الإنتخابات الفرنسية غداً تحدد مصير الإتحاد الاوروبي

يوم واحد يفصلنا عن موعد الجولة الثانية والأخيرة للانتخابات الفرنسية ورغم تفوّق ماكرون على منافسته لوبان في الجولة الأولى وفي المناظرة التي أجريت قبل يومين. فان لا شيئ حاسما وتبقى الكلمة الفصل لصناديق الاقتراع التي ستحدد مصير الاتحاد الاوروبي ايضا.

شهدت المناظرة بين المرشحين للانتخابات الرئاسية الفرنسية، إيمانويل ماكرون ومارين لوبان، مساء الأربعاء الفائت،  عنفاً نادراً حيث اعتبر الكثيرون المناظرة التي سبقت الجولة الثانية والاخيرة من الانتخابات الفرنسية بأنه أسوأ مناظرة في تاريخ الجمهورية الخامسة، نظرا لمدى العنف والهجوم الكلامي بين المرشحين سيما لجهة أداء مرشحة حزب “الجبهة الوطنية” التي ما لبثت  حتى بدت مهاجمهة  منافسها في المناظرة تلفزيونية  التي شاهدها أكثر من 16 مليون فرنسي.
وقد عزّز ماكرون، موقعه كأكثر المرشحين حظا للفوز فى الانتخابات، حيث اظهرت استطلاع للرأى ان ماكارون، وهو وزير الاقتصاد السابق في تجربته الأولى للترشح في المناصب العامة، كان اكثر اقناعا من منافسته لوبان خلال المناظرة التى سبقت الجولة الحاسمة من الانتخابات يوم الاحد في 7 أيارالقادم.
وطبقا ووفقا لاستطلاع أجراه معهد أبحاث إيلاب بتكليف من قناة  “بي إف إم تي في” ، فان المرشح الشاب تقدم بأشواط كبيرة على لوبان . حيث أعطى 63٪ من المشاهدين الأفضلية لماكرون ، في حين اعتقد 34٪ أن لوبان تفوق على خصمها، و 3٪ لم يبتوا في الأمر، وطبقت الدراسة 1314 مشاركا، تم اختيارهم على أساس العينة.
وخلال المناظرة تبادل المرشحان الانتقادات اللاذعة في مناظرة استمرت أكثر من ساعتين، تحدثا خلالها في قضايا الإرهاب والاقتصاد والاتحاد الأوروبي.
فقد وصفت لوبان ماكرون بأنه مرشح “”مرشح العولمة المتوحشة وحرب الجميع ضد الجميع والتخريب الاقتصاد. واتهمت إياه بأنه  “عندما كان وزيرا للاقتصاد، لم يقم باي جهد لتحسين الاقتصاد، بل على العكس من ذلك، انخفض تراجع اقتصاد فرنسا”. وقالت إنه سيجعل فرنسا “غرفة للتبادل التجاري، حيث ستكون ثمة حرب بين الجميع”.
من جانبه، شكر ماكارون منافسته على هجومها اللفظي. واضاف “انها لا تمثل الديموقراطية المنفتحة، مضيفا انها “الوريث الحقيقي للحزب اليمين المتطرف في فرنسا”. مشيرا إلى أن سياسة لوبان قائمة على تأليف الاكاذيب“.
ولم يثر النقاش حول مكافحة الحرائق الذى جمع بين زعيم حزب الجبهة الوطنية مارين لوبان والمرشح المستقل ايمانويل ماكرون التوترات والمنازعات طوال المناقشات مما جعلها مناقشة غير مسبوقة فى تاريخ المناقشات الرئاسية فى فرنسا . وتضمن خطاب لوبان عدة نقاط خلاف مع منافسيه، مدعومة بالتضليل أو عدم الدقة في تدخلاته، وخاصة في الاقتصاد الفرنسي والاتحاد الأوروبي.

وبعد انتهاء المناظرة قالت لوبان في مقابلة معها إن قرارها بالهجوم على منافسها على الرئاسة، نجح في تعرية ماكرون باعتباره ربيب النظام. أما ماكرون فقال بعد المناظرة إن لوبان أظهرت أنها لا تحب الحرية. وتساءل إن كان الإطار الديمقراطي القائم على اختلاف الرأي سيكون مناسبا لها. وقال إنه سيحمي هذا الإطار ويحافظ عليه إن انتخب في جولة الأحد.

وإلى جانب إعتبار المناظرة بين المرشحين غير مسبوقة لجهة الحدية وتبادل الاتهامات،  كان اللافت إعتماد لوبان على معلومات خاطئة في استعراضها لعدة نقاط خلافية مع منافسها متعلقة بالاقتصاد الفرنسي والدور الفرنسي في الاتحاد الأوروبي وبعتقد خبراء ان فوز لوبان لن يعني فقط خروج فرنسا من الاتحاد ولكن سيطلق رصاصة الرحمة على الاتحاد وسينتهي الى غير عودة.
وبحسب وكالة “ا ف ب”  قالت لوبان عند  دفاعها عن فكرة خروج فرنسا من الاتحاد الاوروبى، ان الاقتصاد البريطاني ازدهر بطريقة غير مسبوقة منذ ان قرر البريطانيون “استعادة حريتهم” والخروج من الاتحاد الاوروبى بعد فوزه “نعم” في الاستفتاء.

إقرأ أيضاً: هل ينجح المسلمون في اقصاء لوبان عن الرئاسة الفرنسية؟

وهو ما يعتبر معلومات خاطئة، لأن بريطانيا لم تخرج بعد من الاتحاد الأوروبي، وإذا سجلت زيادة بنسبة 2٪ في الناتج المحلي الإجمالي في عام 2016، ولا فضل بريكسيت بذلك.

وفي نقطة ثانية قالت أن  شركة إس إف إر” الفرنسية للاتصالات الهاتفية تم بيعها في عهد ماكرون إلى رجل الأعمال باتريك دراهي في حين رفض آرنو مونتبورغ، في حين أن ماكارون لم يكن وزير الاقتصاد في ذلك الوقت.

كما أشارت أن  فرنسا تدفع لتمويل ميزانية الاتحاد الأوروبي 9 مليارات دولارسنويا،  إلا أنه وفقا  لبيانات البرلمان الأوروبي، كانت مساهمة الاجمالية  لفرنسا في تمويل ميزانية الاتحاد في 2015 6.1 مليار يورو، والتي هي أبعد من 9 مليار يورو التي  تحدثت عنها لو بين.

إقرأ أيضاً: ما هي وجهات نظر ماكرون ولوبان حيال أزمات المنطقة؟

وقالت لو بان “ان اليورو اثر على الفرنسيين وخفض قدرتهم الشرائية، وقد تسبب بارتفاع الاسعار في فرنسا”، فيما وبحسب  المعهد الوطني للإحصاء في فرنسا أن مؤشر الأسعار قد ارتفع منذ بداية عام 2000، وهو في حالة استقرار منذ 1990، كما أن اعتماد اليورو لم ينعكس سلبا على هذا المؤشر.
إذا الحدية في خطاب لوبان فضلا عن إعتمادها على معلومات خاطئة في المناظرة التي يفرض التحضير لها بدقة، لم يخدمها سيما أن استطلاعات الرأي أجمعت على أن ماكرون كان الأوفر حظاً. ولكن يبقى الحكم الأخير لصناديق الاقتراع يوم الأحد القادم.
(س. ج)

السابق
«حماس» ووثيقتها: حلف الكذّاب والأبله
التالي
غريغوريس الثالث: سأضرب عن الطعام تضامناً مع السجناء الفلسطينيين