نجاح ماكرون وسقوط الخطاب الشعبوي المتعصب في فرنسا

إختارت فرنسا وجه الإعتدال وقالت كلمتها بوجه التطرف والعنصرية. ولكن ماذا بعد الانتخابات الرئاسية؟ وماذا سينتظر فرنسا في عهد ماكرون؟

حافظت فرنسا على وجهها الديمقراطي بفوز المرشح الوسطي للرئاسة الفرنسية الشاب إيمانويل ماكرون (39 عاما) ليكون أصغر رئيس في تاريخ فرنسا  بنسبة 65.9 في المئة مقابل 34.1 في المئة لمرشحة اليمن المتطرف مارين لوبان.

وقد صدقت توقعات إستطلاعات الرأي بتحقيق ماكرون فوزا ساحقا على منافسته اليمينية المتطرفة مارين لوبان الي أقرت بالهزيمة وقالت: “أصبحنا أكبر قوة معارضة في فرنسا بعد هذه الانتخابات”. وتمنت لماكرون النجاح “في مواجهة التحديات الكبرى”.

وفي أول خطاب له بعد فوزه، اعترف ماكرون بوجود انقسامات في بلاده وبـ”غضب وقلق وشكوك” ووعد بالقضاء عليها خلال ولايته. واعتبر أن انتخابه سيفتح صفحة جديدة للفرنسيين ولأصدقاء فرنسا”.

ولكن بعد الانتخابات الرئاسية،  فرنسا إلى أين مع الرئيس المنتخب إيمانويل ماكرون الذي انتصر بمعركة ساحقة ضد مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبان؟

سؤال حول النتيجة وتداعياتها اجاب عليه الخبير بالعلاقات الدولية الدكتور وليد العربيد حيث صرّح لـ “جنوبية” أن “لا يزال أمام ماكرون تحدٍّ ثالث يتمثل بالإنتخابات البرلمانية وهي التي ستؤمن له اغلبية يستطيع فيها الإستمرار بالحكم لمدّة خمس سنوات. مشيرا إلى أن الانتخابات الفرنسية لعام 2016 أحدثت تطورات جديدة على المشهد الفرنسي وذلك مع هزيمة الأحزاب التقليدية التي طالما مثلت اليمين واليسار والديغوليين وغيرهم، مع عدم تمكنهم من الوصول إلى الجولة الثانية. وهو ما سيؤدي إلى ظهور تيارات جديد كحركة ‘إلى الأمام’ التي اسسها ماكرون إضافة إلى حركة ‘الجبهة الوطنية’ التي ترأسها لوبان”.

 

إلى ذلك، أشار عربيد إلى أنّ السؤال يكمن في أنه هل سيتغير المشهد الانتخابي لا سيما أن الحزبين ليس لديهما البنى التحتية واللوجستية لإدارة المعركة الانتخابية المقبلة لإيصال 175 نائب الى البرلمان.

إقرأ أيضاً: الانتخابات الرئاسية الفرنسية تقضي على الاحزاب التقليدية

لذا فإن “العقبة الأساسية هنا بتمثيل الأحزاب داخل البرلمان الفرنسي، التي من الممكن أن تشكّل خطرا على ماكرون لأنه ليس بإستطاعته تأمين الاغلبية. ولكن الاصطفافات السياسية ممكن أن يكون لديها دور مهم في مساندة ماكرون لإيجاد تمثيل يمكّنه من تحقيق برنامجه السياسي والاقتصادي والإستمرار، وهو ما يمكن أن تؤمنه له دعم اليمين التقليدي واليسار الوسطي”. مشيرا إلى أن “إستطلاعات الرأي اظهرت أن حركة إلى الأمام  و الجبهة الوطنية ممكن أن تستحصل على 200 مقعد لكل منهما وهو ما يعني توزان بينهما”. وتابع “إلّا أن يبقى لا شيئ محسوم حتى الآن نظرا لمدى ضبابية المشهد”.

إقرأ أيضاً: عشية الانتخابات الفرنسية: داعش يدعم حملة لوبان!

ولفت إلى أن “الجولة الثالثة هي التي ستقرر إتجاه الحكم سيما وأن ماكرون لديه ملفات مهمة داخلية وأوروبية ودولية. لذلك الترقب بعد ذلك سيكون نحو الجولة الثالثة بإستقالة الحكومة وتعيين رئيس جديد ليشرف على الانتخابات النيابية القادمة في شهر حزيران المقبل.
وخلص عربيد بالقول ” أن مهمة الرئيس المنتخب  إعادة الثقة بالإقتصاد الفرنسي، كما إثبات أن الديمقراطية الفرنسية لم تستطع شعبوية لوبان الإطاحة بها وأن فرنسا لم تغيّر وجهها الذي رسمته الثورة الفرنسية”.

السابق
المشنوق: وزارة الداخلية لا تكلف بكلمة من الشيخ يزبك أو من أي حزب آخر
التالي
عون أعاد للمسيحيين حقوقاً وأنهى طموحاً