صرخة مواطن من برج البراجنة: السلاح يقتلنا ونريد الدولة

كتب احد المواطنين لموقع جنوبية يقول:" أصبحت غريباً في منطقتي برج البراجنة، فمنذ نعومة أظافري كانت الطيبة والأخلاق واحترام الكبير، وكانت الآفات الوسخة لم تكن موجودة، فكنّا بخير وسلام، أما اليوم، فتجارة المخدّرات وتعاطيها، وتجارة السلاح بشكل علني والسلاح المنتشر بين أبنائها اصبح هو الطاغي هذه الايام".

مثال عن الفلتان الأمني هو ما حصل مع المدعو (ح.ش) المنتمي إلى حزب الله والذي يعمل في محل “ألبسة عسكرية” يتاجر من خلاله بالسلاح، داهمته كتيبة من الجيش اللبناني بعد إخبار، ولكن لم يستطع عناصرها سحبه من المكان إلا بعد اتصال من القيادة الحزبية تسمح للقوى الموجودة باعتقاله ومصادرة السلاح الموجود والذي يقدّر بـ25 ألف دولار أميركي.

اقرأ أيضاً: طفح كيل أهالي برج البراجنة من الفلتان الأمني: نريد الدّولة

اضافة الى السرقة، والتهديد والقتل العمد أو القتل بالخطأ بسبب مشكلة، ناهيك عن الخوّات، والمافيات على المولدات الكهربائية، المياه، الستالايت، فضلاً عن كلّ “فاتح على حسابه”. لم تعد طبيعتي تتلاءم والعيش في المنطقة التي أحبّ؛ هذا حال برج البراجنة اليوم.

بالأمس، وعلى الرغم من إقامة اعتصام من قبل اهالي برج البراجنة احتجاجا على تردي الوضع الامني، إلا أنه وبعد ساعات فقط من غض الاعتصام، أقدم المدعو (ف.خ) والذي كان خرج من السجن من أسبوعين على طلب الخوّة من صاحب محال ألبسة “بالة” سوري الجنسية – متموّل – وذلك مقابل الجامع، فما كان من صاحب المحل إلا أن استنجد بالمدعو (ع.ش) فتوّة المنطقة والذي ينتمي إلى حزب الله بدوره، والذي سحب المدعو (ف.خ) إلى موقف سيارات هناك وأشبعه ضرباً وركلاً حتى أدماه وبعدها ضربه بكعب المسدس حيث استدعى دخوله المستشفى فوراً، وبينما كان يهمّ (ع.ش) بالخروج من الموقف حتى تفاجأ بأقارب (ف.خ) وهم مدججين بالسلاح الكليشينكوف لتبدأ المعركة وسط توتر وذعر حلّ بالأهالي هناك، ليفر هؤلاء تاركين ورائهم الأضرار المادية والنفسية طوال هذا اليوم المشؤوم.

وفي نفس اليوم الاثنين، سُمع إطلاق نار كثيف في المنطقة أزعج الأهالي، واضطرهم للبقاء في المنازل خشية من إصابتهم برصاص طائش يودي بحياتهم دون أي ذنب، تبين لاحقاً أن أحد المطلوبين في “حي الكراد” هرب من السجن والتجأ إلى المخيم وكانت تلاحقه قوة من الجيش اللبناني، فاستعان الهارب بزملائه الذين بدأوا بإطلاق النار على الجيش.

ومنذ يومين وبينما كانت قوة من الجيش اللبناني تداهم المطلوب في المنطقة، أخذ المدعو (س.م) يطلق الرصاص العشوائي حيث أصيبت امرأة وشاب بجروح بالغة استدعى الامر دخولهما المستشفى، وما زاد الطين بلة هو رمي المطلوب لقنبلة صوتية أحدثت ذعراً وضرراً هائلاً في أحد المحلات التجارية.

والحالة هذه تعود إلى انطباع فكرة في عقول أبناء هذه المنطقة ومنذ 15 عشرة سنة أنه لا يوجد دولة، بل لا تستطيع الدولة أن تدخل إلى المنطقة دون إذن، وهذا ما شجع العصابات على ارتكاب الجرائم وافرادها على يقين أنهم لن يحاسبوا على ما اقترفت ايديهم طالما أنهم محصنّين داخل المنطقة ولا يستطيع أحد الوصول لهم، ناهيك أن الحزب لا يستطيع الاحتكاك بهم لمصالح انتخابية وغيرها.

اقرأ أيضاً: حزب الله يستنجد بالدولة: أَمسِكوا أمن بعلبك… والطفيل

ويختم المواطن: “انا المواطن العادي الطامح فقط بالأمان لا أكثر لي ولعائلتي، لم أعد أستطيع العيش حيث أقطن في برج البراجنة.فالسلاح منتشر في برج البراجنة بشكل فظيع، الصغير الكبير يحمله، وأرواح بريئة تزهق، لا توجد محاسبة وعقاب، لذلك لا نقدر إلا ان نصرخ الصرخة المشهورة “وينييه الدولة؟!”.

السابق
الحريري: طرابلس ستبقى عنوان الإعتدال والإنفتاح
التالي
الاعتداء على رئيس بلدية كفررمان يتفاعل واتهامات لكمال غبريس