مسلحون في الهبارية: لولانا ما كنتم في أرضكم

تشبيح في الهبارية، تحت عنوان "المقاومة"، والبلدية تُدين ابن الأرض!

ليس عجباً أن يتحول منطق التحرير إلى احتلال، وأن يتلطى عدة عناصر خلف شعار “حررنا”، ليشبحوا على الأراضي التي لا يمتلكونها بوقاحة، فالدولة الضعيفة المؤسسات والبلديات المحزبة في التي تتيح هذه التعديات.

في التفاصيل التي حصل عليها موقع “جنوبية” فإنّ شابين من بلدة الهبارية (النبطية)، قد شاهدوا ليل السبت 29 نيسان، مجموعة من الغرباء عن المنطقة، يحملون بندقيات صيد في خراج البلدة، وحينما سألوهم ماذا يفعلون ادعى إحدهم أنه مأمور أحراش، ليقول للشابين بعد احتدام الجدل”نحن قد حررنا هذه الأرض ولولا نحن لما كنتم أنتم هنا..الله معكم”.

هذا وعلم موقعنا، أنّ البلدية لم تقدم على ايّ تحرّك في هذه الحادثة.

في هذا السياق، تواصل موقع “جنوبية” مع نائب رئيس جمعية أجيال محمد عزت ياسين، والذي كان شاهداً على ما حدث، ياسين أوضح لنا قائلاً “حينما كنت قادماً من الجبل إلى البلدة بسيارتي استوقفني مشهد شابين غرباء عن المنطقة ومعهم أسلحة صيد، فنزلت إليهم ونزل معي صديقي الذي كان في السيارة الثانية”.

الهبارية
الهبارية

مضيفاً “سألناهم من أنتم فأخبرانا أنّهما من الخيام، وقلنا لهما أنّ الصيد في هذه المنطقة ممنوع بقرار بلدي، ليكون الجواب أنّهم مآمير حراش”.

إقرأ أيضاً: أمل وحزب الله… وقانون المساواة في نهب مشاعات الجنوب!

وتابع ياسين “حينما قلت لهما أنّ المأمور لا يحمل بندقية صيد أتى شاب ثالث وسألني إن كنت أملك الأرض، لأخبره أنّها مشاع وأنّي ابن البلدة، فما كان منه إلاّ أن ردّ علي (قلنالك نحن مآمير حراش الله معك)”.

متابعاً “هذا الكلام استفزني فقلت له كيف (الله معي) أنا هنا صاحب الأرض، ليعلق أننا لولاهم (هم) ما كنّا هنا أي لولا أنّهم حرروا هذه الأرض، عبارته هذه دفعت الشاب الذي معي وهو معتقل سابق لأن يرد فقال له أننا نحن مقاومة قبل أن يكونوا هم مقاومة، وأنّ من يحرر الأرض لا يعيّر الناس ولا يستبيحهم ولا يقوم بما يحلو له”.

إقرأ أيضاً: اتهامات اختلاس وهدر بين الهبارية واتحاد العرقوب

وأردف ياسين “هنا تدخلت وقلت له هذه أرضي وحقي السؤال وكل ما قلته لك أنّ الصيد ممنوع، وحملت هاتفي لأتواصل مع البلدية فما كان من أحدهم إلا أن قال لي (إيدك وما تغطي)”.

وأكد ابن بلدة الهبارية أنّه قد تواصل مع رئيس البلدية طالباً إرسال شرطي لمعالجة هذا التعدي إلا أنّ هذا لم يحدث، حيث أنّه وصديقه التقيا بشرطي البلدية  وعلما أنّه لم يتلقّ أي اتصالٍ من الرئيس، فقاما بإرساله للأرض حيث وجد المتعدين قد غادروا.
هذا وأوضح لنا أنّ البلدية تلومهما على ما حدث وتتهمها بالتهجم على الشباب، ليعلق ساخراً “مش مهم أنّهم قد طردونا وأهانوا كرامتنا!”

السابق
«حماس»… الموت المجاني أيضاً!
التالي
صحيفة بلجيكية: ماكرون متقدم بأكثر من 60%