نتنياهو يكشف: نشن غاراتنا على سوريا بالتنسيق مع روسيا!

من المعلوم مدى عمق العلاقة بين إسرائيل وروسيا، فما يجمع البلدين أكبر من علاقة تفاهم، فنقاط التلاقي الكبرى في سوريا على مصالح مشتركة واستراتيجية أمّنت الوئام بين البلدين.

على عكس ما يظهر إعلام ايران وحلفائها، الذي يحرص على إظهار روسيا بأنها جزء أساسي من ما يسمى بمحور الممانعة. إذ يمكن وصف العلاقات بين اسرائيل وروسيا بالتاريخية والمتينة التي بدأت مع قيام الكيان الغاصب سنة 1948، وأخذت بالتطور والتقدم مع مرور الوقت.

حتى جاء خبر الإعلان عن التنسيق العسكري الروسي الإسرائيلي في سوريا فور إعلان موسكو تدخلها في سوريا مع إعطاء ضمانات لاسرائيل.

إقرأ ايضًا: هل بدأ بشار الأسد يشكل عبئا على روسيا وإيران؟
وقد جاء حديث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس ليبين مدى الإذعان الروسي لإسرائيل وليس فقط مجرد التنسيق، إذ قدم شرحا واضحا لحرص روسيا على مراعاة مصالح إسرائيل في سوريا.
وفي مقابلة مع القناة التاسعة في اللغة الروسية بمناسبة الذكرى الـ “64 ” لاستقلال اسرائيل قال نتانياهو  ان الروس “وافقوا على مطالبته بمراعاة المصالح الاسرائيلية بعد ان هدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين”. حيث حذر بوتين: على ضرورة التنسيق مع الجيش الاسرائيلي تحركاتها في سوريا، او اننا سنشتبك لا محالة”.
كما كشف أن اسرائيل تطلق غاراتها على سوريا “بالتنسيق مع روسيا وعلى علم بوتين الذي لا يمانع ذلك”، مشيرا إلى أن سبب ذلك خوف الروسي من التورط في اشتباك مع اسرائيل”..

وبتحدٍ أكّد نتانياهو على مواصلة الغارات داخل سوريا “كلما اقتضت مصالح اسرائيل ذلك وكلما اكتشفنا ان الاسلحة يتم نقلها الى حزب الله”.

وقال نتانياهو أنه “توجه الى موسكو وابلغ بوتين انهم سيواصلون العمل ضد تهريب الاسلحة في سوريا حالما نراه، لافتا إلى أنه سيواصل توجيه تعليمات للجيش الاسرائيلي بشن هجمات في العمق السوري”.

 

وتابع أنه يضطر للتوجه نحو موسكو كل بضعة اشهر بهدف تجديد التنسيق والتعاون مع الروس في سوريا، وأشار إلى أنه يفضل التنسيق مع الروس عن الاصطدام معهم.

 

وفيما يتعلّق بإيران، اكد نتنياهو ان الهدف الثاني لاسرائيل هو “عدم السماح لايران بوجود عسكري دائم في سوريا”. وتابع “تخيلوا إذا تمكن الإيرانيون من إطلاق ميناء في سوريا، تخيلوا إذا كان بإمكان غواصة إيرانية أن تبحر في الممرات التي كنا نبحر بها”.

 

ونفى نتنياهو ان يقوم بوتين قد “هدده” بعد اعلان وزير الدفاع الاسرائيلي افيجدور ليبرمان بان نظام الاسد كان وراء الهجوم الكيماوى فى خان شيخون.

 

وعن الدول العربية قال “اذا إعتبرتنا هذه الدول يوما ما بأننا أعداء، فانها تنظر لنا اليوم على اننا شركاء في الحرب ضد الاسلام الراديكالي الشيعي والسني”.

 

واضاف “ان الدول العربية اصبحت تعلم فائدة التعاون مع اسرائيل لضمان استقرارها وامنها مما يفتح الطريق امام التعاون في مجالات أخرى “.

اقرأ ايضًا: إسرائيل وروسيا… أكثر من تفاهم… أقل من تحالف

وبحسب المراقبين، يعود تاريخ التنسيق بين روسيا وإسرائيل عقب اعلان بوتين قرار التدخل العسكري في سوريا في ايلول 2015، حيث طار نتنياهو مباشرة نحو موسكو حيث تم التوصل إل اتفاق حول إعلان إنشاء خط ساخن لتنسيق الرحلات العسكرية ومنع الاحتكاك في سماء سوريا بين البلدين، ومنذ ذلك الحين نفذت إسرائيل عددا من الضربات مع علم مسبق من موسكو، والتي قيل إنها تستهدف قوافل عسكرية في محاولة لنقل الصواريخ الإيرانية من سوريا إلى حزب الله، ونفذت عدة جرائم تستهدف الكوادر والقيادات الميدانية للحزب، ومنع خطط طهران لتفعيل مرتفعات الجولان وربطها بجنوب لبنان!

والأكثر من إعلان بوتين أنه يعترف بأن إسرائيل لديها مصالح حيوية في سوريا، ومنذ ذلك الحين، يبدو أن زيارات نتنياهو المتكررة كانت بهدف حماية هذه المصالح من الخلافات التي توصلت إليها الأزمة السورية المتعاقبة.

واذا كانت مصالح موسكو وتل ابيب تتلاقى بإبقاء نظام بشار الاسد، وهو ما أعلن عنه عدة مرات منذ اندلاع الازمة. وكان نتانياهو واضحا جدا بعد وقف اطلاق النار في سوريا في 27 شباط لا من العام الفائت عندما علق أن أي اتفاق على سوريا يجب أن يحافظ على مصالح إسرائيل.

ويريد نتنياهو بحسب المراقبين الآن التوصل إلى صيغة مريحة مع بوتين في أي تطور في الوضع السوري يتفق مع “المصالح الإسرائيلية الحيوية”. واكد في زيارته الرابعة ان اي اتفاق حول مستقبل سوريا يجب ان يتضمن وقف اي عمليات ايرانية معادية لاسرائيل التي قد تنطلق من سوريا وعدم نقل الاسلحة الى حزب الله وعدم محاولة نقل جبهة الجولان وان المأزق الاسرائيلي سيساعد هوية النظام السوري الجديد.

(س . ج)

السابق
الصيغة الأحدث: الأسد يرحل والنظام يبقى… لكن متى وكيف؟
التالي
بعد خطاب نصرالله: التيار الوطني غير مرتاح