن التركية.. نعم لعصر النفقات وتخفيض العجز