أيها الطالب اللبناني لم تعد الدراسة عبئاً، والملخص لم يعد يكلفك لا مالاً ولا جهداً. فها هي صفحة “طلاب لبنان” تقدم لك “مجاناً” ملخصات لكافة مواد المدارس والجامعات والمعاهد، ولاسيما للشهادات، فتنشر على التوالي على صفحتها أهم المقررات والمسابقات والأسئلة.
المبادرة التي أطلقتها الصفحة تعد سابقة، إن من جهة نوعية الملخصات الكفوءة، أو من جهة إتاحتها للجميع دون أيّ مقابل مادي. مما يفسح المجال للعديد من الطلاب للتعويض عن الضعف في بعض المواد الدراسية دون الحاجة لا إلى المعاهد ولا إلى الأساتذة الخصوصيين.
مهمة الصفحة لا تتوقف عند المواد، بل عند الاستفسارات وإيصال، ففي وطن يتاجر فيه المعنيون بالطلاب اعتصاماً وإفادة، لا تجد الوزارة المعنية وقتاً للإجابة عن التساؤلات أو للنظر في المشاكل التربوية.
موقع “جنوبية” تواصل من جهته مع أحد القيمين على هذه الصفحة، لنعلم أنّ خلف هذا المجهود الاستثنائي خمسة طلاب من مناطق لبنانية متنوعة، يتناوبون على إدارة الصفحة والتواصل مع الأعضاء كما يتواصلون مع أساتذهم عند المسائل الضرورية.
ولفت أدمن الصفحة لموقعنا إلى أنّ المعلومات التي تصلهم هي من طلاب متفوقين، والمخلصات هي من أساتذة، مؤكداً أنّهم إذ اكتشفوا أيّ خطأ في أيّ من المنشورات يعمدون إلى التصحيح فوراً.
مضيفاً “المسابقات التي تصلنا مع أجوبتها تكون موقعة باسم المدرسة واسم الأستاذ المسؤول عن المادة وبالتالي هم من يتحملون مسؤولية أي خطأ قد يرد فيها”.
أما عن أهداف هذه الصفحة فيؤكد لنا ” نهدف أولاً إلى مساعدة الطلاب الزملاء على قدر استطاعتنا، وخاصة طلاب الامتحانات الرسمية فهم الأكثر حاجة إلى تلخيصات ونماذج مسابقات مع حلّها”.
متابعاً “أما الهدف الثاني فهو مساعدة الطلاب على إيصال صوتهم وارائهم في المنهجية الدراسية، إذ أنّ الإعلام على اختلافه يهمشهم، لذا نعمل نحن على إيصال مطالبهم بالتنسيق مع رابطة طلاب لبنان التي بدورها تتابع أوضاعهم مع وزير التربية وباقي المسؤولين التربويين”.
ويضيف الأدمن “لقد دعت الصفحة سابقاً الطلاب للاعتصام أمام وزارة التربية للمطالبة بإلغاء المحور الإضافي في مادة الفلسفة، كما قمنا بدعوتهم أيضاً للاعتصام تضامناً مع حقوق الأساتذة ورفضاً لإعطاء إفادات لطلاب الشهادات، كذلك سبق ونشرنا مقطعاً صوتياً مسرباً لمقرر الامتحانات في مادة الفلسفة “ج.ر”، يقول به أنّ زيادة محور للحفظ في هذه المادة جاء بسبب عدم كفاءة الأساتذة في التصحيح بالامتحانات الرسمية، وهذه فضيحة لم تتابعها وسائل الاعلام بل تابعناها نحن”.
إقرأ أيضاً: رئيس «رابطة الثانوي»: هل تريدون الإفادات كما العام 2014 ؟
وأردف مشيراً أنّ “الصفحة حققت نقلة نوعية، وهناك نسبة إقبال كبيرة من الطلاب”، مؤكداً أنّها “الأولى بلبنان فالصفحات المشابهة تكون عادة تجارية لا مجانية”.
وأوضح الأدمن في الشق المرتبط بما يواجهه الطلاب أنّ “النماذج والتوصيفات الجديدة للمسابقات، أثبتت فشل الطاقم المعني، فكان الارتباك جليّ إن في المركز التربوي أم في دائرة الامتحانات الرسمية، هناك بعض المواد قاموا بتغيير نموذج المسابقة فيها قبل شهرٍ فقط”.
مضيفاً “حتى المواد المطلوبة والملغاة لم تكن واضحة للطلاب، إضافة إلى الإضرابات وتعليق الدروس، وكان الطالب لا يجد أيّ أجوبة لدى المعنيين فيلجأ إلى صفحتنا”.
إقرأ أيضاً: طلاب لبنان يعتصمون: لا للإفادة.. ولا لإستغلالنا في مطالب الأساتذة
هذا ويؤكد أنّ “هناك مشكلة في التواصل المباشر مع الطلاب، تبدأ من وزير التربية و رئيسة المركز التربوي و رئيسة دائرة الامتحانات الرسمية، وتنتهي عند روابط الاساتذة والذين يشفع لهم قليلاً بياناتهم
وختم الأدمن ساخراً “على الوزارة أن تخصص لصفحتنا ميزانية لكوننا نتواصل عوضاً عنهم مع الطلاب ونمنحهم الوقت والمجهود، ولكن نحن لسنا في دولة محترمة وفي كل الأحوال لا نريد (جميلتهم) فهم فاشلون حتى في أعمالهم، وأوضح دليل على ذلك هو تطويرهم للمناهج والذي عوضاً أن يخفف الحشو أدّى إلى زيادة محور بمادة الفلسفة ( حشو اضافي)”.
