جدار اسرائيلي مقابل كفركلا: ما جدواه؟

جدار اسرائيل
باشر الجيش الإسرائيلي بإقامة جدار أمني عازل على طول الحدود مع لبنان، الجدار يبلغ طوله نحو كيلومتر واحد أما ارتفاعه فعدة أمتار. فما الفائدة الأمنية التي تعود على إسرائيل من بناء هذا الجدار؟ وما هو مخططها على الحدود الشمالية؟

جاء في موقع صحيفة “هآرتس”، أنّ “إسرائيل ستشرع قريباً ببناء جدار أمني عند مستوطنة المطلة الشمالية المواجهة لقرية كفركلا اللبنانية يشبه الجدار الّذي اقيم على الحدود مع مصر، منعا لعمليّات التسلّل”.

أما الجدار الذي سيتم إنشاؤه على الحدود اللبنانية المسمّى “ساعة الرمل”، سيصل إمتداده إلى ستة أمتار، وكلفته المادية تصل إلى أكثر من 100 مليون شيكل أي ما يقارب 28 مليون دولار، سيبنى في منطقتين اعتبرا كمناطق أساسية من الدرجة الأولى، واحدة تقع قرب رأس الناقورة، والثانية قريبة من المطلة”.

اقرأ أيضاً: إسرائيل تستعد لبناء سياج أمني ضخم مع لبنان

لبنانيا، لم تعترض الدولة رسميا ولا حتى حزب الله على مشروع اسرائيل الذي تم طرحه في اجتماعات اللجنة الثلاثية التي تُعقد مع لبنان على المستوى العسكري وبرعاية قيادة “اليونيفيل” في مقرّها في الناقورة. وأكدت مصادر ديبلوماسية لبنانية لـ “النهار” هذا الكلام ، لافتة الى ان المباحثات حول هذا الملف بدأ منذ كانون الثاني الفائت.
وبحسب المصادر المباحثات تمت بين الجانب اللبناني والامم المتحدة من جهة وبين أممي اسرائيلي من جهة اخرى وجندي لبناني تابع الحزب. وقد تمّ الموافقة على المشروع الإسرائيلي بعد ان تبين أن “”ساعة الرمل” سيقام في الجانب الإسرائيلي، لمنع تهريب المخدرات ووقف الاشتباكات مع المزارعين الإسرائيليين بالقرب من حدود القرى اللبنانية وتفاديا لوقوع حوادث أمنية.

وعلى الرغم من عدم ممانعة الجانب اللبناني، المشروع الإسرائيلي في هذا الوقت بالذات يستدعي التساؤل عن الدافع من إنشاء هذا الجدار الفاصل وعلى الرغمك من الإشارة إلى أن الغاية منه لمنع التسلل من الجانب اللبناني سيما أنه منذ مدة قريبة تسلل أحد المواطنين اللبنانيين إلى الداخل االإسرائيلي. لكن هذا التصور لم يستبعد إحتمالا ان تكون إسرائيل تعدّ لحرب جديدة على لبنان خصوصا أن الحديث عن بناء الجدار يصادف مع ارتفاع منسوب التخوّف من إعتداءات جديدة والحديث عن هذا الأمر في الآونة الأخيرة.

كفركلا

ويعتبر تبرير إسرائيل الغاية من إنشاء الجدار لوقف المتسللين غير منطقي، سيما أنه نادرا ما نسمع عن حالات تسلل التي سرعان ما يتم معالجتها واعادة المتسللين إلى لبنان وحتى فرضية أن يكون المتسللين إرهابيين فهي غير منطقية أكثر لإمتلاك هؤلاء طرق أخرى للتسلل نحو إسرائيل. لذا فإذا كان هذا الهدف الحقيقي للجدار فلا قيمة له.

ويرى موقع النشرة أن الفرضية الأكثر اقناعا أن الجدار سيفيد إسرائيل لناحية منع ستمنع حزب الله والجيش اللبناني من رؤية إجراءاتها عبر الحدود، وستضع حدا لمراقبة تحركاتها خوفا من أي عمليات يمكن تنفيذها في حالة حدوث أي مواجهة.

إضافة إلى أن اسرائيل ستستغل تفوقها جويا على لبنان حيث ستتمكن من المراقبة عبر الطائرات للأراضي اللبنانية مقابل ضعف الطرف الآخر في الفضاء.

اقرأ أيضاً: الجدران العازلة ضد الفلسطينيين: مدافع وصواريخ تخشى من حجر!

وحول ما كيف ستكون الإستفادة من الجدار عند وقوع أي إشتباك؟ فغالبا ما تبنى الجدران على حدود غير ساخنة، وتلك التي تمتد لأميال ولا يمكن رصدها عن كثب. لكن الوضع مع لبنان مختلف تماما، وبالتالي فإن بناء الجدار قد يعني، بحسب التحليلات، انه مختلف تماما عما يجري مناقشته، أي أن إسرائيل تستعد لمرحلة ما بعد الاتفاقات ، إذ تعتزم “تأمين” حدودها في المستقبل، في ضوء وقف العمليات العسكرية تحضيرا لوقف إطلاق النار في المرحلة اللاحقة، وسوف تكون بديلا عن القرار “1701”.

(س.ج)

السابق
هل تندلع الحرب بين إيران وباكستان؟
التالي
نادر الحريري يؤكد قرب الاتفاق على قانون انتخابي